حركة الجهاد
في هذا السياق، أكّدت حركة "الجهاد" الإسلامي أنّ "وعد بلفور، الذي منح حقاً مزعوماً لمن لا يملك في أرضٍ ليست له"، كان "الخطوة الأولى في مسيرة طويلة من القهر والعدوان، فتحت الأبواب أمام استعمارٍ قائم على استباحة الأرض، وإبادة الشعب الفلسطيني".
وأضافت حركة الجهاد، في بيان، أنّ "بريطانيا فتحت بهذا الوعد أبواب الظلم التاريخي المستمر، وكانت أحد المسبّبين الرئيسيين لمعاناة الشعب الفلسطيني، عبر دعمها تأسيس الكيان الصهيوني، وتوفير الغطاء السياسي له ليمارس القهر والتطهير العرقي على مدى عقود، وهي وإلى اليوم، تتحمل مسؤولية أخلاقية وسياسية وقانونية تجاه ما يعيشه شعبنا الفلسطيني من قهر وتشريد".
وتابعت أنّ "هذا الدعم غير المحدود يمكّن الاحتلال من مواصلة عدوانه ومجازره بحق الفلسطينيين، ويوجّه رسالة واضحة بأن حياة الشعب الفلسطيني وحقوقه، وشعوب المنطقة كافة، لا مكان لها في الحسابات السياسية لهذه الدول".
وأشارت حركة الجهاد إلى أنّ "هذا التحالف المخزي بين الاحتلال وداعميه هو المصدر الأساسي لمعاناة شعوب أمتنا وتدفع ثمنه من دماء أبنائنا ومستقبلنا، ويأتي في ظل تحدٍ صارخ من قبل الاحتلال للمؤسسات الدولية؛ إذ يشن حرباً مفتوحة ضد جميع المؤسسات الدولية".
كما أكّدت أنّ "كل محاولات التهجير والاستيلاء على الأرض لن تزيدنا إلاّ إصراراً على مقاومة هذا الاحتلال ودحره"، مشددةً على أنّ المقاومة الفلسطينية "تقف ثابتة على شروطها لوقف العدوان على قطاع غزة، وفي مقدمتها الوقف الشامل لإطلاق النار، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القطاع، وبخاصة من محوري نتساريم وصلاح الدين ومعبر رفح، وعودة سكان شمال القطاع إلى بيوتهم ومزارعهم، وإدخال المساعدات الإنسانية والمواد اللازمة لتلبية احتياجات أهلنا في القطاع، وصولاً إلى صفقة تبادل الأسرى وإعادة إعمار ما دمره الكيان المجرم".
وفي ختام بيانها، وجّهت حركة الجهاد نداءها إلى العالم، أن "يدرك حجم الظلم التاريخي الواقع على شعبنا، وأن يتحمل مسؤولياته في وقف هذا الاحتلال الغاشم".
وأوضحت أنّ المقاومة الفلسطينية "أثبتت في كل مراحل النضال أنها لن تتنازل ولن تتراجع أمام أي محاولةٍ لطمس حقوقها، وأن الشعب الفلسطيني سيبقى شامخاً وصامداً في أرضه حتى تتحقق العدالة وتعود الأرض إلى أصحابها".
حركة المُجاهدين
وقالت حركة المجاهدين الفلسطينية، في بيانها، إنّ العالم "ْشهد منذ أكثر من قرن، في عام 1917، وعداً إجرامياً ومشؤوماً تسبب في مأساة الشعب الفلسطيني لعقود طويلة، فيما تواصل القوى الغربية جريمتها بدعم كيان الاحتلال في حربه الوحشية على غزة".
وأضافت الحركة أنّ "الوعد الذي أعطاه وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور للصهاينة بإقامة وطن قومي لليهود، هو وعد من لا يملك لمن لا يستحق، وقد قام على أسس إجرامية تهدف إلى إبادة الشعب الفلسطيني وقتلهم وطرد من تبقى منهم خارج فلسطين، وهو ما يسعى له الصهاينة والغرب اليوم".
وفي هذه الذكرى المشؤومة، أكّدت حركة المجاهدين أنّ "بريطانيا والغرب يتحملون المسؤولية الكاملة عن مأساة الشعب الفلسطيني الممتدة منذ أكثر من قرن بإقامة إسرائيل على أرضنا بعد أن دعموا العصابات الصهيونية مالياً وعسكرياً وسياسياً".
كما أنّ "الدعم الأميركي والغربي اللامحدود للكيان الصهيوني في جرائم الإبادة الجماعية في غزة هو امتداد للجريمة التي ارتكبتها القوى الإرهابية الكبرى في العالم قبل أكثر من قرن بحق شعبنا"، بحسب ما أكدت الحركة التي شددت أيضاً على أنّ "فلسطين كلها أرضنا ولن نتخلى عن شبر منها، وأنّ المقاومة هي طريق شعبنا لاسترداد كل الأرض وانتزاع كل الحقوق".
