0
السبت 7 أيلول 2024 ساعة 18:37

سوريا: تأزم الخلافات بين "الجبهة الشامية" والحكومة الموقتة شمالي حلب

سوريا: تأزم الخلافات بين "الجبهة الشامية" والحكومة الموقتة شمالي حلب
وقالت مصادر في المعارضة أنّ رئيس الحكومة الموقتة عبد الرحمن مصطفى تحدّث خلال اجتماع ضمّ قيادات تركية مع بعض قيادات حكومة الائتلاف والقيادات في "الجيش الوطني" في مدينة غازي عنتاب، حول الفوضى التي تتسبب بها "الجبهة الشامية" في شمال حلب من إساءة لحكومة الائتلاف وتحريض السكان عليها، بالإضافة إلى الاعتداء على مقرّات الحكومة.

وأشارت المصادر إلى أنّ المصطفى ألمح خلال حديثه إلى وجود تعاون بين بعض قيادات "الجبهة الشامية" و"هيئة تحرير الشام" لزعزعة استقرار شمال حلب بهدف الانتقام من حكومة الائتلاف، ومنع فتح معبر أبو الزندين الذي يخفف المعاناة على الأهالي.

وأصدرت "الجبهة الشامية" التي كانت حاضرة عبر ممثليها في اجتماع غازي عنتاب بياناً أعلنت فيه تجميد التعاون مع الحكومة الموقتة برئاسة عبد الرحمن مصطفى إلى حين حجب الثقة عنه وإحالته للقضاء بتهمة الإساءة لبعض الجهات الثورية أمام المسؤولين الأتراك.

وأشارت "الجبهة الشامية" في بيانها أنّ المصطفى يتعامل بعدائية معها وبوتيرة غير مسبوقة، وتعمد خلال الاجتماع الإساءة لها ولـ"فصائل الشرقية"، وذلك على خلفية اقتراح قدّمته "الشامية" ضمن خطة عملها بسحب الشرعية عنه لابتعاده عن مطالب الشارع.

وكان إمام جامع علي في مدينة اعزاز، الشيخ محمود الجابر قد كشف في اتصال جرى بينه وبين المصطفى أنّ الأخير حمل مسؤولية الفوضى التي حدثت في مدينة اعزاز خلال الأحداث الأخيرة لـ"الجبهة الشامية"، وذلك فيما يخص حماية مقرات الائتلاف والحكومة الموقتة والمؤسسات والسيارات التركية.

وعزا ناشطون أسباب الخلافات بين الشامية والحكومة إلى السيطرة على المناطق وتوزيع السلطة، مشيرين إلى أنه في بعض الأحيان، ترغب الجبهة الشامية في فرض سيطرتها العسكرية على بعض المناطق، ما يتعارض مع رغبة الحكومة السورية الموقتة في فرض سيطرتها الإدارية والسياسية.

وأضاف الناشطون أنّ الموارد المالية واللوجستية من أبرز نقاط الخلاف أيضاً، حيث تتنافس "الجبهة الشامية" والحكومة السورية الموقتة على الحصول على الدعم المالي من الدول الداعمة، مثل تركيا، وهو ما يؤثر على توزيع الموارد.

كما شهدت مدينة الباب توترات كبيرة بعد محاولة فتح معبر "أبو الزندين" الذي يربط بين المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المدعومة من تركيا والمناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري، حيث بدأت الاحتجاجات التي قادتها فصائل "الجبهة الشامية" ضد فتح المعبر في منتصف آب/أغسطس الماضي، حيث تجمّع المئات من السكان، رافضين خطوة فتح المعبر دون اتفاق يحقق لهم بعض المطالب.

واستمرّ الوضع في التدهور حيث أُغلِق المعبر مرّةً أخرى بعد استهداف المنطقة بقذائف مجهولة المصدر، كما قامت مجموعاتٍ مسلحة بمنع مرور شاحنات تجارية عبر المعبر، مهددة باستخدام القوّة ضدها، على الرغم من وجود الشرطة العسكرية التركية في المكان.

ويرى ناشطون محليون أنّ مصلحة "الجبهة الشامية" في منع فتح معبر "أبو الزندين" تعود إلى رغبتها في الحفاظ على نفوذها وتأثيرها في المنطقة، إضافة إلى استغلال المعبر كوسيلة لتحقيق مكتسبات خاصة بها.

ولم يصدر "الائتلاف السوري" ومقرّه تركيا ولا حتى الحكومة المنبثقة عنه أيّ توضيح حول تلك الخلافات التي يراها مراقبون أنّها قد تؤدي إلى تغييراتٍ قد تبدأ بها أنقرة لمنع انفجار الوضع في مناطق نفوذها ويجعل تخسر أوراقاً مهمة في المفاوضات مع الحكومة السورية.
رقم : 1158621
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم