0
الاثنين 18 كانون الأول 2023 ساعة 10:03

الشجاعية... كابوس الجنود ‘‘الإسرائيليين‘‘

الشجاعية... كابوس الجنود ‘‘الإسرائيليين‘‘
و "دخلت مجموعة من جنود اللواء 53 جولاني إلى المباني في هذا الحي، ووقعوا فجأة في أحد كمائن كتائب القسام، وانفجرت قنبلة أمام باب أحد المباني، ما أدى إلى إصابة 4 جنود وانقطع الاتصال معهم، ويعتقد أنه تم القبض على هذه القوات، وتحرك جنود آخرون من وحدة الإنقاذ 669 باتجاه هذا المبنى، وبعد وصولهم إلى هناك أطلق مقاتلو القسام النار عليهم، وقتل اثنان من هؤلاء الجنود على الفور، وتم القبض على العقيد إسحاق بن بشات الذي كان يتقدمهم وقتل على الفور"، كانت هذه رواية خان لتفاصيل الصراع.

وأعلن المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية أنه "لا يمكن إحصاء عدد الصواريخ التي أطلقتها قوات حماس على الدبابات والمدرعات الإسرائيلية في حي الشجاعي". وحتى "تامر جرينبرج" قائد كتيبة اللواء 13 جولان الذي كان حتى الأسبوع الماضي يشتكي من الحادثة ويقول للمقاومين "دعونا نرى من هو الأكثر استعداداً للحرب، لدينا رغبة كبيرة في الهجوم و "اقتلوا المزيد منكم." ..." قُتل أيضًا وكانت هذه صدمة للإسرائيليين.

وكان تقرير هزيمة لواء جولاني في الشجاعية قاسياً وثقيلاً لدرجة أن الإسرائيليين توقفوا عن تحليل الأهداف العامة للحرب وركزوا على شرق غزة، وكتبت صحيفة "يديعوت أحرانوت" نقلا عن مصادر مطلعة في الجيش أن "تدمير قوات القسام في الشجاعية أصبح مستحيلا حتى مع القصف الجوي؛ وأضاف إن "المعركة والصراعات في هذا الحي صعبة للغاية وقاتلة".

وكان رد فعل وسائل الإعلام الإسرائيلية على الخسائر الفادحة للواء جولاني في الشجاعية هو نفسه تقريبا، ولم تذكر وسائل الإعلام المقربة من حكومة بنيامين نتنياهو والدوائر الإعلامية المعارضة له إلا شيئا واحدا وهو "الهزيمة مع ارتفاع عدد الضحايا"، ولم تفرق وسائل الإعلام هذه بين إدارة حرب نتنياهو ومعارضيه وكتبت "مرة أخرى تقتل قوات من لواء جولاني في حي الشجاعية وهذه المرة بيني غانتس هو من يدير الحرب؛ لم يتغير شيء!".

ويبدو أن هذا الفشل كان بمثابة تذكير بالجمود العسكري الإسرائيلي في معركة 2014 أثناء الصراع مع المقاومة الفلسطينية؛ وفي العام نفسه، غرق جيش تل أبيب في مستنقع المقاومة الشجاعي، ووقعت خسائر فادحة، واستذكر موقع "والا" الإخباري ذكرى ذلك الفشل؛ الهزيمة التي يرويها الجيش الصهيوني كالتالي: "كان ذلك اليوم من أصعب الأيام، وكانت أجواء اللواء بعد تلك العملية متوترة وصعبة للغاية؛ وأصيب قائد اللواء ونائبه وضابط آخر، وحالة الجنود ليست جيدة، لن أنسى ذلك اليوم؛ وفي وسط النار، كنا نبحث عن جثث رفاقنا".

قال أحد الصهاينة الذي رافق قوات العدو المقاتلة في حي الشجاعية قبل أسبوع، وشاهد عن قرب "التحديات الضخمة" لما عدّوها عملية تطهير الحي من مقاتلي المقاومة: "إن حي الشجاعية الواقع شرق مدينة غزة - حيث سقط في أزقته عشرة جنود من الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، منهم خمسة جنود من لواء جولاني - معروف منذ سنوات أنّه "معقل إرهاب وحشي وخطير"، وفقًا لزعمه.

وأضاف: "سقط عدد كبير من قتلى الجيش في العمليات التي خاضتها "إسرائيل" في قطاع غزة طوال سنوات، وفي عملية طوفان الأقصى فُتح فصل جديد في تاريخها الدموي".

