0
الاثنين 18 كانون الأول 2023 ساعة 11:01

المساعدات الإنسانية.. معبر وحيد ومشروط

المساعدات الإنسانية.. معبر وحيد ومشروط
معبر رفح ممر المساعدات الوحيد 

يرزح قطاع غزة تحت حصار إسرائيلي مشدد، وقد تم الاتفاق على آلية دخول المساعدات إلى قطاع غزة بين مصر والولايات المتحدة وكيان الاحتلال والأمم المتحدة، إذ تمر المساعدات الإنسانية والإغاثية الداخلة إليه بعدة خطوات قبل عبورها معبر رفح من مصر إلى داخل القطاع، وذلك في ظل شروط وضعها كيان الاحتلال، منها خضوعها للتفتيش من جانب الكيان، ووفق هذه الآلية تدخل 20 شاحنة من المساعدات يوميا إلى القطاع، على أن تتوجه هذه المساعدات إلى معبر العوجا لتخضع للتفتيش قبل الموافقة على دخولها، وبعد ذلك تعود الشاحنات التي تمت الموافقة على دخولها إلى معبر رفح لتدخل غزة، بينما تعود الشاحنات المرفوضة.

تريد مصر، ومعها دول عدة، معبر رفح مساراً منتظماً لإنقاذ سكان القطاع ودعم صمودهم على أراضيهم، عبر إدخال مساعدات إغاثية بكميات وأنواع تعين أبناء أكبر مناطق العالم ازدحاماً سكانياً على تحدي إجراءات القتل اليومي والحصار الخانق التي تمارسها بحقهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

ولا تخفي سلطات الكيان رغبتها في أن يكون عمل ذلك المعبر في اتجاه واحد فقط، يخرج منه سكان غزة بلا عودة، فيما العراقيل والعقبات، بذرائع أمنية غالباً، كفيلة بتعطيل حركة الدخول، عبر المعبر الوحيد الذي لا تسيطر عليه سلطات الاحتلال رسمياً، لكنها قادرة على تعطيل الجانب الفلسطيني منه بسلطة الأمر الواقع، وقد فعلت مراراً.

وأعلنت القاهرة وواشنطن بعد أيام على بدء العدوان على غزة أن الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأمريكي جو بايدن اتفقا على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بشكل مستدام، مع قيام الجهات المعنية في الدولتين بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية تحت إشراف الأمم المتحدة لتأمين وصول المساعدات التي تحمل أدوية وإمدادات طبية وكمية محدودة من الأغذية المعلبة، وفق تصريحات فلسطينية.

وقد تعطل معبر رفح بعد أن فرضت سلطات الاحتلال حصاراً كاملاً، وشنت ضربات جوية على غزة رداً على هجوم حركة «حماس» على الكيان في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وقد عبرت مساعدات إنسانية وإمدادات وقود محدودة إلى غزة عبر معبر رفح منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي، بينما يتفاوض مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا على مشروع قرار صاغته الإمارات يطالب الطرفين المتحاربين "بالسماح باستخدام جميع الطرق البرية والبحرية والجوية المؤدية إلى غزة وفي جميع أنحائها" لإيصال المساعدات، وإنشاء آلية لمراقبة المساعدات تديرها الأمم المتحدة في قطاع غزة، ولم يتضح على الفور متى يمكن طرح مشروع القرار للتصويت.

ووصل وفد يضم ممثلين عن الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، إلى مطار العريش في مصر، تمهيدا لتفقد المساعدات الإنسانية المقدمة إلى قطاع غزة، بعد دعوة موجهة من مصر والإمارات إلى جميع أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر والأعضاء الخمسة المنتخبين لزيارة الجانب المصري من معبر رفح.

ولن ترسل الولايات المتحدة ممثلا لها في الزيارة التي تأتي في أعقاب استخدام واشنطن لحق النقض (الفيتو) الأسبوع الماضي ضد طلب مقترح لمجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب بين "إسرائيل" وحماس في غزة. 

وقال نيت إيفانز، المتحدث باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة: الولايات المتحدة تدرك تمام الإدراك الوضع الصعب للغاية في رفح، وتعمل على مدار الساعة لمحاولة تحسين الوضع على الأرض، وإن واشنطن كانت واضحة بشأن الحاجة إلى مزيد من المساعدات وتواصل دعم الهدنة الإنسانية التي يمكن خلالها إطلاق سراح الرهائن وزيادة المساعدات.

