0
الخميس 14 كانون الأول 2023 ساعة 10:03

مقاتلو المقاومة الفلسطينية.. أعلى درجات الجهوزية

مقاتلو المقاومة الفلسطينية.. أعلى درجات الجهوزية
ويقدر عدد مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في غزة ما بين 30 إلى 40 ألف شخص، بالإضافة إلى احتياطي قد يصل إلى عشرات الآلاف، إذ تقدر الوحدات العسكرية لحماس في غزة ما بين 27 إلى 30 كتيبة وحوالي مئة سرية، مع وحدات مساعدة أخرى في تخصصات الهندسة والخدمات والدعم وغير ذلك.

إن هناك تفاوتا هائلا في موازين القوى العسكرية بين الكيان الإسرائيلي وحركة حماس، إذ لا يمكن بحال من الأحوال مقارنة الترسانة العسكرية لحماس بالقدرات العسكرية لكيان الاحتلال وبجيشه المزود بأحدث الأسلحة، والمدعوم بأجهزة استخبارات فاعلة، إضافة إلى الدعم الأمريكي اللامحدود، لكن هذا التفاوت لم يكن ليعني أبدا تضاؤل الفاعلية والقدرة لدى حماس، بل على العكس، أظهرت هذه الحرب القوة والكفاءة القتالية العالية، والروح المعنوية المرتفعة، والإيمان بالحق وبالأرض. 

وقد كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير في شهر أكتوبر الماضي، أن مقاتلي كتائب القسّام الجناح العسكري لحركة حماس، كانوا يعرفون بدّقة معلومات وتفاصيل عن الجيش الإسرائيلي وأحد مراكز الاستخبارات العسكرية، قبل عملية "طوفان الأقصى"، مضيفة إن وثائق تخطيط حماس ومقاطع الفيديو الخاصة بالهجوم تُظهر أن الحركة كان لديها فهم متطور لكيفية عمل الجيش الإسرائيلي، وأين تتمركز الوحدات، والوقت الذي سيستغرقه وصول التعزيزات.

كما ذكرت الصحيفة نقلا عن ضابط كبير في جيش الاحتلال أن هؤلاء المقاتلين كانوا من لواء النخبة المدرب تدريباً عالياً، وهم يقتحمون الحواجز في قواعد عدّة في ضوء الصباح الباكر، وكانوا يعرفون بالتحديد أماكن خوادم الاتصالات في العديد من هذه القواعد، وقاموا بتدميرها. 

وتستمر حركة حماس بالإعلان بشكل يومي عن استهداف عناصرها تجمعات لجنود الاحتلال، وإيقاع القتلى في صفوفهم، وهو ما أثار دهشة الإسرائيليين الذين طالما تغنوا بجيش لا يقهر، فالمحلل العسكري الإسرائيلي يوآف زيتون، يقول إن جيشهم يدرك أن تدمير حركة حماس في قطاع غزة لن يتم خلال أشهر قليلة، نظرا لاستعداداتها على مدى الأعوام الماضية، وإن الجيش مندهش من قوة وتسليح الحركة، مضيفاً "على الأرض، يندهش الجيش كل يوم من مدى قوة حماس، هو جيش حقيقي تم تأسيسه على بعد 50 دقيقة من تل أبيب على مدى السنوات الماضية، ولديهم مئات الآلاف من الأسلحة. 

وأضاف زيتون نقلاً عن ضابط كبير في لواء النخبة "غولاني" في جيش الاحتلال وبشأن الشجاعية شرق مدينة غزة، فإن حماس وضعت أقوى كتيبة لها هناك، والمسلحون الذين ولدوا ونشؤوا في الحي مرتبطون به ولن يهربوا، وإنه من الناحية العملية.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن هناك 104 جنود وضباط قتلوا منذ بداية العمليات في غزة، ويعتمد مقاتلو حماس تكتيك الاقتراب من القوات الإسرائيلية وأحيانا إلى مسافة صفر، ثم يطلقون الصواريخ المضادة للدروع والأفراد، بغية زيادة فعالية هذه الصواريخ.

وقد نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تقريرا من الأرض حول العملية البرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث أشار جنود من قوات الاحتلال إلى أنهم "بالكاد يرون" المسلحين الفلسطينيين التابعين لحركة حماس، موضحين أن ذلك يحدث فقط "حينما ينصبون أفخاخا" لاستهداف القوات الإسرائيلية، موضحة أنه "بعد مرور أكثر من أسبوع، يدرك الجنود الإسرائيليون أن المعارك الأقوى لا تزال في انتظارهم داخل قطاع غزة".

فتحركات جنود الاحتلال يشوبها الحذر الشديد الذي وصل بهم حد الرعب، لذا يتحرك جنود الاحتلال داخل الدبابات والمدرعات، مستخدمين كاميرات حرارية، باحثين عن "أي إشارة على وجود كمين ينتظرهم"، ولا سيما في المناطق المدمرة نتيجة القصف الإسرائيلي. 

وقد نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تقريرا حول ما فعله فلسطيني بجنود الاحتلال الإسرائيلي في المعارك الدائرة في قطاع غزة، على طريقة أفلام "هوليود"، إذ قالت الصحيفة إن أحد المقاومين نجح في الخروج من حفرة نفق داخل مبنى في منطقة القرارة في خان يونس جنوب قطاع غزة، رغم القصف العنيف الذي تعرضت له المباني هناك، وتمكن من وضع عبوة ناسفة موجهة للأفراد وفجرها في قوة مشاة تابعة لجيش الاحتلال، ما أسفر عن مقتل جنديين فورا.

كما نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن ضباط الجيش الذين يقاتلون على الأرض في غزة، قولهم إن مستوى القتال لمقاتلي حماس أعلى بكثير مما عهدوه في السابق وأن وضعهم بعيد جدا عن نقطة الانهيار، إذ أكد ضباط في وحدات المناورة الذين يشغلون مواقع رئيسية في غرف العمليات المتقدمة لألوية وفرق المناورة، وأغلبهم من جنود الاحتياط القدامى الذين يعرفون قطاع غزة عن كثب، إن مستوى القتال على الأرض والمقاومة التي يقوم بها مقاتلو "حماس" أعلى بكثير من أي شيء واجهوه في الماضي من خلال تجربتهم في القتال في قطاع غزة.

قالت كتائب القسام مساء الأحد: إن المجاهدين تمكنوا خلال 48 ساعة من تدمير 44 آلية عسكرية كليا أو جزئيا في كل محاور القتال في قطاع غزة، مؤكدة أن 40 جنديا من قوات الاحتلال قتلوا، وجرى إيقاع العشرات بين قتيل وجريح إثر استهداف القوات الصهيونية المتوغلة في أماكن التمركز والتموضع بالقذائف المضادة للتحصينات والقذائف والعبوات المضادة للأفراد والاشتباك معهم من مسافة صفر وتفجير عدد من المباني بهم بعد تفخيخها، أيضا استهداف مقر قيادة ميداني ودك التحشدات العسكرية بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى.

وتواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة دك قوات الاحتلال الإسرائيلي ومفاجأتها في كل يوم من الحرب في جميع محاور القتال.
رقم : 1102574
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
طوفان الأقصى حرر العقول
22 تشرين الثاني 2024
إخترنا لکم