وتابع: "في تاريخ معارك الجيش الإسرائيلي في الشجاعية، هناك مكان "محترم" محجوز للواء جولاني الذي خاض معارك لا حصر لها هناك، فخلال عملية الرصاص المسكوب (معركة الفرقان)، في العام 2008، قاتل لواء جولاني في الحي وتكبد خسائر، وأيضًا في بداية عملية الجرف الصلب، في صيف 2014، عندما ناور اللواء بريًا إلى وسط الحي، دار قتال في ظروف أرض معقّدة ضد آلاف المسلحين الذين خرجوا من الأنفاق فاضطروا الى استخدام نيران كثيفة جدًا، وفي هذه المعركة على حي الشجاعية سقط 14 قتيلًا من لواء جولاني، من بينهم أورون شاؤول الذي اُعترف بمقتله ودُفن في مكان غير معروف".

من جهتها، قالت شخصية أمنية قديمة تعرف الحي الغزاوي جيدًا لموقع "والا": "تختبئ في حي الشجاعية كتيبة قوية جدًا، وأحد أقوى الأذرع العسكرية لحماس"، مضيفة: "عندما تندلع الحرب، فإنهم يقاتلون كعائلة، حسب العشائر، وهذا له قيمة في المقاومة، ويشكّل تحديًا للجيش الإسرائيلي".

وتابع: "لقد رأينا ما حدث في عملية الجرف الصلب، في صيف العام 2014، عندما قام لواء جولاني بمناورة إلى الشجاعية، وبدا الأمر كما لو أنهم صدموا الرأس بالحائط، ودفعوا ثمنًا باهظًا مقابل ذلك. وتُعرف الشجاعية تاريخيًا بأنها مكان يكثر فيه الشر والقسوة، وهناك خطفوا أورون شاؤول، ودفعوا ثمنها دمارًا هائلًا، لكنهم حصلوا على المال من حماس لإعادة تأهيل أنفسهم"، وفقًا لتعبيره.

وكان رد فعل القائد السابق للواء 13 جولاني في الجيش الإسرائيلي على هذا الفشل هو الأكثر إثارة للاهتمام، حيث اعترف أن "هذا هو الشجاعية نفسه الذي استهدف هذه الكتيبة قبل 9 سنوات بنفس الاستراتيجية"، وكان للفشل المتكرر في هذا المجال ثمن باهظ بالنسبة لنا؛ ومن بينها أسر أورون شاؤول الذي لا يزال في أيدي حماس.. إننا نعيش دورة باردة وصعبة"، لقد أصبحت الشجاعية مرة أخرى العمق الاستراتيجي للصراعات، وما يخيف الدوائر السياسية والعسكرية في "إسرائيل" الآن هو سياسة الغموض واعتماد حماس لتكتيكات المفاجأة أثناء الصراعات المباشرة، ودفعت هذه التطورات المحللين إلى الاعتقاد بأن المعركة الحقيقية في الشجاعية لم تبدأ بعد.

وقال الخبير العسكري لشبكة الجزيرة اللواء "فايز الدويري" المنشغل بمراقبة الوضع الميداني خلال 70 يوما من معركة "طوفان الأقصى"، مشيرا إلى أن المعركة تدور حاليا شمال حي الشجاعية في الجانب الأيمن والأيسر من شارع بغداد وعلى مسافات محدودة حسب صور الأقمار الصناعية، وأكد أن "المعركة الحقيقية لم تنته.. ما يحدث الآن في الشجاعية هو بداية المعركة" ; لأن الثقل الأساسي للمقاومة لم يدخل الميدان بعد، وهذا يدل على أن الصراع لا يزال ضمن نطاق عمليات جزء معين من المقاتلين الفلسطينيين.

إن هزيمة لواء جولاني في شرق غزة [التي أعقبها ضعف الروح المعنوية في الجيش] دفعت مراقبي الحرب في تل أبيب إلى التشكيك في الكفاءة الشاملة وحتى الفرص الجزئية للجيش الإسرائيلي لتحقيق أي إنجازات واقتراح حلول من شأنها أن تساعد في تحقيق هذه الإنجازات، فما بين الحكومة المحبة للحرب وتطرف نتنياهو ليس هناك من معجبين، وكتبت صحيفة "هآرتس" في تلخيص هذا النوع من النظرة الصهيونية إن "الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من تحقيق أهداف أوساطنا السياسية خلال الفترة المتبقية في غزة، وعلى الرغم من الخسائر الفادحة في صفوف الجيش، إلا أنه لا توجد دلائل تشير إلى أن هزيمة حماس أصبحت وشيكة، إن التفوق النسبي للجيش الإسرائيلي آخذ في التناقص؛ إن تفوق التكنولوجيا والمعلومات لدينا ليس فعالاً جداً حتى في منطقة الشجاعية؛ ولا يوجد سبب يجعل حماس تشعر بأن قدرتها على التفاوض تضعف".
رقم : 1103288
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
طوفان الأقصى حرر العقول
22 تشرين الثاني 2024
إخترنا لکم