وجاء في بيان لحركة حماس ألقاه القيادي في الحركة سامي أبو زهري، أن الاحتلال الإسرائيلي يتوهم عبر ارتكابه المزيد من المجازر وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي أنه قادر على تحقيق أهدافه على أرض قطاع غزة، مشيرا كذلك إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد منظومة العمل الصحي باعتبارها جرائم حرب ممنهجة، تستهدف تدمير كل مقومات الحياة الإنسانية وتهجير الشعب الفلسطيني.
وأضافت الحركة "إن الاحتلال يواصل حربه على قطاع غزة لليوم الـ415، في أبشع حرب عدوانية، لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا، ولم تكن لتستمر فصولها الوحشية لولا الدعم الغربي وخاصة الأمريكي، بالمال والسلاح، والدعم السياسي والإعلامي، وتبرير جرائم الاحتلال والتغطية عليها، وتعطيل أي دور لمجلس الأمن لوقف حرب الإبادة، ويتزامن هذا مع الموقف العربي والإسلامي الرسمي الذي يتصف بالضعف أو الخذلان".
وقالت "حماس" كذلك: إن "الاحتلال يواصل منذ ما يزيد على خمسين يوما عدوانه على شمال قطاع غزة، ما فاقم الوضع الإنساني في شمال قطاع غزة، المتفاقم أصلا منذ أكثر من عام، مع بشاعة وفظاعة ما يمارسه الاحتلال الصهيو نازي؛ عبر كل أشكال حرب الإبادة، وارتكاب المجازر التي يرتقي خلالها عشرات الشهداء يوميا، وتدمر البيوت على رؤوس ساكنيها، واستهداف المستشفيات، وتعطيل كل الخدمات الطبية والدفاع المدني، وممارسة سياسة التجويع الممنهج والتهجير القسري والتطهير العرقي".
وحمّلت الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن المجازر والجرائم الإسرائيلية، معبرة عن استنكارها البالغ لفرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على عدد من قيادات الحركة، ووصفها مقاومة الشعب الفلسطيني المشروعة بـ"الإرهاب"، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية شريكة في الحرب، داعية إدارة جو بايدن إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه، بما تبقى لها من أيام، وإدارة دونالد ترامب إلى مراجعة سلوك إدارة بايدن وتصحيح الأخطاء التي وقعت فيها.
كما دعت إلى تصعيد كل أشكال التضامن والتأييد والتعبير عن رفض العدوان وحرب الإبادة الجماعية، في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الـ29 من نوفمبر/ تشرين الثاني، واعتبار أيام الجمعة والسبت والأحد المقبل، أياما تتحرك فيها كل القوى والأحزاب والنقابات العمالية والمهنية في الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم، في مسيرات تضامنية وفعاليات حاشدة في كل المدن والعواصم والساحات، من أجل وقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة ولبنان.
وبشأن قرار المحكمة الجنائية الدولية، قالت حركة حماس إن إصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية هو "قرار في الاتجاه الصحيح ويعيد الاعتبار لقيم العدالة وحماية الإنسانية ويسهم في عزل إسرائيل دوليًا ويعيد توصيفها باعتبارها كيانًا إجراميًا يقوده مجموعة من مجرمي الحرب الملاحقين دوليا، ويجرم كل الأطراف التي تدعمه وتزوده بالسلاح"، وأكدت أن الاختبار الحقيقي يتمثل في حجم الجهد المبذول لاعتقال مجرمي الحرب والتعاون الدولي مع المحكمة.
أما بشأن الاستيطان، فاعتبر أن "تصعيد حكومة الاحتلال سياسة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة استمرارٌ للإجرام الصهيوني وانتهاك للقرارات الدولية"، وأضاف إن "المشاريع الاستيطانية لن تغير حقائق التاريخ مهما بلغت قوة الاحتلال وإجرامه".
وطالب أبو زهري منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى "ترجمة قرارات القمة العربية والإسلامية المشتركة في الرياض إلى خطوات عملية لوقف العدوان، وإدخال المساعدات، وإعادة إعمار غزة".
ودعا كذلك أحرار العالم إلى جعل أيام الـ 29 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري حتى الـ1 من ديسمبر/كانون الأول المقبل، أياماً للفعاليات التضامنية والمظاهرات الحاشدة في كل المدن والعواصم، للمطالبة بوقف العدوان على غزة ولبنان.
كما استنكر أبو زهري فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على قيادات في الحركة، والثلاثاء الماضي، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية أسماء 6 من قياديي حركة حماس على قائمة العقوبات وهم: باسم نعيم، وغازي حمد، وعبد الرحمن غنيمات، ومحمد نزال، وسلامة مرعي، وموسى داود محمد، ووصفت عملهم بـ"الإرهاب".
وبدعم أمريكي، ترتكب "إسرائيل" منذ الـ 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في أحد أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.