0
الجمعة 17 تشرين الثاني 2023 ساعة 09:06

قوات أمريكية في غزة.. الأسباب والنتائج؟

قوات أمريكية في غزة.. الأسباب والنتائج؟
ورغم التأكيدات المتكررة من قبل الإدارة الأمريكية على عدم وجود أي قوات أمريكية "رسمية" في غزة، إلا أن تقارير عديدة نُشرت في وسائل الإعلام العربية والدولية تشير إلى وجود قوات أمريكية خاصة تشارك في القتال ضد المقاومة الفلسطينية، ما قد يسبب خسائر بشرية كبيرة، وتقول شهادة شاهد عيان فلسطيني، الذي نزح من مناطق شمال غزة، إن القوات المنتشرة في منطقتهم كانت قوات أمريكية، وأوضح الشاب في مقابلة مع قناة "الجزيرة" أنه تفاعل مع القوة التي كانت تحاصر منازلهم، وشاهد أن جنودها يضعون العلم الأمريكي على بزاتهم العسكرية.

مشاركة الجنود الأمريكيين في الحرب على غزة

في منتصف الشهر الماضي، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية بأن الولايات المتحدة قد أرسلت فريقًا من قوات العمليات الخاصة إلى الأراضي المحتلة، وأفادت "نيويورك تايمز" بأن المسؤول أكد أن الفريق المرسل إلى "إسرائيل" سيقدم دعمًا في مجال الاستخبارات المتعلقة بقضايا الرهائن، وأوضح أن الولايات المتحدة نشرت طائرات في المنطقة كإجراء احترازي قبل أي مهام محتملة، وسبق أن صرح مسؤولون أمريكيون بأن الجيش الأمريكي كان يستعد لنشر 2000 جندي لمساعدة "إسرائيل".

ووفقًا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال"، أعلن البنتاغون بعد عملية "طوفان الأقصى" وصول قوات "دلتا فورس" الأمريكية إلى الأراضي المحتلة، حيث تتخذ هذه القوات من مهمتها تنفيذ مهام متخصصة، وكانت قد نفذت عمليات استهداف مثل قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وزعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي، ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أكد أن الولايات المتحدة تمتلك "أشخاصًا على الأرض" سيقومون بمساعدة السلطات الإسرائيلية في مجالي الاستخبارات والتخطيط للعمليات المحتملة، وخاصة تلك المرتبطة بما أسماها "جهود إنقاذ الرهائن"، وأضاف إن البنتاغون يمتلك خلية اتصال في "إسرائيل" تعمل بالتعاون مع القوات الخاصة الإسرائيلية، ويمكن للولايات المتحدة نشر موارد إضافية بسرعة في المنطقة.

ومن جهة أخرى، أوضحت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" أن واشنطن ليس لديها نية أو خطط لإرسال قوات إلى "إسرائيل" أو قطاع غزة، متناقضة بذلك مع بعض التصريحات السابقة، وأكدت نائبة الرئيس الأمريكية كامالا هاريس أن الولايات المتحدة تقدم دعمًا ل"إسرائيل" من خلال توفير المشورة والمعدات والدعم الدبلوماسي في حربها على قطاع غزة، وزعمت أن "إسرائيل" لديها حق في الدفاع عن نفسها، لكنها ادعت بشدة على أهمية عدم وجود مساواة بين حركة حماس والفلسطينيين، مشددة على حق الفلسطينيين في الأمان وتقرير المصير والكرامة، وشددت على ضرورة الالتزام بقواعد الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.

وفي تطور مفاجئ، أفادت صحيفة "ميلتاري واتش" الأمريكية، المتخصصة في الشؤون العسكرية، بمقتل عدد من قوات العمليات الخاصة الأمريكية التي شاركت في الهجوم البري على غزة، كانت الجثث قد تحولت إلى أشلاء بناءً على ما أفاد به الكولونيل المتقاعد في الجيش الأمريكي، دوغلاس ماكغريغو، خلال مشاركته في إحدى البرامج التلفزيونية الأمريكية، وأوضح ماكغريغو قائلاً: "في الساعات الـ 24 الماضية أو نحو ذلك، قامت بعض قوات العمليات الخاصة لدينا بالتعاون مع القوات الإسرائيلية بزيارة إلى غزة لأغراض استطلاعية، بهدف التخطيط للمكان الذي قد يرغبون في الذهاب إليه لتحرير الرهائن، وقد تعرضوا لإطلاق نار وتكبدوا خسائر فادحة، على ما يبدو.

