فبعد أكثر من 15 شهراً من الإبادة وشهادة العديد من كبار قادتها، خرج مجاهدو المقاومة بين أهلهم في القطاع وأمام العالم أشداء أقوياء بسلاحهم حتى في المناطق والأحياء التي شهدت أشرس المعارك وأعنف موجات التدمير والحصار، قائلين لعدوهم إن أسراه لن يعودوا إلا بشروطهم وبالصورة التي تريدها المقاومة الصامدة.
في المقابل، شكلت هذه المشاهد وقبلها مضمون اتفاق وقف اطلاق النار احراجاً كبيرا لنتنياهو الذي طُرح عليه منذ اليوم الأول السؤال التالي: ما هي الأهداف التي حققتها فعلاً؟ (قال استطلاع لصحيفة “معاريف” العبرية إن 4% من الإسرائيليين فقط يرون أن “إسرائيل” حققت أهداف الحرب بشكل كامل).
وفيما يرى مراقبون أنه محاولة أميركية-اسرائيلية لاحتواء موجة التساؤلات والانتقادات التي تواجهها حكومة الاحتلال، أعلن مكتب نتنياهو أنه “سيعقد اجتماعاً أمنياً اليوم الجمعة لمناقشة إمكانية استئناف القتال فوراً في حال انهيار اتفاق غزة”، وذلك بالتزامن مع زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى “تل أبيب”، الذي أعلن ليل أمس أنه يعتقد أن نتنياهو، “ملتزم” بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار “الذي يقدّر أن عملية إعادة إعماره، ستستغرق ما بين 10 و15 عاماً”.
في وقت أعلن فيه موقع “والا” العبري نقلاً عن منسق شؤون الأسرى غال هيرش أن “لقاء نتنياهو وترامب الأسبوع المقبل مهم لمفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة”، وأن الاستعدادات جارية لبدء مفاوضات المرحلة الثانية.
“القناة الـ12” العبرية، من جهتها، نقلت عن مصادر أن ”إسرائيل” لا تتوقع فشل الدفعات التالية من صفقة التبادل، لكنها لا تستبعد كل السيناريوهات”. في حين قالت “القناة الـ14” العبرية إن “أهداف الحرب المتمثلة في تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس وإسقاط حكمها لم تتحقق على الإطلاق”.
بدورها، نقلت “جيروزاليم بوست” العبرية عن وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش قوله إن “الصفقة كارثية وخطيرة على الأمن الإسرائيلي”، حسب تعبيره، زاعماً أنه “بقيت في الحكومة بعد اقتناعي أن نتنياهو وترامب ملتزمان بإزالة حماس كقوة حاكمة من غزة”.
كما أعرب سموتريتش عن قناعته بأن كيانه “سيعود للمعركة بعد انتهاء المرحلة الأولى في بداية مارس/آذار المقبل”، متوعداً بإسقاط الحكومة “إذا تضمنت المرحلة الثانية من الصفقة إنهاء الحرب دون تحقيق أهدافها”، وذلك في وقت تظاهر فيه مئات الإسرائيليين أمام السفارة الأميركية في “تل أبيب”، للمطالبة بتنفيذ كل مراحل الصفقة.