لجان المقاومة
بدورها، قالت لجان المقاومة في فلسطين إنّ "ما يجري من مذابح ومجازر وإبادة وتطهير عرقي نتيجة طبيعية لوعد بلفور المشؤوم ولتحالف الدولة الغربية المجرمة ضد شعبنا وأمتنا".
وأشارت لجان المقاومة إلى أنّ "طوفان الأقصى وصمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه وثباته الأسطوري ومقاومته الباسلة هي الرد على كل مؤامرات ومخططات الغرب والعدو الصهيو-أميركي الهادفة لاستئصال الشعب واقتلاعه من أرضه وإنهاء قضيته".
وشددت اللجان على أنه "لن يحجب شمس الحرية كل الحقد والدمار والمجازر الوحشية الصهيو-أميركية وسينتصر الشعب الفلسطيني ومقاومته ومن خلفه محور المقاومة برجاله، وسيتبدد وعد بلفورهم أمام ملاحم البطولة التي يسطرها أبطال المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران".
الجبهة الديمقراطية
كذلك، أكّدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في ذكرى "وعد بلفور"،أنّه "لو لم تزرع بريطانيا المشروع الصهيوني في المنطقة، لبقي تائهاً يبحث عن ملاذ في مكان آخر".
وأشارت إلى أنّ "الاستعمار البريطاني قدّم للمشروع الصهيوني - الاستيطاني الإحلالي، كل عناصر تجسيده، من التعهد السياسي، إلى تقديم الأرض، والماء والسلاح، وفتح أبواب الهجرة لمئات آلاف المهاجرين اليهود، في الوقت الذي أغلقت فيه الولايات المتحدة والغرب الأوروبي أبوابهما، أمام اللاجئين اليهود، والدفع بهم عنوة نحو فلسطين، في المساهمة في بناء مشروع الدولة اليهودية على أرضنا".
وأضافت الجبهة في بيانها، أنّ "بريطانيا الاستعمارية ما زالت تُناصب الشعب الفلسطيني العداء، وتشارك بشكل صريح من دون مواربة في حرب الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وختمت الجبهة الديمقراطية بالقول إنّه على الرغم من كل ما قدّمه الاستعمار الغربي للمشروع الصهيوني، فإنّ "مقاومة شعبنا له، لم تتوقف على مدى 100 عام، وسوف تتواصل، وهي تقدم صوراً أسطورية عن بطولات أهلنا ومقاومتهم، في الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة".
حركة الأحرار
من جانبها، شدّدت حركة الأحرار على أنّ "وعد بلفور المشؤوم أكسب الشعب الفلسطيني حق المقاومة المشروعة والتي مارسها دفاعاً عن أرضه وعرضه ومقدساته".
وأكّدت أنّ "معركة طوفان الأقصى كانت هي العهد والوعد والوسيلة التي نرد بها كشعب فلسطيني، محتلة أرضه ومقدساته، وزه أسراه بالآلاف في السجون يذوقون ويلات العذاب وأشدها، وعلى ما نتج عنه من قيام كيان سرطاني صهيوني نازي القومية والنسلية".
كما لفتت إلى أنّ "وعد بلفور المشؤوم وما نتج عنه سيبقى وصمة عار على جبين المجتمع الدولي وما يدعيه بإنسانيته، وعلى رأسهم بريطانيا، التي ما زالت تمضي بغيها بدعمٍ أعمى للكيان".
كما لفتت إلى أنّ "الشعب الفلسطيني المقاوم البطل أكّد مراراً وتكراراً أنّ ما أُخذ بالقوة لا يمكن إلاّ أن يسترد بالقوة وأنّه لن يرفع الراية البيضاء، ولن يسقط البندقية من يده، وسيبقى يقاوم حتى آخر قطرة دم طاهرة من أصغر شبل فلسطيني مقاوم كحق أصيل في الدفاع عن أرضه ومقدساته، وعلى المجتمع الدولي وفي مقدمتهم رأس الأفعى أميركا ودول الغرب، أن يفهموا ذلك جيداً".
وبعد مرور 107 أعوام على "وعد بلفور" ومعرفة نتائجه وأطماعه، ومعرفة إرادة الشعب الفلسطيني في مقاومته من خلال ما أحدثه في "طوفان الأقصى" المجيد، "آن الأوان لشعوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم للتحرك الفعلي وكسر حاجز الخوف والصمت ودعم إرادة وحق شعبنا الفلسطيني في المال والعتاد، وتوسيع جبهات الإسناد ومحور المقاومة، ففي رجال اليمن والعراق ولبنان وإيران آيات وشواهد على أن هذا الاحتلال ومناصريه ما هم إلاّ وحش هش من ورق، وأنّ حرقه وتمزيقه بات واقعاً يتحقق في اتحادنا ووحدتنا"، بحسب ما أكدت حركة الأحرار.