وتسببت الكارثة في هدم عدة بيوت أو إصابتها بأضرار في هذا الحي الشعبي، الذي كان يقطنه اليهود على الخصوص في الماضي، بينما لا يزال الخوف من انهيارات أخرى مسيطرا على السكان.
وتصف المواطنة سعيدة ميروش (56 عاما) الوضع قائلة "بعض السكان، مثل والدي، وجدوا ملجأ عند أقارب لنا لكن الكثيرين يعيشون في العراء"، قبل أن تشير إلى الشقوق التي تتخلل البيت الذي نشأت فيه.
وتضيف "ليست لدينا الإمكانيات للقيام بالإصلاحات، جاء مسؤولون للاستطلاع لكنهم لم يخبرونا بأي شيء، لا أدري ماذا سنفعل. هل سينهار البيت ؟ لا أعرف".
بدوره أوضح رئيس هيئة المهندسين المعماريين في المغرب شكيب بنعبد الله لوكالة فرانس برس "سوف نقوم بالتشخيصات اللازمة ... لنرى هل يجب إخلاء البيوت أو القيام بأشغال تدعيم".
ويضيف "لا تخلف الزلازل بيوتا مهدمة فقط بل أيضا مباني تظل قائمة لكنها تشكل خطرا جد كبير"، مشيرا إلى أن المدينة العتيقة تضم بيوتا قديمة جدا من الطين.
ويواجه كثير من الناجين من أقوى زلزال يضرب المغرب، منذ أكثر من قرن، ظروفاً صعبة في الملاجئ الموقتة التي يحتمون بها بعد أن قضوا ليلة رابعة في العراء.
وقد عبّر قرويون في مناطق جبلية دمرها الزلزال عن إحباطهم لعدم تلقي أي مساعدة من السلطات.
وقال التلفزيون الرسمي إنّ الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة وضرب جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر يوم الجمعة، حصد أرواح 2901 شخص وتسبب في إصابة 5530.
وهذا الزلزال هو الأكثر فداحة من حيث عدد القتلى في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا منذ عام 1960 والأقوى منذ أكثر من قرن.
وانضمّت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر لجهود البحث المغربية عن ناجين. وقالت إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا إنّ المغرب لم يوافق بعد على عروضها لتقديم المساعدة.
لكن اليأس استبدّ بأشخاص في مناطق نائية عزلتها الانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلزال، في وقتٍ تكثفت جهود الإغاثة في الأماكن التي يمكن الوصول إليها من خلال إقامة مخيمات إيواء وتوزيع الغذاء والمياه.
وتلاشت آمال العثور على ناجين لأسباب من بينها كثرة منازل الطوب اللبن التقليدية المنتشرة في منطقة الأطلس الكبير لأنّها بعد انهيارها تتحول إلى أكوام تراب لا تترك منافذ لتسلل الهواء.
ويعاني كثير من سكان القرى من انقطاع الكهرباء والاتصالات الهاتفية منذ وقوع الزلزال، وقالوا إنّهم اضطروا لإنقاذ أحبائهم وانتشال الجثامين المدفونة تحت أنقاض منازلهم المدمرة دون أي مساعدة.