هذا اليوم، الذي أصبح رمزا للوفاء والإجلال للجنود، يعكس التقدير العميق للأبطال الذين بذلوا أرواحهم دفاعا عن بلادهم.
من "يوم الهدنة" إلى "عيد المحاربين"
تعود جذور الاحتفال بهذا اليوم إلى نهاية الحرب العالمية الأولى. ففي الساعة الحادية عشرة من صباح يوم 11 تشرين الثاني 1918، وبعد قتال مرير على جبهات متعددة، أعلنت ألمانيا استسلامها ووقعت اتفاقية وقف إطلاق النار مع الحلفاء، ليحمل ذلك اليوم اسم "يوم الهدنة".
الولايات المتحدة التي دخلت الحرب في 1917 بعد محاولات طويلة للحفاظ على الحياد، عاشت مآسي الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 10 ملايين شخص وإصابة 20 مليون آخرين.
وفي عام 1919، أكد الرئيس الأميركي آنذاك، وودرو ويلسون، في خطاب بمناسبة مرور عام على الهدنة، أن العالم حصل على فرصة لإعادة بناء نفسه بعد الحرب الدموية. وكان هذا بمثابة بداية لتكريم من شاركوا في الحرب العالمية الأولى، ولكن مع مرور الوقت، أصبح من الضروري توسيع الاحتفال ليشمل جميع المحاربين.
إعلان العطلة الرسمية وتوسيع نطاق التكريم
في عام 1926، أقرّ الكونغرس الأميركي جعل "يوم الهدنة" مناسبة سنوية للتذكر والصلاة، ليكون يومًا لتكريم الجنود الذين ضحوا في الحرب العالمية الأولى.
وفي عام 1938، تحولت المناسبة إلى عطلة رسمية تحت اسم "يوم الهدنة"، وكانت مقتصرة في البداية على تكريم المحاربين من الحرب العالمية الأولى فقط.
لكن مع انتهاء الحرب العالمية الثانية وعودة الجنود الأميركيين إلى بلادهم، بدأ الحراك لتوسيع نطاق الاحتفال.
وفي عام 1945، اقترح الجندي ريموند ويكس، الذي شارك في الحرب العالمية الثانية، أن يتم تغيير اسم "يوم الهدنة" ليشمل جميع المحاربين القدامى، وليس فقط أولئك الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى.
وفي 1 حزيران 1954، وافق الكونغرس على هذا التعديل، ليُطلق على اليوم اسم "عيد المحاربين القدامى"، وأصبحت الاحتفالات تشمل جميع أعضاء القوات المسلحة، سواء الأحياء أو الأموات.
احتفالات وطنية وتكريم للأبطال
اليوم، يُحتفل بعيد المحاربين القدامى في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وتُجرى مراسم تكريمية رسمية في مقبرة أرلينغتون الوطنية بالقرب من واشنطن، حيث تُوضع الزهور على قبر الجندي المجهول في مراسم تُحيي ذكرى من فقدوا حياتهم أثناء خدمتهم. إضافة إلى ذلك، تشهد المدن الأميركية استعراضات واحتفالات تُكرّم التضحيات الكبيرة للمحاربين.
وتُقدم المحلات التجارية تخفيضات مميزة بمناسبة العيد، في حين تقدم العديد من المطاعم وجبات مجانية لأفراد القوات المسلحة احتفاءً بتضحياتهم.