أما الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، فقد قال: قمت بحثّ مجلس الأمن على الضغط من أجل تجنب وقوع كارثة إنسانية في غزة وكررت دعوتي لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وللأسف فشل مجلس الأمن في القيام بذلك، لكن هذا لا يجعل الأمر أقل ضرورة، أعدكم: لن أكف عن ذلك.

وتضغط الأمم المتحدة من أجل فتح معبر كرم أبو سالم الذي يسيطر عليه كيان الاحتلال، الذي وافق "إسرائيل" على السماح باستخدامه لعمليات التفتيش وليس لدخول غزة، إذ يتم تفتيش الشاحنات في كرم أبو سالم قبل دخولها غزة من معبر رفح على بعد نحو ثلاثة كيلومترات.

تساؤل مشروع

يتساءل الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار عمّن أعطى الكيان الصهيوني السلطة على تمرير المساعدات أو التجارة بين مصر وقطاع غزة رغم أن الحدود بينهما مباشرة؟، إذ يقول إن هناك بعض الأمور تُنتزع إذا فُرضت كأمر واقع مقبول من المجتمع الدولي مثل تمرير المساعدات دون تحكم صهيوني إجرامي، مشيرا إلى وجود شعب شقيق يموت جوعا وعطشا وقتلا بأيدي كيان عنصري مجرم.

ويضيف النجار: جربوا اختبار سقوف رد الفعل ووراءكم شعوبكم وسيدعمكم كل أحرار العالم وحتى العديد من الحكومات الغربية التي لا تتطابق كليا مع الإجرام الصهيوني الذي لن يتوقف عند حدود فلسطين لو لم يتم ردعه، واطلبوا رسميا من الدول العربية والإسلامية التي قررت إدخال المساعدات لغزة أن تكون قوة حماية دولية لقوافل المساعدات، فإما أن تقبل وتكون على قدر قرارها، أو تتراخى وتمتنع ليظهر لشعوبها مدى بؤسها وتفاهة قراراتها، وطبعا قطع أو حتى تجميد العلاقات مع هذا الكيان المجرم إلى أن يوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.

وطالب النجار بإعادة طرح اعتبار الصهيونية دعوة عنصرية أمام الأمم المتحدة، إذ إنه سيكون أمرا ملائما في ظل التعاطف الدولي مع فلسطين في مواجهتها مع الكيان الصهيوني المجرم قاتل الأطفال والنساء والمرضى ومدمر الحياة، مضيفا أن قليلا من الحراك الفعال يصنع المستقبل والمصير.

أما الشاعر فاروق جويدة فيرى أننا أمام مؤامرة كبرى تشارك فيها أطراف كثيرة، وهدفها الأول هو إقامة "إسرائيل الكبرى" في قلب العالم العربي من الفرات إلى النيل، مؤكدا أنه مشروع لن تتنازل عنه "إسرائيل".

وتساءل جويدة: إلى أين تمضى بنا هذه المأساة؟، لافتا إلى أن عنده يقينا بأن غزة سوف تضع نهاية المؤامرة، وأن أمريكا سوف تخرج بفضيحة كونية، وأن "الشعب الإسرائيلي" لن يتحمل ضراوة المواجهة، وبدلا من أن تحاول "إسرائيل" تهجير أهل غزة سوف تكون هجرة "الشعب الإسرائيلي" إلى خارج فلسطين هي الحل وعلينا أن ننتظر.

وقال السفير د.عبد الله الأشعل إن أمريكا لا تشعر بالخجل، مشيرا إلى أنها من ناحية تعطي "إسرائيل" أعتى الأسلحة فتكا بالمدنيين وتحقق الإبادة المتفق عليها ثم تعلن كذبا أنها نصحت "إسرائيل" بالإبادة لكن مع الترفق بالمدنيين، مقدما نصيحة لأمريكا بقوله: “عليك أن تراعي أنك لا تخاطبين عملاءك الحكام الهيمانين والمسبحين بحمدك فقط وإنما تخاطبين أيضا المثقفين العرب الذين يخشاهم عملاؤها”.
رقم : 1103300
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
طوفان الأقصى حرر العقول
22 تشرين الثاني 2024
إخترنا لکم