وقالت السيدة غدير (صيام)، التي تُعرف بـ"أم خالد"، يوم أمس: إن حياة الشهيد وعائلته كانت بسيطة وزاهدة، رغم توفر الإمكانيات المادية.
وأضافت: "بيتنا كان بسيطًا، نعيش في شقة سكنية داخل مدينة غزة. رغم أننا نملك من المال الكثير، إلا أن الشهيد أبو خالد كان يرفض حياة الرفاهية، ويفضل تخصيص هذه الأموال لشراء السلاح ودعم الفقراء وأهالي الشهداء والأسرى".
وأشارت إلى أن الشهيد كان دائم التفكير في تحرير المسجد الأقصى وفك أسر المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وقالت: "كان يتألم كثيرًا عند مشاهدة اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى واعتدائهم على المصلين".
وشبهت السيدة غدير زوجها بالصحابة، قائلة: "رجل ليس كمثله رجال، إنما يشبه حياة الصحابة في تواضعهم وأخلاقهم ورقيهم". وتابعت: "رغم صعوبة الحياة بسبب الظروف الأمنية التي عشناها، لم أستسلم للحزن، بل جعلت منه وقودًا لقوتي. ربيت أبنائي على خطى أبيهم، وغرست فيهم معاني الفخر والاعتزاز".
وأضافت أنها كانت تستخدم ألقابًا مختلفة خلال السنوات الماضية، مثل "أم فوزي" و"أم حسام"، في إطار التخفي بسبب الظروف الأمنية المحيطة بزوجها، الذي كان المطلوب الأول للاحتلال الإسرائيلي. وقالت: "لم يعد لهذه الألقاب داعٍ بعد أن استشهد زوجي، وأصبح بإمكاني أن أعلن أنني أم خالد، زوجة محمد الضيف، بكل فخر واعتزاز".
ومن جهته، قال خالد، نجل الشهيد محمد الضيف، إن والده كان "سيد الرجال"، متواضعًا وزاهدًا وخلوقا. مضيفا أن: "كثيرًا ما كان يداعبنا ويلاعبنا، رغم أننا لم نكن نراه كثيرًا بسبب ظروف عمله المقاوم". وتابع خالد: "في السادس من أكتوبر 2023، ذهب أبي بنا إلى الملعب، وكانت الابتسامة على محياه. لم نكن نعلم أن هذا الوداع سيكون الأخير".
وأشار إلى أنه وشقيقه بهاء ختما القرآن الكريم خلال معركة "طوفان الأقصى"، تحقيقًا لأمنية والدهم ومرضاة لله. بدورها، قالت ابنته خديجة: "في معركة فاصلة، ثبت أبي ثبات الجبال، وقاتل قتال الأبطال، حتى ارتقى شهيدًا مضرجًا بدمائه الطاهرة، التي روت أرض فلسطين وأزهرت فيها ورود الحرية".
وأضافت: "كان أبي في طليعة المدافعين عن الوطن، يحمل سلاحه بإيمان ويتقدم الصفوف بشجاعة. لم يخشَ الموت، بل كان الموت عنده أحلى من العسل إذا كان في سبيل الله والوطن". رحل القائد محمد الضيف، لكن إرثه النضالي بقي محفورًا في ذاكرة الشعب الفلسطيني.
وقالت السيدة غدير: "كتابي الجديد هو محاولة لتوثيق سيرة رجل ضحى بكل شيء من أجل وطنه، ليبقى نموذجًا يُحتذى به للأجيال القادمة".
يُذكر أن محمد الضيف، الذي قضى سنوات طويلة في المقاومة، كان أحد أبرز قادة كتائب القسام، واشتهر بتخطيطه العسكري وتفانيه في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
واستشهد في ظروف لم تُكشف تفاصيلها بالكامل، تاركاً وراءه إرثًا من التضحية والفداء. يأتي كتاب السيدة غدير شعبان الضيف كشهادة حية على حياة قائدٍ كان رمزًا للنضال والتضحية، ليس فقط لعائلته، بل لكل الشعب الفلسطيني.
وفي ظل استمرار الصراع، تبقى سيرة الشهيد محمد الضيف مصدر إلهام للأجيال القادمة في مسيرتها نحو الحرية والاستقلال.