وخلال زيارة ماكرون للرباط، وصف المقاومة الفلسطينية بـ"البربرية"، وبرر الإبادة الجماعية للجنود الصهاينة في قطاع غزة بأنها دفاع عن النفس، وأثارت هذه التصريحات استياء واسع النطاق في الأوساط المغاربية. ونظم مواطنون مغاربيون تظاهرات وتجمعوا أمام مبنى البرلمان مرددين هتافات منددة بتصريحات الرئيس الفرنسي المسيئة للمقاومة الفلسطينية، وأعلن المشاركون في هذا التجمع تضامنهم مع أهل غزة ولبنان وهتفوا: "من غزة إلى لبنان المقاومة مستمرة"، "فلسطين أمانة، التطبيع خيانة"، "فليسقط التطبيع".
وفي ديسمبر 2020، وقع المغرب العربي والكيان الصهيوني اتفاقا لتطبيع العلاقات بوساطة الولايات المتحدة، التي واجهت معارضة من الأحزاب والشعوب المغاربية، لكن حكومة الرباط تجاهلت هذه الاحتجاجات واتخذت خطوات نحو تطوير العلاقات، مع تل أبيب، وخلال العام الماضي، أصر الشعب المغربي دائما على إلغاء اتفاق تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني في مظاهراته المناهضة للصهيونية.
ورفع المواطنون المغاربيون لافتات كتب على بعضها: "من الشعب المغاربي إلى الشعب الفلسطيني، دماؤكم دماؤنا"، و"دعونا نحشد جميعا من أجل عودة اللاجئين الفلسطينيين"، و"انضموا إلينا لمحاربة الهجرة القسرية للفلسطينيين"، وحسب وكالة أنباء الأناضول، أدان مواطنون تونسيون الإبادة الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة أمس من خلال تنظيم مظاهرة مناهضة للصهيونية في عاصمة هذا البلد وطالبوا بطرد سفراء الدول التي تدعم الكيان الصهيوني من تونس.
وحمل المشاركون في هذه التظاهرة صورا لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تظهر أن يديه ملطختان بالدماء. وشهدت العديد من المدن التونسية، بما فيها العاصمة، تظاهرات مناهضة للصهيونية أيام الجمعة، وطالب المشاركون بالوقف الفوري للإبادة الجماعية في قطاع غزة، وإنهاء حصاره، وإرسال المساعدات الإنسانية إلى هناك، وحسب التقرير نفسه، نظم مواطنون موريتانيون مظاهرة مناهضة للصهيونية في عاصمة البلاد وطالبوا بالوقف الفوري لهجمات القوات الصهيونية على قطاع غزة ولبنان.
وانطلقت التظاهرة من المسجد الكبير في نواكشوط، وانتقل المشاركون بعد صلاة الجمعة إلى مكتب تمثيل الأمم المتحدة في موريتانيا، وفي هذه التظاهرة التي شارك فيها عدد من قيادات الأحزاب السياسية والنقابات العمالية وإعلاميين، ردد المتظاهرون شعارات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني، ورفع المشاركون في هذه التظاهرة لافتات كتب عليها: "لن نترك غزة وحدنا"، "المقاومة لنا ونحن مع المقاومة"، "من أرض المنارة (موريتاني) واصلوا طريق الشهداء"، "نحن نعطي".
لقد انتقد مواطنون موريتانيون صمت المجتمع الدولي إزاء استمرار جرائم الكيان الصهيوني في قطاع غزة، وحمّلوا الولايات المتحدة وداعميها مسؤولية الكوارث في غزة ولبنان، واستشهد وجُرح أكثر من 142 ألف فلسطيني خلال العدوان الغاشم للجيش الصهيوني على قطاع غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وتتعدد منذ اندلاع طوفان الأقصى، الجبهات التي يناصر من خلالها الشعب الموريتاني بكل أطيافه الاجتماعية والسياسية، المقاومة الفلسطينية في مواجهتها للحرب التي تشنها "إسرائيل" مدعومة بالدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
فبالإضافة لانتظام مسيرات الجمعة، ولوقفات الاحتجاج المتواصلة، ليل نهار، أمام السفارة الأمريكية، تتابع بعثات متخصصة جمع التبرعات مقرونة بحملات التحسيس والتعبئة، والحث على الدعاء وعلى مقاطعة مصنوعات الدول الداعمة للعدو.
وأكد شيخاني بيب، الأمين العام للرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني، في كلمة أمام آلاف من مناصري المقاومة المتجمعين في مهرجان خطابي مساء أمس، بقلب العاصمة نواكشوط، “أن الشعب الموريتاني عاقد العزم على ألا يحل أحزمة مناصرته وتأييده للمقاومة الفلسطينية، حتى يتحقق النصر القادم لا محالة".
وقال “إن الهيئات الحزبية والأهلية في موريتانيا تزداد يوماً بعد يوم تصميماً على المناصرة وعلى كشف الدول الغربية والعربية التي دعمت الاحتلال الصهيوني في هذه الحرب غير المسبوقة والتي سيكون لها ما بعدها".
وأضاف: “كلما اشتد الألم اقترب الأمل، وكلما عسر الأمر أعقبه يسر النصر"، وقال: “لست محتاجاً للعودة لمجريات حرب الإبادة فأنتم تتابعون الإعلام وترون ما يقع من تقتيل، وما يقع من تنكيل، وما يقع من تهجير، وما يقع من تحطيم للشجر والحجر، وحرق للأرض والمزارع، كل هذا ترونه فلم يعد يعني خافياً على أحد
وأضاف: “أشكر المتبرعين في هذا البلد، فقد بذلوا جهوداً كبيرة آتت أكلها، وأكدوا أن هذا الشعب رغم خصاصته، ورغم أن عدده ليس كبيراً وأن أمواله ليست كبيرة وإنما هو من الشعوب الفقيرة، باذل للجهد للدفاع عن الأمة بمقدساتها وأرضها؛ أشكر هذا الشعب على هذه الجهود؛ أشكر أيضاً سلطات هذا البلد بمواقفها الدولية والوطنية وتصريحاتها وحتى أيضاً قبولها بتنظيم هذه الأنشطة، وتلك، يقول ولد بيبه، رسالة تعبر عن دعم وتقدير المجتمع الموريتاني ولجهوده في دعم القضية الفلسطينية، وخاصة في ظل الأحداث المؤلمة التي تشهدها غزة".
وأكد رئيس الرباط تفاني الشعب الموريتاني في دعم الشعب الفلسطيني، مبرزاً “أهمية مساندة أهل غزة في صمودهم ضد الحصار والعدوان"، وقال: “سنواصل تنظيم مهرجانات لدعم القضية الفلسطينية، تجمع بين إلقاء الخطب وتوضيح الوضع ونشر الرواية الفلسطينية، بالإضافة إلى جمع التبرعات لمساعدة الفلسطينيين على البقاء في أرضهم".
ودعا رئيس الرباط المشاركين في المهرجان “إلى التبرع لتوفير أربعة آلاف غطاء للمساعدة في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وخاصة مع دخول فصل الشتاء وتعرض الأطفال للنوم في العراء تحت الأمطار”، مؤكداً “أن هذا الجهد يعتبر “جهد المقل”، ولكنه ضروري لدعم صمود الفلسطينيين".
وأشاد رئيس الرباط “بالصبر الفلسطيني الذي يشبه صبر الجبال”، أن التجربة الفلسطينية تعيد للأذهان دروس السيرة النبوية ومواقفها البطولية”، مضيفاً “إن ما يقوم به الفلسطينيون اليوم يمثل تجسيداً عملياً للسيرة النبوية".