كما قال مسؤول كبير في الحكومة الأمريكية لرويترز: وأضاف "الآن وبعد أن رفضت حماس المقترحات الأخيرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح السجناء، فإن استمرار وجودهم في قطر أمر غير مقبول". لكن في بداية هذا المسار، كان الأميركيون أنفسهم هم الذين طلبوا في عام 2012 وفي عهد أوباما من أمير قطر استضافة القادة السياسيين لحماس. وذكرت وكالة سي ان ان، نقلاً عن مسؤول أميركي، أنه قد أبلغ في هذا الموضوع أن اسم تركيا تم ذكره كوجهة مستقبلية لقادة حماس، لكن الأميركيين أنفسهم سحبوا هذا الخيار من على الطاولة سريعاً جداً.
ورغم نفي ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية الأخبار المنشورة عن قبول اقتراح طرد قيادات حماس من قطر، إلا أنه من الواضح أن وراء الكواليس ضغوط مشتركة من الولايات المتحدة وإسرائيل ضد الدوحة وحماس لا تزال مستمرة. وأكد الأنصاري أن الهدف من نشاط مكتب حماس في الدوحة هو خلق "قناة تواصل بين الأطراف المعنية".
ادعى دبلوماسي أمريكي في مقابلة مع شبكة إن بي سي نيوز: وأضاف: "قطر تشعر بخيبة أمل تجاه كل من حماس وإسرائيل بسبب عدم إحراز تقدم نحو التوصل إلى وقف لإطلاق النار". لكن حقيقة الأمر هي أن قطر، باعتبارها المضيفة والوسيط، أدركت أن نتنياهو يبحث عن الفرض وليس التفاوض، ويريد إطلاق سراح السجناء الإسرائيليين دون تقديم تنازلات. يسعى أنتوني بلينكن إلى تسجيل انجاز حرية الأسرى الصهاينة في ولايته الأخيرة باسمه كوزير للخارجية الأمريكية.
ماذا حدث عندما أثير سيناريو الإخراج؟
لقد مر أكثر من عام على عملية اقتحام الأقصى، لكن بنيامين نتنياهو والجيش الذي تحت قيادته لم يصلوا بعد إلى أهدافهم وما زالوا في وضع الضعف وعدم اليقين. حاول الصهاينة اغتيال حماس. وزعمت سلطات الكيان الصهيوني مرارا وتكرارا أنه بعد استشهاد إسماعيل هنية ويحيى السنوار، فإن حماس سوف تتفكك خلال فترة قصيرة من الزمن. وهذا الادعاء باطل، وعلى الجانب الآخر من الحدود، فإن استشهاد السيد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين لم يمنع استمرار الهجوم على الإسرائيليين.
اتخذ الكيان الصهيوني، في الأسبوع الماضي، إجراءات جديدة لتغيير أوضاع الحرب، أحدها هو إسناد رئاسة وزارة الحرب إلى سياسي مخضرم، والذي بالطبع ليس لديه فهم ومعرفة بالحرب. وعهد نتنياهو بوزارة الحرب إلى يسرائيل كاتس في وضع يرى بعض المحللين الصهاينة أن كاتس البالغ من العمر 69 عاما لن يكون مصمما ومشرفا على العمليات الحربية، بل تابعا كاملا لنتنياهو.
ومن ناحية أخرى، ينبغي القول إنه بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإن المشرعين الجمهوريين وترامب نفسه داعية الحرب، غير مهتمين بالنشاط القطري. ويميل الجمهوريون إلى النأي بأنفسهم عن قطر، ويعتقدون أنهم يلحقون الضرر بشكل غير مباشر بقادة حماس ويحدون من مجال مناوراتهم.
فشل التجارب السابقة
يسعى الكيان الصهيوني إلى القضاء التدريجي على القادة السياسيين لحركة حماس. وأن الضغط لطرد مسؤولي حماس من قطر هو على جدول الأعمال على أمل أن يقيم قادة حماس في دولة أفريقية أو في إحدى الدول الأخرى الخاضعة لسيطرة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ولن يتمكنوا حينها من إدارة حماس. الواقع المهمل في سيناريو أمريكا وإسرائيل لإزالة رؤوس حماس هو أنه حتى لو تحققت هذه الخطة، فلن يكون هناك نهاية للنضال والمطالبة بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وممارسة الضغوط والعنف مراراً وتكراراً أدى إلى هزيمة الكيان الصهيوني، وقد فشلت مثل هذه المؤامرة في اختبارها بأسوأ طريقة ممكنة.