وانتحر 21 جندياً إسرائيلياً في عام 2024، مقابل 17 جندياً في عام 2023، وهي الأرقام الأعلى منذ عام 2011. وفي العام الماضي، كان معظم الجنود الذين وضعوا حداً لحياتهم من جنود الاحتياط. ويزعم الجيش أن الزيادة في عدد حالات الانتحار، ناجمة بشكل مباشر عن الزيادة في عدد جنود الاحتياط الذين تم تجنيدهم منذ بداية العدوان على غزة.
كما تبيّن المعطيات أنّ الـ21 جندياً الذين أنهوا حياتهم في عام 2024 كانوا جميعهم رجالاً؛ 12 منهم تم تجنيدهم للخدمة الاحتياطية، وسبعة كانوا في الخدمة الإلزامية واثنان في الخدمة الدائمة. وفي عام 2023، انتحرت ثلاث مجندات و14 جندياً؛ سبعة منهم في الخدمة الإلزامية، وأربعة في الخدمة الدائمة وستة في الاحتياط.
ووفقاً للبيانات، فإن الانتحار هو السبب الثاني الأكثر شيوعاً للوفاة في العامين الماضيين في صفوف الجنود، بعد العمليات القتالية، وهو أكثر شيوعاً من الوفاة بسبب الأمراض والحوادث. وفي العامين الماضيين، قُتل 807 جنود في عمليات قتالية، 512 في عام 2023 بالإضافة إلى 295 في عام 2024. وفي العام الماضي، قُتل 11 جندياً، وفق معطيات جيش الاحتلال، في أعمال عدائية، مقارنة بأربعة في العام الذي سبقه.
ويقول جيش الاحتلال حول التعامل مع حالات الانتحار منذ بداية العدوان على غزة، إنه يستعد لزيادة أكبر في المستقبل، حتى في السنوات المقبلة، مع انتهاء المعارك. وقام الجيش منذ اندلاع العدوان، بتجنيد حوالي 800 ضابط للدعم النفسي، وأنشأ مركزاً جديداً للصحة النفسية مقسماً إلى عيادات نفسية في مختلف المناطق، وزاد من الدعم النفسي للجنود، مع التركيز على الفئة المقاتلة.
ومع ذلك، يعترف جيش الاحتلال بأنه لا تزال هناك صعوبة في تقييم الحالة النفسية والطبية لجنود الاحتياط، خاصةً أولئك الذين عادوا للخدمة في سن متقدّمة بعد فترة طويلة من عدم الخدمة، مثل آلاف مقاتلي الاحتياط الذين يتم استيعابهم حالياً في فرقة "ديفيد" الجديدة، في أعمار تتراوح بين 40-60 عاماً. ويرى الجيش أن "ضغوطات الحرب أثرت على البيانات وعلى حالة الجنود، نحن نتحدث عن ضغوط لم نشهدها منذ عقود".
كذلك، ارتفع عدد الجنود القتلى جراء الحوادث المختلفة، إذ قُتل تسعة جنود في "حوادث طرق" في عام 2023، منها أربعة حوادث مدنية وخمسة عسكرية. وفي عام 2024، ارتفع العدد إلى 20 قتيلاً في حوادث طرق، 17 منهم في ظروف مدنية وثلاثة في ظروف عسكرية. يضاف إلى ذلك، 65 جندياً قتيلاً منذ اندلاع العدوان في حوادث عملياتية مختلفة، 60 منها في غزة وخمسة على جبهة لبنان. ويمكن أن تكون الحوادث العملياتية، ناجمة عن إطلاق نار متبادل أو نتيجة استخدام أسلحة من قبل القوات وغير ذلك.
وبدعم أميركي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة على قطاع غزة، خلفت حتى اليوم أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطيني، ودماراً شاملاً في البنية المدنية والمشافي والجامعات والمساجد. وتخلل الحرب مجازر بشعة ارتكبها طيران الاحتلال عبر قصف خيام نزوح وتجمعات ومبان ومناطق مكتظة في القطاع المحاصر، عدا عن عمليات قتل جماعي ارتكبها جنود خلال التوغل البري، وذلك بإطلاق النار على الفلسطينيين بشكل عشوائي وبدافع التسلية في بعض الأحيان.