وفي ندوة عقدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا بعنوان “انتهى زمن التبرير" حث الحاخام وايس المجتمع الدولي على الانتباه لهذا الفخ الذي نصبه زعماء الصهيونية، لافتًا إلى ضرورة الاعتراف بجرائم الصهيونية باعتبارها غير قانونية ومعادية للسامية وتشويهًا صارخًا للقيم اليهودية.
في كلمته شدد الحاخام على أن استيلاء الحركة الصهيونية على اليهودية وإساءة استخدام نجمة داود والروايات التوراتية قد ضلل العالم وجعله يعتقد أن اضطهاد الفلسطينيين هو صراع ديني وبالتالي خنق العمل العالمي والتضييق عليه بسبب المخاوف من وصمه بمعاداة السامية.
وأكد الحاخام "وايس" على التمييز بين اليهودية كديانة وبين الصهيونية، التي وصفها بأنها حركة سياسية وقومية اغتصبت هوية الشعب اليهودي.
واستشهد بأمثلة تاريخية تدلل على صحة كلامه، مثل الحاخام الأكبر لفلسطين في عام 1947 الذي عارض علنًا إنشاء دولة يهودية.
وأشار الحاخام إلى أن المجتمعات اليهودية عاشت في وئام تحت الحكم الإسلامي لقرون.
وشرح الحاخام بالتفصيل كيف يستخدم الصهاينة اتهامات معاداة السامية كسلاح لإسكات المنتقدين وتبرير أفعالهم.
وأدان خلط الصهيونية باليهودية، مشيرًا إلى أنه أدى إلى تشويه سمعة اليهود في العالم كله وكان سببًا ومبررًا لاستمرار الفظائع ضد الفلسطينيين.
ودعا وايس إلى تحرك شعبي عالمي شبيه بالنضال ضد الحركة العالمية ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
كما تحدث عن أوجه التشابه بين حركات المقاومة التاريخية والنضال الحالي ضد الصهيونية، مؤكدًا أن الجهود الجماعية، التي تسترشد بالإيمان والحقيقة، قادرة على تفكيك القمع الصهيوني.
وفي ختام كلمته، ناشد الحاخام وايس اليهود وغير اليهود على حد سواء الاتحاد سويًا للدفاع عن حقوق الفلسطينيين والتضامن معهم، مشجعًا على التحدث بكل صراحة وجرأة في فضح الأجندة الصهيونية والجرائم الوحشية التي يتم ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني.
تجارة الأسلحة العالمية عامل رئيسي في إدامة الفصل العنصري والإبادة الجماعية الإسرائيلية
في مداخلتها في هذه الندوة سلطت الدكتورة "نوا شيندلينجر" الضوء على قطاع إنتاج الأسلحة في "إسرائيل" وأهميته البارزة في تعزيز العمليات العسكرية في غزة والضفة الغربية وصراعات إقليمية أخرى وسلطت الضوء على كيفية تطوير الأسلحة الإسرائيلية واختبارها أثناء العمليات في غزة وتسويقها عالميًا باعتبارها “جُربت في المعركة على أرض الواقع”، مما يفيد مصنعي الأسلحة في حين يعمق معاناة الفلسطينيين.
كما تحدثت "شيندلينجر" على تواطؤ الحكومات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، في دعم الصناعة العسكرية الإسرائيلية من خلال شراء الأسلحة والتضييق على أي التحركات المناهضة لهذه التجارة.
ودعت الدكتورة شيندلينجر النشطاء إلى تكثيف حملاتهم ضد مصنعي الأسلحة والزعماء السياسيين الذين يروجون لهذه الصناعة، وذلك بهدف وضع حد للعنف العالمي المدفوع بالربح.
واختتمت الدكتورة شيندلينجر حديثها بحث الجماهير الدولية على التركيز على تجارة الأسلحة العالمية كعامل رئيسي في إدامة الفصل العنصري والإبادة الجماعية الإسرائيلية التي يتم ارتكابها ضد الفلسطينيين في غزة، كما أكدت على أهمية معالجة الطبيعة المترابطة للصراعات الإقليمية ودور إسرائيل في استغلالها لتعزيز هيمنتها العسكرية والاقتصادية.