وأشار مصدر إلى انفجار عدد من بطاريات "الليثيوم" في منازل المواطنين، إلى جانب أجهزة أخرى، في مناطق متعددة.
ومن جانبه أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، فراس الأبيض، أنّ عدد شهداء العدوان الإسرائيلي الإلكتروني وصل لغاية الآن إلى "12 شهيداً، بينهم طفلان وعدد من العاملين في القطاع الصحي".
أمّا الإصابات، فأشار الأبيض إلى أنّها تتراوح بين 2700 و2800، منهم 1850 في بيروت وضاحيتها الجنوبية، و750 في الجنوب، و150 في البقاع.
ولفت الأبيض إلى أنّ "10% منهم حالتهم حرجة"، مضيفاً أنّه تم نقل إصابات من البقاع إلى سوريا، وأخرى إلى إيران.
وتحدّث الأبيض عن رد الفعل السريع والجيد في القطاع الطبي اللبناني، إذ "تم استيعاب عدد الإصابات وتقديم الإسعافات اللازمة" في ظل "صورة تلاحم وطني".
وعن المساعدات الطبية الخارجية، أشار الأبيض إلى وصول شحنات من "العراق وإيران والأردن".
وطلب وزير الصحة "من وسائل الإعلام توخي الدقة في نقل المعلومات، والانتباه إلى الشائعات، ولا سيما في الظرف الذي نمر به".
بدوره، دعا الجيش اللبناني المواطنين إلى عدم التجمّع في الأماكن التي تشهد أحداثاً أمنيةً، من أجل إفساح المجال أمام الطواقم الطبية للوصول إلى المصابين.
وأعلن الدفاع المدني أنّه يعمل على إخماد حرائق اندلعت داخل منازل وسيارات ومحال في البقاع والجنوب وجبل لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، ونقل الجرحى إلى المستشفيات.
من جهته طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي دعوة مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد من أجل بحث العدوان على لبنان، مضيفاً أنّه وجّه إلى تقديم شكوى في المجلس.
وأضاف ميقاتي أنّه "لا يمكن لأي إنسان أن يعبّر عن وحشية هذه الجريمة".
وفي هذا الصدد أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، أنّ العدوان الإلكتروني الإسرائيلي الأخير على لبنان، سيكون له عقابه الخاص، وأنّ هذا العقاب آتٍ حتماً.
وفي كلمةٍ له خلال تشييع عدد من شهداء العدوان الإلكتروني الإسرائيلي، أكد السيد صفي الدين أنّنا سنكون أمام نمط جديد ومواجهة جديدة مع العدو حتى يعرف أننا قوم لا يتراجعون.
وقال السيد صفي الدين إنّ شعب المقاومة لم ولن يضعف على الإطلاق، وإنّ العدو ما زال عاجزاً عن إدراك هذه الحقيقة، ولم يعرف حتى اليوم من هو شعب المقاومة ومجتمع المقاومة الذي تربى على ثقافة التضحية والعطاء.
وأكد السيد صفي الدين، لـ"العدو الواهم الذي يتخيل أن بإمكانه بهذه الطريقة أن يحقق هدفه"، أنه "لا تراجع حتى نهاية الطريق"، وأن "المصابين سيعودون إلى ساحة جهادهم ليكملوا الطريق".
وخاطب السيد صفي الدين العدو قائلاً "إذا كان هدفك وقف معركة الإسناد، فلتكن على علم أن هذه المعركة ستزداد قوة وعزماً وتقدّماً".
وكان حزب الله حمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن عدوانه الإجرامي، الذي طال مدنيين، عبر تفجير أجهزة اتصال لاسلكية، "بايجر"، في عددٍ من المناطق اللبنانية، الثلاثاء.
وقال الحزب، في بيانٍ، إنّه يحمّل المسؤولية للاحتلال الإسرائيلي "بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوافرة"، واصفاً ما جرى بـ"العدوان الآثم"، ومعلناً أنّ "العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد القصاص العادل، من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب".
وكانت قد كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية اليوم الأربعاء، نقلا عن مسؤولين وصفتهم بالمطلعين، عن أن "إسرائيل زرعت مادة متفجرة صغيرة الحجم بجانب بطاريات اكثر من 3000 جهاز اتصال من نوع (بايجر) استوردها لبنان من شركة "غولد أبولو" التايوانية، واسفر تفجيرها عن مقتل واصابة الالاف من اللبنانيين".