عندما يؤكد الخبراء العسكريون نجاح المقاومة الاسلامية بغزة في تدمير 1000 آلية عسكرية للاحتلال، وهو ما يعني تدمير آليات 3 فرق كاملة، وعندما يوقف الاحتلال صفقات دبابات ميركافا كان قد عقدها مع قبرص والمغرب، وعندما يقترب العدوان على غزة من الدخول في شهره الرابع دون تحقيق اي هدف من اهدافه، وعندما تكشف المستشفيات في الكيان الاسرائيلي، عن حصيلة صادمة للمصابين بصفوف قوات الاحتلال وصلت منذ بدء العدوان الى اكثر من 20 الف مصاب، بينهم 3000 اصيبوا بإعاقات دائمة، اما القتلى فقد سمح الاحتلال بنشر أسماء 501 قتيل فقط، فأعلم ان كيان الاحتلال اصيب في مقتل.
عندما يستجدي الكيان الاسرائيلي الوسيط القطري للضغط على حماس لتقديم تنازلات في صفقة تبادل الاسرى، بينما تصر الاخيرة على عدم فتح باب التفاوض حتى إيقاف العدوان بشكل كامل، وعندما يقول مستشار الأمن القومي في الكيان الإسرائيلي السابق مئير بن شبات إن لدى حماس ثقة الآن لرفض أي صفقة لا تمنحها النصر، معترفا ان "ظروف عمل قواتنا أصبحت أصعب بينما تحسنت ظروف حماس"، وعندما ترتفع الاصوات التي كانت خافتة في السابق، بعضها صادر من رتب عالية في جيش الاحتلال وهي تحذر من ان "انتصار حماس في المعركة يمثل ضربة إستراتيجية غير مسبوقة" للكيان على مستوى موقعه الإقليمي وقدرته على الردع، وكذلك على قدرته المستقبلية في مواجهة خصومه، وعندما يعترف رئيس هيئة الأركان العامة السابق لجيش الاحتلال، دان حالوتس، بان "الحرب لن يكون فيها أي نصر، ولن تحمل سوى الخسارة، وان النصر الوحيد هو أن يترك نتنياهو وظيفته، وعلينا دفع الإسرائيليين نحو تحقيق هذا الهدف"، فاعلم ان الكيان بدأ يتآكل من الداخل.
عندما تبدأ الصحافة العالمية في الحديث عن فشل الاحتلال في تحقيق اهدافه، كما فعلت ذلك صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عندما شككت "في قدرة إسرائيل على تفكيك حماس"، بل رأت انه هدفا غير واقعي، وربما مستحيلا. وعندما تقف صحيفة "الغارديان" البريطانية، امام خبر رفض نتنياهو طلبات من الموساد ووزارة الحرب والشاباك لمناقشة خطة ما بعد الحرب في غزة، لانه يعلم انه ليست لديه ادنى رؤية لما سيحدث، سوى البقاء في منصبه ضمن حكومة وحدة يرتبط بقاؤها باستمرار الحرب. فإعلم ان العد العكسي لانهيار الكيان قد بدأ.
كل ذلك جعل المراقبين يستذكرون مقولة الكاتب المصري المعروف محمد حسنين هيكل، التي قال فيها ان زوال "اسرائيل" يبدأ في اول معركة تُهزم فيها، ولم يشهد كيان الاحتلال هزيمة في تاريخه المشؤوم، كما يشهدها اليوم، فبعد قتل الاحتلال لاكثر من 21 الف انسان اغلبهم اطفال ونساء ومرضى وعجزة، وتدمير اكثر من نصف غزة، لازالت صواريخ المقاومة تدك عمق الكيان، ومازالت دباباته ومدرعاته هدفا للمقاومين، هذه الحقيقة، اي حقيقة اقتراب الكيان الاسرائيلي من مصيره المحتوم، نزلت على رؤوس زعماء هذا الكيان ورعاته في الغرب وفي مقدمتهم امريكا، كالصاعقة، فأصيبوا بما يشبه الارتجاج في الدماغ، وبدأوا يهجرون، وهم يرون حلمهم ينهار، واطلقوا تصريحات، لا يمكن وصفها الا بالهذيان.
خلال اليومين او الايام الثلاثة الماضية، تناقلت وسائل الاعلام والصحافة ومواقع التوصل الاجتماعي، تصريحات لزعماء كيانين، الاول يعتبر نفسه "اكبر ديمقراطية في العالم" وهي امريكا، والثاني يعتبر نفسه "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط" وهو الكيان الاسرائيلي، ومن هذه التصريحات، على سبيل المثال لا الحصر، التصريح الذي ادلى به السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، لشبكه "فوكس نيوز" الامريكية يوم الخميس الماضي عندما قال : الجماعة (انصارالله اليمنية) تتلقى تمويلا من إيران، وبالتالي يجب محو ايران من خريطة العالم".
اما التصريح الثاني فهو لاحد رموز "الديمقراطية الاسرائيلية"!، وهو وزير خارجية الكيان، إيلي كوهين، الذي هدد بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوم الأربعاء الماضي وبشكل مباشر بإغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
وفي سياق ذات الهذيان، طالب وزير الحرب الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، بالسيطرة الأمنية، على شمال قطاع غزة، وإنشاء شريط أمني بعمق كيلومتر واحد على الأقل، داخل أراضي القطاع، واحتلال جنوب لبنان، وتمركز الجيش، على نهر الليطاني، وتدمير محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، فضلا عن دعوته لتهجير 1.5 مليون نسمة من سكان قطاع غزة نحو سيناء.
ما قاله غراهام عن محو ايران من الخريطة، والارهابيان كوهين وليبرمان، عن محو ايران واغتيال السيد نصرالله واحتلال جنوب لبنان، ليس سوى هذيان طبيعي، تسبب به طوفان الاقصى، فالطوفان دمر كل ما بنوه على مدى 80 عاما، خلال يوم واحد، كما ازاح كل المساحيق التي، اختفى خلفها الغرب وامريكا وزعماء الكيان الاسرائيلي، وظهروا على حقيقتهم، مجموعة الوحوش البشرية، تحاول التحكم بالعالم، وتستهزىء بالعدالة وتخرق القانون والاعراف الدولية والانسانية وتهدد بإبادة شعوب ومحو دول من الخريطة، واحتلال اراض وتنفيذ اغتيالات، فهي لا تفهم الا لغة واحدة هي لغة القوة، وهي اللغة التي استخدمها محور المقاومة لمخاطبتهم، فإذا بهم يهذرون ويهذون، بعد ان كانوا يحتلون ويعتدون ويقتلون ويغتالون بصمت.