وفي هذا الصدد اعتبر الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أنه لولا الحسابات الأميركية الخاطئة لكانت عملية التبادل قد تمت منذ وقت طويل. واشار في جمعٍ من الصحافيين والاعلاميين الأميركيين بنيويورك الى ان الثقة بالولايات المتحدة معدومة بسبب التجارب السابقة. وقال في لقاءات اخرى أن عصر فرض الإملاءات على الشعوب قد انتهى وإن اميركا لابد أن تكون قد فهِمت أن استخدام لغة القوة ليس أداة فعالة.
المتحدث باسم الحكومة الايرانية بهادري جهرمي من جهته، قال إن الأموال الإيرانية في المصارف القطرية باتت تحت تصرف البنك المركزي الإيراني.
وقال جهرمي: "اتفاق تبادلِ السجناء كان من الممكن تنفيذه قبل عام لو لم تخطئ واشنطن في حساباتها. تنفيذ الاتفاق انجاز مهم جدا لنا. الأموال المفرج عنها لم يكن من الممكن الإفراج عنها حتى خلال فترة الاتفاقِ النووي".م
وفي سياق متصل قال الدبلوماسي الايراني السابق هادي افقهي ان الاتفاق بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والولايات المتحدة الذي شمل تبادل سجناء واطلاق اموال ايرانية مجمدة في كوريا الجنوبية في عملية تمت بوساطة عمانية قطرية انه جاء نتيجة مفاوضات صعبة كما عبر عنها الجانب الامريكي.
واوضح هادي افقهي ان الامريكي يواجه ضائقة دولية خاصة بعد الحرب الاوكرانية التي سببت له ولحلفاءه مشاكل ومتاعب وربما اردوا بهذا الطريق تحقيق بعض المكاسب على مستوى السياسة الدولية والخارجية وقد استغلت ايران هذه الفرصة، ومذكرا انه قد اطلقت ايران سراح عدد من الجواسيس الامريكيين من اصل ايراني في ابان حكم رؤساء امريكا السابقين اوباما وترامب.
اما فيما يتعلق بالارصدة الايرانية المجمدة فقد اشار افقهي الى ان وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان منذ ان بدء المفاوضات بعد وصول الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي للرئاسة، طالب بانه اثباتا لحسن نية امريكا فيجب الافراج عن بعض الارصدة المجمدة وذكر بالاسم كوريا الجنوبية وذلك قبل حوالي سنتين ونصف عند بداية المفاوضات التي توقفت بسبب التعنت الامريكي والتملص من تعهداته لذلك فقد كان ذلك الاتفاق فرصة اولى واختبار للنوايا الامريكية وربما تؤشر للرجوع لطاولة المفاوضات اذا كانت امريكا جادة وراغبة في ذلك فان ايران مستعدة للرجوع لطاولة المفاوضات لحل اساس المشكلة وهو الملف النووي وليس تحرير الاموال الايرانية المجمدة او تبادل السجناء.
وقال الاكاديمي والباحث السياسي طلال عتريسي ان هذا الاتفاق يطرح اسئلة واستنتاجات كثيرة خاصة في العلاقة المعقدة مع الولايات المتحدة الامريكية، حيث يثبت ان ايران تتعامل بشكل ندي مع الولايات المتحدة وهو امر ليس بسيط وهو استثناء في علاقات معظم دول العالم والمنطقة مع الولايات المتحدة.
واضاف عتريسي ان ايران تتعامل مع الولايات المتحدة بمبدأ انه اذا احتجزت ناقلة نفط ايرانية فسنحتجز ناقلة نفط بالمقابل، سجناء بسجناء ، مفاوضات بمفاوضات، تطلق اسرى نطلق اسرى.
واشار الى ان ايران لم تكتفي فقط باسرى مقابل اسرى، فبالاضافة الى ذلك تم الافراج عن الاموال الايرانية وتبلغ تقريبا 5 و نصف مليار يورو كانت محتجزة ظلما وعدوان هي حق ايران لانها ثمن نفط تم شراءه من ايران من قبل بعض البلاد.
واوضح ان ايران تعاملت مع هذا الوضع المعقد باسلوب هادئ ولم يكن هناك ضجيج اعلامي كبير خلال فترة المفاوضات وبعيدا عن التصريحات وهو ما يحسب للسياسة الخارجية الايرانية وقد تم الاتفاق من موقع المصارعة والتحدي وليس من موقع ان الحل يكمن بيد الولايات المتحدة.
واضاف انه لا يوجد تقدم حقيقي بالملف النووي الايراني فايران تقول انها جاهزة وتبدي الاستعداد لكن الولايات المتحدة هي التي تعرقله، مشيرا الى ان هذه الصفقة خارج موضوع الملف النووي
انجاز الاتفاق الايراني الاميركي بوساطة عمانية وقطرية لقي ترحيبا من واشنطن ومن الاتحاد الاوروبي فيما رأته سيئول فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع طهران.
وقال ليم سو سوك المتحدث باسم وزارة خارجية كوريا الجنوبية: "حكومتنا تتوقع أن تتحسن العلاقات الثنائية بشكل أكبر بين كوريا الجنوبية وايران على خلفية تحويل الأموال المجمدة. عملية نقل الاموال تمت بناءً على الاتفاق بين الدول المعنية بما في ذلك إيران".
وبموجب الاتفاق تم الافراج عن اكثر من خمسة مليارات ونصف المليار دولار من ارصدة ايران المحتجزة في كوريا الجنوبية وتم تحويلها الى قطر وباتت تحت تصرف البنك المركزي الايراني. الخطوة تبعها افراج طهران عن خمسة معتقلين اميركيين تم نقلهم الى الولايات المتحدة عبر الدوحة فيما افرجت واشنطن عن خمسة معتقلين ايرانيين، اثنان منهم وصلوا الى البلاد أمّا الثلاثة الآخرون، فاختاروا البقاء في الولايات المتّحدة أو في بلد آخر، وفق ما أعلنت طهران.