0
الأربعاء 9 تشرين الأول 2024 ساعة 08:58

"إسرائيل" سجل أسود تفوح منه رائحة اليورانيوم ..فهل استخدمته في لبنان؟

"إسرائيل" سجل أسود تفوح منه رائحة اليورانيوم ..فهل استخدمته في لبنان؟
وفي وقت سابق قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي: إن العديد من الضربات على لبنان انتهكت القانون الإنساني الدولي.

كيميائيو لبنان: “بيان مهم”

قالت نقابة الكيميائيين في لبنان، عبر بيان، إن قوات الاحتلال الاسرائيلي استخدمت بالفعل قنابل تحتوي على اليورانيوم المنضّب في غاراتها على لبنان، وذكرت النقابة أن حجم الدمار واختراق المباني والأرض لعشرات الأمتار (في عمليات الاغتيال) يؤكد أن قوات الاحتلال الصهيونية استخدمت قنابل تحتوي على اليورانيوم المنضّب Depleted Uranium الذي يتمتَّع بقوة اختراق هائلة.

وأبرز ما تسببت به هذه القنابل المضادة للتحصينات هو اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الـ 27 من سبتمبر/أيلول المنصرم.

وأضافت إن “استخدام هذه الأنواع من الأسلحة المحرّمة دوليا، وخصوصا في العاصمة بيروت المكتظة بالسكان، يؤدي إلى دمار هائل، كما أنّ غبارها يتسبب بالعديد من الأمراض، وخاصة عند استنشاقه"، ودعت المجتمع الدولي إلى “وقف العدوان على لبنان، ووقف استخدام القنابل المحرمة دوليا"، وحذر مجلس نقابة الكيميائيين المواطنين من الاقتراب من المناطق التي تتعرض لهذا العدوان بقطر يتجاوز الكيلومترين، وعلى المرغمين على الاقتراب لهذه المناطق الالتزام باللباس الواقي للغبار، ووضع الكمامات المختصة بالمواد الكيميائية، وأكدت أنها تتابع عن كثب استخدام العدو الإسرائيلي الأسلحة المحرمة دوليا.

 فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان الأحد، أنه لا أدلة حتى الآن على استخدام اليورانيوم في الاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان، وذلك بعد أن تواصلت مع هيئة الطاقة الذرية التابعة للحكومة.

ما هو اليورانيوم المنضب

اليورانيوم المنضب هو من رواسب تخصيب اليورانيوم، وليس المادة النووية الأولى وهو الذي يُستخرج من رواسب تخصيب اليورانيوم، وعادة يكون شعاعه أقل حدة بمقدار النصف، ويُطلق على المادة المشعة التي تنبعث منه مصطلح ألفا.

و”يُستعمل اليورانيوم المنضب في القذائف لأنه معدن ثقيل جدا.. أثقل من الرصاص ولديه قوة اختراق كبيرة، وعندما ينفجر يتسبب بتشكل غيوم مشبعة بأوكسيد اليورانيوم، والتي من الممكن أن تنتشر في جسم الإنسان من خلال التنفس.

سجل أسود

في عام 2021، أكد تقرير علمي في مجلة "نيتشر" المرموقة استخدام "إسرائيل" منذ هجماتها على لبنان في عام 2006 وتلك التي شنّتها على غزة في عامي 2008 و2014، سلاحاً نووياً جديداً، يقتل بوميض إشعاعي عالي الحرارة وبالنيوترونات.

هذا السلاح، الذي يترك بصمة تعريفية، ولكن لا يترك نواتج انشطارية مثل "السيزيوم 137"، لقد تمّ استخدامه أيضاً من قبل الولايات المتحدة في الفلوجة بالعراق في عام 2003، وقبل ذلك في كوسوفو أيضاً.

يقول الدكتور كريستوفر باسبي، السكرتير العلمي للجنة الأوروبية لمخاطر الإشعاع، وعضو سابق في مجلس مراقبة اليورانيوم المنضّب التابع لوزارة الدفاع البريطانية، وفي عام 2010، كجزء من دراستنا للتشوّهات الخلقية في الفلوجة، قمنا بتحليل شعر الأمهات بحثاً عن 52 عنصراً لمحاولة تحديد سبب العيوب الخلقية، ووجدنا اليورانيوم المنضّب في شعر الأمهات.

مؤخرا قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بتزويد أوكرانيا بهذه القنابل لاستخدامها باختراق الدبابات الروسية، حسب ما أكدت تقارير صحفية عدة”.

الآثار الصحية

تتسبّب بقايا غبار اليورانيوم القابل للاستنشاق، إلى جانب الضرر النيوتروني للأنسجة، في مجموعة من التأثيرات الصحية الخطيرة والمميتة في كثير من الأحيان والتي تحيّر الأطباء وتتحدّى العلاجات، ومن دون معرفة سبب مثل هذه التأثيرات، والتي غالباً ما تحاكي أمراضاً أخرى أو تؤدي إلى التهابات فطرية قاتلة، فإنّ الأطباء عاجزون عن المساعدة ويكتفون بمشاهدة الأفراد المعرّضين يموتون.

