فقد حاول هذا الجيش المنهك الضحك على نفسه وعلى قياداته والصهاينة في الكيان الغاصب ومن ينتظره من خلفهم لتسجيل أي نصر في المعركة البرية التي أعلنها ضد لبنان، عبر نشر مقطع مصوّر لثوان معدودات تظهر بعض الجنود يزرعون علم الكيان على طرف “حديقة إيران” بلدة مارون الراس.
لكن “الفضيحة” الصهيونية ظهرت جليا للعالم أجمع عندما بانت حقيقة الأمر حيث تسلل بعض الجنود الاسرائيليين فجر الثلاثاء تحت مرأى من مجاهدي المقاومة الاسلامية الى خلف مقر للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) حيث اتخذوا الجنود الدوليين دروعا بشرية للاحتماء من صواريخ المقاومة، وقد صوروا صباح الثلاثاء المقطع المضحك للكذب على العالم بالقول إنهم زرعوا علمهم في بلدة مارون الراس، علما انه زرعوا العلم على طرف حديقة ايران في بلدة مارون الراس من الجانب المطل على فلسطين المحتلة، وهي زاوية غير مرئية للجانب اللبناني وتبعد حوالي لـ700 متر عن مستعمرة أفيفيم الصهيونية.
وقد علق أحد الظرفاء على ما جرى أنه “بالتأكيد لم يعد لهؤلاء الجنود الصهاينة من وجود في دنيا الواقع خلال تسللهم للعودة والفرار باتجاه شمال فلسطين المحتلة، لانه بالتأكيد عالجهم أحد شباب المقاومة بصاروخ أرسلهم به الى الجحيم”.
علما ان المقاومة الاسلامية أصدرت بيانا عبر أحد الضباط الميدانيين فجر الثلاثاء شرحت فيه ما يجري من تسلل لجنود العدو بالقرب من مقر للقوات الدولية، وان الصهاينة يتعمدون تعريض “اليونيفيل” للخطر، وقد أعطت قيادة المقاومة التعليمات للمجاهدين بعدم استهداف القوة الصهيونية المتسللة المحتمية خلف مقر “اليونيفيل” منعا لتعريض القوات الدولية للخطر.
وبالتوازي قد تحدثت مصادر إعلامية ان “القوات الايرلندية قد أرسلت الى قيادتها والى المعنيين في حكومة بلادهم تحذيرات بأن القوات الإسرائيلية تعرّض حياة قواتها في جنوب لبنان للخطر وطالبت بالتحرك السريع لوقف هذه الممارسات الصهيونية”.
وللتذكير فإن بلدة مارون الراس هي إحدى القرى اللبنانية الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة التي شيّبت رأس جنود العدو الاسرائيلي خلال حرب تموز 2006، ولذلك يبدو ان الصهاينة ما زالوا يعانون من هذه العُقدة وحاولوا معالجتها اليوم عبر التسلل المخزي خلف اليونيفيل لزرع العلم بهذه الطريقة.
لكن ما جرى يبدو انه سيرسخ عدة أفكار في وعي الصهاينة وعقولهم وقلوبهم الخائفة، من هذه الافكار أن مارون الراس وأخواتها من عيتا الشعب وعيناثا وبنت جبيل وعيترون وصولا الى الخيام وشبعا مرورا بالعديسة وبليدا وميس الجبل وكفركلا وكل القرى الجنوبية، ستبقى تشيّب رؤوس المحتلين المعتدين.
وهنا من المفيد التذكير ان هذا الجيش الاسرائيلي الذي يعتبره البعض من أقوى جيوش العالم و”الجيش الأقوى” في هذه المنطقة جراء ما يزوّد به من تكنولوجيا وأسلحة متطورة، هذا الجيش منذ ما يزيد عن 10 أيام يظهر مدى عجزه وفشله وعدم قدرته على الحسم بل على التقدم بريّا في جنوب لبنان، وكما يقال بات هذا العدو يقيس مدى تقدمه بالأمتار بعد ان أعلن العدوان البرّي ضد لبنان ومن ثم تراجع ليستخدم مصطلحات أخف وطأة كالعملية البرية او المناورة البرية وغيرها من الكلمات التي تخفف حجم الانهيار في هيبة وقوة الردع لدى الجيش الاسرائيلي الذي يبدو انه غير قادر على تحسين صورة قواته البريّة التي حطمتها المقاومة الاسلامية في لبنان في حرب تموز 2006 وما تزال تهشمها.
يبقى ان نشير الى ان جيش العدو الاسرائيلي يعتمد بشكل وحيد حتى الساعة على سلاح الجو لتنفيذ عدوانه بدون تسجيل أي حسم عسكري على الارض يخوّله تحقيق أي هدف من الأهداف التي أعلن عنها سواء القضاء على المقاومة الاسلامية او إبعادها عدة كيلومترات الى الخلف او حتى إعادة المستوطنين الصهاينة الى شمال فلسطين المحتلة.
وللتذكر فقط فإن العدو يستفيد من الدعم العسكري والتسليحي والغطاء السياسي الذي تقدمه الادارة الاميركية لتكون شريكته الاساسية في هذا العدوان المستمر على لبنان بعد غزة، ولكن لن تفيد هذا الجيش كل الصناعات العسكرية والتكنولوجية والذكاء الاصطناعي الذي يقدم لخدمته، فهذا لن يرفع شأنه امام الجيوش او في اي حرب يخوضها، ولا شك ان ما يعانيه جيش العدو اليوم على أعتاب مارون الراس هو الحقيقة الراسخة للجيش المهزوم على تخوم “حديقة إيران”.