ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة التربية السورية المؤقتة لائحة تضمنت إجراء تعديلات على المناهج الدراسية من الصف الأول وحتى الثالث الثانوي في سوريا، للعام الدراسي 2025.
حيث باتت الكتب المعتمدة الصادرة عن وزارة التربية في الحكومة السابقة، باستثناء الحذف الذي طال دروساً تمجّد السلطة السابقة في بعض كتب التاريخ والأدب العربي والفلسفة، وإلغاء كامل لمادة "التربية الوطنية" أو "القومية"، لتصبح مادة التربية الدينية بديلاً عنها.
منيرة الأبرش، مدرسة للمرحلة الابتدائية بريف دمشق، تقول: "تم إخبارنا منذ أسبوع تقريباً أن الخطة تقوم على مبدأ إلغاء العديد من المواد غير الضرورية ضمن المناهج الدراسية مثل (التربية الفنية الموسيقية، التربية الوطنية، دراسات اجتماعية، التربية الفنية التشكيلية، الرياضة)"، على أن تضاف مواد تعويضية لها.
مبينةً أنه سيتم طمس جميع الصور التي لا تتوافق مع الشريعة الإسلامية، إضافةً لتعديل الكلمات والفقرات المخالفة، حيث تم حذف وحدة كاملة من مادة العلوم تتحدث عن "أصول وتطور الحياة على الأرض" في الصف الثاني والثالث الثانوي العلمي، كما تم حذف العديد من أبيات الشعر لوجود كلمات وجمل تعبر عن الحب الوجداني والعشق في كتب اللغة العربية، إضافةً لحذف جميع الفقرات التي تتحدث عن خولة بنت الأزور، وملكة تدمر زنوبيا، بحجة أنها شخصيات خيالية ولا وجود لها في الحقيقة.
العثماني لم يحتل سوريا
وبحسب الأبرش، فإن المؤلم في الموضوع هو الحذف الذي تم في مادة التاريخ حول تاريخ الاحتلال العثماني لسوريا لأربعة قرون، على أن يسد المعلم نواحي النقص المترتبة على الحذف بأمثلة لا تتعارض مع الشريعة أو السياسة الجديدة، كما يقوم المعلم بتنبيه الطلاب دائماً إلى أن قوانين الفيزياء والكيمياء هي قوانين الله في الخلق.
وعممت وزارة التربية والتعليم السورية على المعلمين كافة بأن يلتحقوا بمدارسهم خلال الأسبوع الحالي، مؤّكدةً على إعطاء الطلبة ما يستحقونه من التعليم لتجنب الفاقد العلمي.
خطة الوزارة
وكان قد أكد وزير التربية والتعليم السوري في الإدارة الجديدة، نذير القادري، أنه لا تغيير على المناهج الدراسية العلمية في سوريا، وستبقى على الخطط التي كانت موضوعة سابقًا.
وأضاف القادري أن "المناهج ستستمر حتى نهاية العام، مشددًا على أن الوزارة ستعمل على إزالة أي رموز كانت تمجد النظام السابق".
ولفت إلى أن الوزارة طالبت بخطة معينة لحذف هذه الفقرات من المناهج، والاستمرار بباقي المنهاج حتى لا يتأثر الطالب. مبينًا أن الوزارة تعمل على وضع خطط للأعوام المقبلة، لبناء بناءٍ صحيح يعتمد على النواحي التطبيقية ولا يكتفي بالنظرية فقط، بل عمليًا تطبيقًا بالإضافة إلى النواحي النظرية.
يُذكر أن قطاع التعليم يواجه الكثير من المشاكل، إذ يعاني من نقص في المستلزمات، كما أن البيئة غير صحية في العديد من المدارس، فأغلب المدارس في سوريا بحاجة إلى إعادة تأهيل، وهناك الكثير من الطلاب الذين لا يذهبون إلى المدارس بسبب الوضع المعيشي.