وقد اجرى موقع اسلام تايمز مع د. ابو زكريا مقابلة حول الأوضاع الراهنة:
اعتبر د. ابو زكريا أن الموقف الذي اتخذه الرئيس الأميركي باراك أوباما هو مخرج سياسي للسقوط والإنكسار والإندحار وأوكل المهمة للكونغرس الأميركي, هو سقوط من موقع العظمة الذي كان يتحلى به أوباما, حيث وجد نفسه متسرعا ذاهبا الى الجحيم بدون الحلفاء التقليديين الغربيين, وجد نفسه متورطا مع المملكة العربية السعودية التي عرضت عليه المليارات وورطته في موضوع السلاح الكيميائي.
وأصبح معروفا اليوم أن كيميائي الغوطة هو هدية بندر بن سلطان (رئيس الإستخبارات السعودية) للمعارضة المسلحة السورية لترتيب تدخل دولي ضد سوريا.
المفارقة الكبيرة هي أن الدكتور بشار الأسد الرئيس العربي المقاوم ما زال في غرفة العمليات في زيه العسكري فيما باراك أوباما يتراجع تراجعا ديبلوماسيا حفاظا على ماء وجه أميركا رغم أن أميركا لا وجه لها سوى العار.
لا شك أن توكيل الكونغرس الأميركي لإيجاد المخرج القانوني أو إعطاء الشرعية للضربة وهو تراجع خطير خصوصا أن أوساط الكونغرس غير متحمسة لحرب اعتبرتها جمعية الأمم المتحدة ضربة للشرعية الدولية, وهناك بطبيعة الحال تغير دولي تجاه هذه الضربة.
ولفت د. ابو زكريا الى أن محور المقاومة كان دائما للإرادات الغربية والمحور العربي الأمريكي يعني دايما هناك مساعي لضربه طالما أن ضربه يؤمن حماية اسرائيل ل 50 سنة مقبلة, فالقرار موجود لكن الظروف الراهنة لا تسمح بإقحام المنطقة بخطورة لا محدودة, فرد محور المقاومة على التهديد الأميركي جعل الكفة ترجح الآن لصالح المحور المقاوم: جهوزية سوريا, وإيران وجهوزية المقاومة في لبنان , كل ذلك أعاد خلط الأوراق مجددا اضافة الى النتائج التي رتبوها على هذا العدوان قد لا تكون هي التي سيحققونها على الأرض.
وردا على سؤال لو حصلت الضربة العسكرية فعليا على سوريا كيف سيتأثر بها لبنان والمنطقة قال: "طبعا الحديث عن ضربة عسكرية سيحدث زلزالا في المنطقة تضاهي أزمة الحربين العالميتين الأولى والثانية , ستكون بمثابة كسر عظم ومحور المقاومة متعود على النصر والشهادة, فهو يقود حربا من أجل الأمة وخصوصا أن الأمة بدأت تسترجع وعيها; العقل العربي الذي حاولت قناة "الخنزيرة" (الجزيرة) القطرية و"العبرية" (العربية) السعودية تحقيقه, رأينا الشارع العربي كيف حمل رايات "هنا دمشق, هنا القاهرة, هنا بيروت.
هذا الوعي العربي لم تتمكن قناة "الخنزيرة" و"العبرية" من تحقيقه لحساب الأمركة الزاحفة, وهذه النقطة الإضافية لصالح دمشق التي استرجعت حسها العربي وأعادت العرب اليها وبقي محور "النعاج" يهتز باهتزاز سعود الفيصل الدائم.
وعن الدور الروسي قال د. بو زكريا أن التصريح الذي بنى عليه المحللون أن هناك تراجع روسي, الواقع أن سيرغي لافروف هو رئيس للدبلوماسية الروسية وليس وزير للدفاع موقعه يفرض عليه استعمال الألفاظ المسالمة هو أراد أن يظهر الأميركي كما لو كان نذير شؤوم وعامل حرب وتوتير فيما روسيا عامل السلام.
لكن القرار الروسي كما رأيناه في الحقيقة في زيادة القطع العسكرية في البحر الأبيض المتوسط وقرار بوتين الحاسم بأن معركة سوريا هي معركة روسيا, وهنا لا نتحدث عن مصالح اقتصادية نتحدث عن دور استراتيجي لروسيا سوف يستمر ما دامت سوريا وسوف تصبح روسيا من دول العالم الثالث كدولة خليجية فيما لو أصاب سوريا أي مكروه, وطبعا أنا لا أحتمل أن سوريا سيصيبها مكروه فهي منتصرة.
وعن الملف الكردي في سوريا قال د. بو زكريا :"مبدئيا الأكراد يتمتعون بكل حقوقهم في سوريا وهم نالوا ما لم ينله بقية الأكراد في تركيا , العنوان الأساس الذي يتعامل به مع الأكراد في تركيا هو الإستضعاف, الإستئصال القمع الثقافي, القمع السياسي, القمع الأمني, مع قادة الحركة الكردية في تركيا , لكن في سوريا هم يتمتعون بالمساهمة في صناعة القرار السياسي مع أعضاء البرلمان السوري, لديهم الخيارات السياسية, لديهم الحرية في إظهار ثقافتهم ولغتهم.
الحكم الذاتي ضمن الدولة السورية قد يكون خطوة لإزعاج تركيا التي تتعامل بالسوء مع الأكراد , ولكن الأكراد في سوريا لا يوجد عندهم نية للإنفصال عن سوريا بل هم أشد وطنية من أمراء الخليج الذين باعوا قضيتهم ودينهم ومحمدهم الى الأميركي بأبخث الأثمان.
/ انتهت المقابلة /