0
الثلاثاء 19 كانون الأول 2023 ساعة 11:50

حماس والموقف الصلب تجاه الأسرى

حماس والموقف الصلب تجاه الأسرى
موقف ثابت لحماس

في استمرار لهذا الطريق، من المتوقع أن يعقد ديدي بارنيا، رئيس الموساد، مزيداً من اللقاءات مع مسؤولين قطريين وأمريكيين في الأيام المقبلة، الهدف من هذه اللقاءات هو الوصول إلى نقطة تتراجع فيها جهود إعادة "إسرائيل" للرهائن في غزة، وأضافت يسرائيل هيوم: اليوم وجهة نظر "إسرائيل" برمتها هي على الجهود القطرية، ربما تنجح في إقناع حماس بقبول اتفاق آخر، لكن حتى الآن ردود فعل حماس على هذه الجهود سلبية تماما، لكن لا يزال الأمل قائما في تكرار نجاح الاتفاق السابق، الذي تم من خلال اجتماعات بارنيا مع مسؤولين قطريين وأمريكيين.

ومؤخرا، أعلن رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، عن جاهزية الحركة "فورًا" للمضي قدمًا في صفقة تبادل للأسرى مع "إسرائيل"، وفي بيان صادر عن السنوار، أكدت حماس استعدادها الفوري لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين لدى المقاومة، ودعا السنوار حينها الهيئات والمؤسسات المعنية بشؤون الأسرى للبدء في إعداد قوائم تضم أسماء الأسرى والأسيرات الفلسطينيين المحتجزين في سجون "إسرائيل"، دون استثناء، تحضيرًا للمستجدات المرتقبة في المرحلة القادمة، وكان المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، قد أعلن في وقت سابق عن استعدادهم لإطلاق سراح المحتجزين لديهم مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين.

وبسياسة واضحة، أوضح أبو عبيدة أن "الثمن الذي يجب أن يدفعه الجانب الإسرائيلي مقابل هذا العدد الكبير من الأسرى الذين يحتجزهم القسام هو إفراغ السجون من جميع السجناء الفلسطينيين"، وأشار إلى أن حركة حماس كانت على وشك التوصل إلى اتفاق مع الكيان بشأن المحتجزين، ولكن تل أبيب قامت بتأجيل الاتفاق وأشار إلى أنه "جرت اتصالات في ملف الأسرى وكانت هناك فرصة للوصول إلى صيغة اتفاق، ولكن العدو تسبب في التأخير،" وأضاف إن حركة حماس مستعدة أيضًا لعقد محادثات حول اتفاق جزئي بشأن قضية الأسرى، وأوضح قائلاً: "إذا كان العدو يرغب في إنهاء ملف الأسرى في مرة واحدة، فإننا مستعدون، وإذا كان يرغب في مسار يتضمن تجزئة الملف، فنحن مستعدون أيضًا للتفاوض والتحدث بشأن ذلك.

وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ شهرين حربا إبادية من خلال عملية عسكرية في قطاع غزة تحمل اسم "السيوف الحديدية"، أسفرت عن دمار أحياء كاملة وخلفت ضحايا يبلغ عددهم نحو 19 ألفا، بالإضافة إلى 50 ألف جريح بجروح متفاوتة، وخلال هذه الفترة، أعلنت حركة "حماس" مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي وإصابة 5132 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة الإسرائيلية، وتم اعتقال ما يزيد على 220 إسرائيليًا خلال هذه الأحداث، بينهم عسكريون برتب رفيعة، وهناك جهود جارية للنظر في إمكانية مبادلتهم بأكثر من 6000 أسير فلسطيني، من بينهم أطفال ونساء، لكن هذا لم يحدث سوى بمبادلة نحو 50 أسيرا منهم.

كذلك، قامت حركة "حماس" بالإفراج عن أربع نساء بوساطة دولية على مرحلتين، وكانوا يحملون الجنسيات الأمريكية والإسرائيلية، وذلك من خلال جهود وساطة من قبل قطر ومصر، وأعلن نادي الأسير الفلسطيني، وهو منظمة غير حكومية، في بيان، أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بلغ نحو 6700 شخص، وذلك بعد زيادة عدد الاعتقالات التي شهدتها المنطقة اعتبارًا من السابع من أكتوبر الحالي.