في حالات التعرّض المباشر للوميض، تحترق أجزاء من الجسم، مثل الذراعين والساقين والأماكن التي لم تكن محمية بشكل كبير، وتتحوّل إلى أعواد سوداء، وعند استنشاق غبار اليورانيوم، يدمّر الرئتين من خلال التليّف، وينتقل إلى الجهاز الليمفاوي، ويسبّب لاحقاً السرطان، ليس فقط الليمفوما واللوكيميا، بل أي سرطان تقريباً نتيجة لتوطين جسيم اليورانيوم في العضو، على سبيل المثال الثدي، الذي يحتوي على أوعية ليمفاوية واسعة، وإذا تم السعال وابتلاع الجسيم، فقد ينتهي به الأمر إلى الثبات في القولون والتسبّب في السرطان هناك.

وتشمل النتائج المترتّبة على ذلك في التجمّعات السكانية المعرّضة لليورانيوم التأثيرات الجينية، ووفيات الرضّع غير المبرّرة، والتشوّهات الخلقية، والإجهاض، واضطرابات عند الولادة، وفقدان الخصوبة، وكلّها وجدت في الدراسات الوبائية التي ساعدتُ في إجرائها في الفلوجة من عام 2010 إلى عام 2011.

قنبلة اليورانيوم السرية لـ "إسرائيل"

يقول الدكتور كريستوفر باسبي، العضو السابق في مجلس مراقبة اليورانيوم المنضّب التابع لوزارة الدفاع البريطانية لقد بدأتُ هذا التحقيق في عام 2006 عندما ظهر مقال في إحدى الصحف اللبنانية يفيد بأن حفرة قنبلة إسرائيلية في الخيام كانت مشعّة، وقد استخدم الدكتور علي قبيسي "عدّاد جايجر" في الحفرة، ووُجد مستوى إشعاع خلفيّ في الحفرة يبلغ عشرين ضعفاً مقارنة بتربة من منطقة أخرى.

لقد طلبت من أحد زملائي أن يذهب إلى لبنان ويأخذ عيّنات من الحفرة، وكذلك فلتر هواء سيارة إسعاف، وعندما تمّ تحليلها، باستخدام طريقتين منفصلتين، أظهرت وجود اليورانيوم المخصّب وليس اليورانيوم المنضّب، وهذا مستحيل، ما لم يكن السلاح مصنوعاً من اليورانيوم المنضّب أو تم إنشاؤه من اليورانيوم المخصّب من خلال إشعاع النيوترونات من "اليورانيوم "234 و"اليورانيوم 238".

وفي عام 2006، اتصل بي عالم فيزياء نووية إيطالي بارز، إيميليو ديل جيديس. التقيت به في لندن، حيث أخبرني أنّ مصدر اليورانيوم المخصّب كان سلاحاً جديداً يستخدم الهيدروجين أو الهيدروجين الثقيل، والديوتيريوم المذاب في اليورانيوم، وعندما يتمّ إطلاق هذا الرأس الحربي، الذي لا يتجاوز حجمه حجم كرة البيسبول، على جسم صلب، يتعرّض الهيدروجين للاندماج البارد لتكوين الهيليوم مع انبعاث أشعة "غامّا" gamma القوية التي تتسبّب في تحوّل اليورانيوم 238 إلى يورانيوم 239 غير مستقر يتحلّل إلى يورانيوم 235 ونيوترون.

إلا أنه حينها بدا الأمر وكأنّ العلماء الذين يبحثون في "الاندماج البارد" كانوا يموتون في ظروف مريبة، في عام 2021، قدّمت ورقة مجلة "Nature"، نتائج تحليل 65 عيّنة من التربة والرمل والأسمنت ومواد البناء من غزة. حدّد المؤلفون بعض المستويات المرتفعة بشكل ملحوظ من اليورانيوم المخصّب في جميع العيّنات، ولكن في الغالب في عيّنات التربة، وأصبحت مستويات التخصيب أكبر من تلك التي وجدناها في دراساتنا السابقة، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تصدّق نتائج مجلة "nature"

هذا كلّ ما في الأمر، ماذا بوسعنا أن نفعل؟ لقد طوّرت "إسرائيل" والولايات المتحدة (على الأقل) ما يمكن اعتباره على الأرجح قنبلة نيوترونية صغيرة، وتستخدمها "إسرائيل" في غزة، وربما استخدمتها مرة أخرى الآن في لبنان ومن الواضح أن الولايات المتحدة طوّرت هذا السلاح، وزودت كيان الاحتلال به، ولأنه يقتل من دون أن يترك نواتج انشطارية، فهو غير مرئي لأنظمة الكشف عن الانفجارات النووية العالمية ومراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن لا شكّ أنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعلم بهذا الأمر، فتقريرها الأخير عن اليورانيوم في البيئة يتجاهل تماماً مسألة اليورانيوم المخصّب.

ختام القول

تقوم العقلية الصهيونية على أن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً و الفتاكة من شأنها أن تهزم عزيمة و إرادة شعب المقاومة وتجبره على التراجع إلا أن التاريخ سجل جيداً أن استخدام كيان الاحتلال الصهيوني لأكثر الأسلحة فتكاً لم يغير من مسارات المعركة يومياً وإنما كان دوماً وصمة عار على جبينه وجبين من يدعمه وأكد على أنه احتلال صهيوني نازي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
رقم : 1165350
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم