وفي استمرار الانتقادات الموجهة للمسؤولين الصهاينة والمستوطنين في شمال فلسطين حالة الاحتلال فوضوية في هذه الجبهة في الظل ومع استمرار عمليات حزب الله، أعلنت وسائل الإعلام العبرية أن حيفا وكريوت أصبحتا الخط الأمامي للحرب، ونهاريا أيضا مدينة الأشباح.
وأعلن مستوطنو حيفا وكريوت شمال فلسطين المحتلة في حديث مع وسائل الإعلام العبرية: نحن نعيش الآن على خط المواجهة في الحرب، كما أفادت شبكة “كان” الصهيونية بأن صفارات الإنذار تدق خمس مرات على الأقل يوميًا في بلدة نهاريا، وهذه البلدة مشلولة عمليا وتحولت إلى مدينة أشباح.
وذكرت وسائل إعلام صهيونية أن هذا الوضع الذي يعيشه الإسرائيليون في الشمال يحدث في ظل عمليات حزب الله المستمرة وتوسيع نطاق نيرانه، وأعلنت أورلي القلعي مراسلة شبكة كان التابعة للكيان الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة، في هذا السياق، أن الإسرائيليين في كريوت وحيفا يقولون إنهم قتلوا ليلة السبت جراء إطلاق النار طائرة من دون طيار من الجانب اللبناني لمدة 40 دقيقة، هربوا إلى الملجأ وهم خائفون للغاية 4 إلى 5 مرات، بل أكثر من ذلك، في أوقات غير معروفة يضطرون إلى الفرار إلى الملجأ.
وأكد على العواقب الاقتصادية لاستمرار الهجمات ضد مناطق الشمال حيث إن الاقتصاد في نهاريا قد تم تدميره ولا توجد مصالح تجارية على الإطلاق، ونهاريا تشبه مدينة الأشباح، والناس يخشون المشي في الشوارع، وقال زيف جلعاد، وهو مستوطن صهيوني آخر في بلدة عكا المحتلة: قبل عام، اعتقدنا أن عكا لن تكون لكن اليوم أصبح الهجوم الصاروخي والطائرات من دون طيار على عكا أمرًا عاديًا، وفي كل مرة نسمع صوت صفارة الإنذار، يصيبنا الخوف بالشلل، كما أجرت القناة 12 التابعة للكيان الصهيوني استطلاعا أمس وأعلنت أن 54% من الإسرائيليين يريدون وقف الحرب مع لبنان، وقال 64% من المشاركين في هذا الاستطلاع إنهم لا يثقون في "إسرائيل".
حياة مضطربة في الملاجئ
وأفاد “روي قيس” مراسل صحيفة “يديعوت أحرانوت” العبرية في هذا السياق بأن سكان الشمال يسمعون الأخبار عن سير المفاوضات واستعجال "إسرائيل" للتوصل إلى هدنة مع لبنان، لكنهم في الوقت نفسه يدركون أن حياتهم اليومية تحولت إلى حياة وسط تحذير من أن البقاء في الملجأ ليس بالأمر السهل على الإطلاق، ويقول سكان الشمال إن الوضع يائس للغاية ويشعرون بالضغط الشديد والانقسام.
ويتحدث هؤلاء الإسرائيليون أيضًا عن الأضرار واسعة النطاق التي سببتها شظايا الصواريخ بسياراتهم وحدائقهم، في حين أن تهديد الطائرات من دون طيار أصبح أخطر من الصواريخ ويرسل مئات الآلاف من الأشخاص إلى الملاجئ، موشيه دافيدوفيتش، رئيس جمعية الاستيطان في الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، في إشارة إلى الوضع الذي جعله يشعر بالجنون والرعب من هجمات حزب الله الصاروخية والطائرات بدون طيار على المستوطنات الشمالية قال: “هناك طريق طويل لنقطعه قبل أن نعود إلى الشمال”، لقد مررنا بشيء فظيع في ظل هجمات حزب الله الصاروخية والطائرات من دون طيار، ونستيقظ كل صباح على أصوات الطائرات من دون طيار والصواريخ، وأصبح هذا الموضوع روتينًا عاديًا في حياتنا، وتشهد مناطق الشمال خلال الأيام الأخيرة فوضى كبيرة، والجيش مخطئ في عودة اللاجئين إلى هذه المناطق، ولا يشعر سكان الشمال بالأمان الحقيقي، ولا يعتقدون أن بإمكانهم العودة إلى منازلهم، ولا أن الحرب قد انتهت.
وأفادت بعض المصادر الإخبارية بأن المستوطنين أكدوا أن "حيفا والكريوت" الواقعتين في شمال الأراضي المحتلة تحوّلتا إلى الخط الأول في المواجهة مع قوات حزب الله، وأضافوا إن نهاريا أصبحت مدينة أشباح بسبب الخوف والذعر، حيث يُسمع صوت صفارات الإنذار في هذه المدينة خمس مرات على الأقل يوميًا. وأشار مراسل قناة كان الصهيونية إلى أن سكان منطقتي الكريوت وحيفا قضوا 40 دقيقة في الملاجئ بسبب مجرد دخول طائرة مسيّرة واحدة من جهة لبنان إلى الأراضي المحتلة، وأوضح التقرير أن المستوطنين يضطرون في كل مرة إلى الهروب نحو الملاجئ ثم الخروج منها مرارًا، وقال أحد المستوطنين: "نضطر للذهاب إلى الملاجئ خمس مرات على الأقل يوميًا".
واعترف مستوطن آخر قائلاً: "قبل عام لم أكن أتصور أن تشهد عكا سقوط صواريخ، لكن اليوم أصبحت الهجمات الصاروخية على هذه المنطقة أمرًا معتادًا"، وأكد المستوطنون أن العبء الاقتصادي الناتج عن الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله على نهاريا تسبب بضغط كبير عليهم، حيث أُغلقت المحال التجارية في المدينة بالكامل.