ضغوط متصاعدة على الكيان

بعيدًا عن المظاهرات العارمة التي شهدتها مختلف دول العالم احتجاجًا ضد "إسرائيل"، تواجه حكومة الاحتلال تحديات داخلية تؤكد على خطورة الوضع الداخلي الذي واجهته، وتصاعدت التظاهرات الداخلية، وهو مشهد يفتح الباب على مصراعيه أمام التوقعات بتصاعدها بمرور الوقت، إذا لم تتخذ حكومة الاحتلال إجراءات حاسمة لإنهاء الصراع مع غزة وبدأت عملية تفاوض جادة لحل الأزمة مع الفلسطينيين.

وممثلو ذوي الأسرى الإسرائيليين طلبوا من بنيامين نتنياهو وضع صفقة محتملة لتبادل الأسرى من الجانبين في الاعتبار، مشيرين إلى أنها ستحظى بتأييد وطني واسع، وعبَّروا عن أملهم في أن تتم هذه الصفقة قريبًا، وفي المؤتمر، هتف المشاركون قائلين: "أعيدوهم جميعًا الآن"، من جانبه، أعلن نتنياهو أنه قدم مقترحًا للإفراج عن السجناء الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وأشار إلى أنه التقى عائلات "المخطوفين" الإسرائيليين في غزة وأخبرهم بأن حكومته ستعمل بكل ما في وسعها لإعادتهم، مؤكدًا أن الاتصالات لتحريرهم مازالت مستمرة، وأن توسيع العملية البرية لا يتناقض مع مساعي الإفراج عنهم، لكن لم يستطع نتنياهو تحرير أسير واحد من خلال العملية العسكرية.

وتوقعات المراقبين تشير إلى أن تصاعد التظاهرات في "إسرائيل" ضد حكومتهم ستكون متوقعة، وخاصة بعد الكشف عن معلومات حول حرق وثائق من قبل ديوان رئيس الحكومة بعد هجوم كتائب القسام في غزة، يُشير هذا الإجراء إلى محاولة لتقليل مسؤولية حكومة الاحتلال في التعامل مع هجوم المقاومة الفلسطينية على المستوطنات والثكنات في غلاف غزة، وفي الوقت الحالي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن عدد الأسرى الذين يحتجزهم حماس بلغ 230 حتى الآن، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد، وكانت كتائب القسام قد أفادت سابقًا بأن العدد يتراوح بين 200 و250، مع الإشارة إلى تسليم نحو 50 شخصا مقابل عدد مضاعف من الأسرى الفلسطينيين.

وبالتالي، وكما أكد المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أن العدد الكبير من أسرى "إسرائيل" في قطاع غزة هو الثمن الذي يجب دفعه من قبل الاحتلال لتحرير سجونه من جميع الأسرى الفلسطينيين، وأشار إلى أنهم مستعدون لإنهاء ملف الأسرى مرة واحدة إذا أراد العدو ذلك، وإذا أراد مسارًا لتجزئة الملف فإنهم مستعدون أيضًا لذلك، وبالإضافة إلى ذلك، أعلن رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، أن حركته جاهزة لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة.

وأسامة حمدان، قد أعلن مؤخرًا أن الحركة لن تناقش مصير أسرى الجيش الإسرائيلي حتى تنهي "إسرائيل" عدوانها على قطاع غزة، وأكد أن الحركة ستدرس الإفراج عن الأسرى المدنيين عندما تتهيأ الظروف، مشددًا على أنه لن يتم الحديث عن مصير الرهائن الإسرائيليين العسكريين قبل نهاية العدوان على غزة، هذا الإعلان من حماس يضع المزيد من الضغط على أهالي الأسرى الإسرائيليين ويشجعهم على زيادة مظاهراتهم داخل "إسرائيل" للمطالبة بإنهاء الحرب على غزة.
رقم : 1103550
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم