يفهم من التوقيت ان الزيارة تأتي تحت وقع تهديدات، للضغط على طهران للقبول بشروط المجموعة الغربية لتوقيع اتفاق نووي جديد.وشروط الاتفاق سبق ان اعنلها ترامب عندما انسحب من اتفاق عام 2015، واساسها تجريد ايران من قدراتها العسكرية وحتى النووية السلمية من منظور الحاجة المستقبلية اليها..
ايران الثورة، خبرت الغرب منذ 45 سنة، واجادت اللعب على حباله رغم المخاطر. وتدرك تماما ان ثمن الانكسار امامه، اغلى بكثير من الصمود والمواجهة المؤديين الى تحقيق الاهداف.
فعصا غروسي، كسرها الموقف الايراني الذي عبر عنه الرئيس مسعود بزشكيان بقوله لغروسي، ان ايران تتطلع للسلام والامن لكن سترد بحسم على اي فعل يمس امنها وان ما تبحث عنه في التكنولوجيا النووية يتطابق مع الأطر والتراخيص القانونية للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
اما الجزرة عرضها غروسي، فتمثلت في رفضه تهديدات اسرائيل للمنشآت النووية الايرانية، رغم السؤال عن حجم وقدرة غروسي على منع ذلك؟
المهم ان عصا وجزرة غروسي، لا يقدمان او يؤخران، في موقف ايران القائم على تحقيق المصلحة الوطنية والاستراتيجية الايرانية.
من غير المقنع ان يكون هناك اتفاق ايراني مع الوكالة الدولية، قبل ان يكون هناك اتفاق اوسع واشمل مع الغرب.
لان الاتفاق مع الوكالة، سيحقق للوكالة وللغرب ، امكانية الوصول الى البرنامج النووي الايراني، ويصبح مكشوفا وتحت النظر، وعليه لن يكون الغرب بعد بحاجة الى الاتفاق، طالما اصبح البرنامج تحت السيطرة.
واتفاق مع الوكالة يعني الغاء لورقة القوة في يدي طهران في مواجهة الغرب وجره مجبرا الى توقيع اتفاق مع طهران بشروطها هي وليس شروطه هو.
يقدر ايضا ان زيارة غروسي الى طهران، تترافق مع عرض غربي وتحديدا امريكي وهذه المرة من ترامب وليس بايدن، لانجاز اتفاق نووي جديد. وربما دلائل هذا العرض، سلمها حليف ترامب الملياردير الشهير ايلون ماسك الى مندوب ايران في الامم المتحدة خلال الاجتماع بينهما (حسب الاعلام الامريكي) والذي شكل مفاجأة غيرمتوقعة.
لكن رغم ذلك الارجح ومن وجهة نظر المحللين، فان الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني اصبح اكبر من جغرافيا ايران، بل اصبح يشمل جغرافيا كل المنطقة بعد التطورات التي حصلت فيها.