ويبدو بوضوح أن المشاركة المباشرة والفاعلة للولايات المتحدة في الحرب على غزة ليست لغرض تحرير الأسرى لدى "حماس"، بل تظهر كمشاركة تم فرضها نتيجة للجبن والعجز الذي أظهره جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأسقطت عملية "طوفان الأقصى" آخر ورقة تمكن من التستر بها، مُظهرة هشاشة وضعه وعجزه عن مواجهة رجال المقاومة على الأرض، يبدو أن الولايات المتحدة تتدخل مباشرة لإنقاذ الكيان الإسرائيلي من مصيره المحتوم.

دعم أمريكيّ لا محدود للكيان

يظهر بوضوح أن الولايات المتحدة قامت بإرسال تشكيلات عسكرية ضخمة إلى شرق المتوسط قبالة قطاع غزة، تحت ذريعة منع توسع رقعة الحرب وضمان عدم تدخل طرف ثالث، يُعتبر هذا التدخل المباشر إلى جانب " إسرائيل" تصعيدًا كبيرًا، وخاصة بعد إقامة جسر جوي لنقل العتاد والجنود، يظل السؤال حول هدف وجود تلك القوات في غزة محل تساؤل، وخاصةً في ظل التصريحات المتناقضة، هل يفتقد الجيش الإسرائيلي القدرة على مواجهة المقاومة الفلسطينية، أم هناك خفايا وأهداف أخرى يمكن أن تظهر في المستقبل؟ سيظل هذا التساؤل مفتوحًا حتى تتضح الرؤية الكاملة للأحداث.

ويظهر أن العديد من الدول أدانت "الظلم المستمر ضد الشعب الفلسطيني" وانتقدت إمدادات الأسلحة من الولايات المتحدة إلى "إسرائيل"، مع وصفها بأنها تشجع على الحرب، استنكر الفلسطينيون عدم تعبير العواصم الغربية عن غضبها إزاء تفجير غزة، وقالوا إن الهجمات الصاروخية الروسية على أوكرانيا تعتبر "بربرية" و "جرائم ضد الإنسانية"، وعندما اندلعت الحرب في أوكرانيا لأول مرة، كان الفلسطينيون مندهشين من الموقف الصارم الذي اتخذته العواصم الغربية ضد الدولة التي تحتل أراضي غيرها دون تحريك ساكن في قضية بلادهم، في أوروبا، وجرت مناقشات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اتهم المعلقون أوروبا بالنفاق بسبب مقارباتها المختلفة للحرب في أوكرانيا وغزة، ولكن قلة قليلة من السياسيين علقوا بشكل مباشر، وقال رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت إن معظم العالم يرى معايير مزدوجة للسياسة الغربية فيما يتعلق بالحروب، ودعا إلى معالجة هذه القضية.

وفي خطاب ألقاه أمام البرلمان الأوروبي قبل أسبوع، أشار جوزيب بوريل فونتيليس، كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، إلى أن قطع إمدادات المياه يُعَد انتهاكًا للقانون الدولي بغض النظر عن مكان حدوثه، وأكد أن حرمان المجتمعات المحاصرة من إمدادات المياه يتنافى مع القانون الدولي في غزة، وبعض المحللين اقترحوا أن العداء للسياسة الغربية في بعض أنحاء العالم تجاه الملف يُعتبر أمرًا طبيعيًا، وإن الهدف من القضاء على الفصائل الإسرائيلية يصعب تحقيقه، ولكنه قد يُضعف بشكل كبير القدرات السياسية للكيان، وتوقع كثيرون أن تتعرض الولايات المتحدة لانتقادات قوية على الساحة العالمية بسبب الدعم الشديد ل"إسرائيل" وأن تتعرض "إسرائيل" لأيام سوداء على الصعيد السياسي.
رقم : 1096259
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم