0
الثلاثاء 12 كانون الأول 2023 ساعة 10:41

طوفان الأقصى وتزايد شعبية المقاومة في الضفة الغربية

طوفان الأقصى وتزايد شعبية المقاومة في الضفة الغربية
واعتقلت قوات الاحتلال عشرات الفلسطينيين في الخليل وبيت لحم، وأطلق المحتلون الغاز المسيل للدموع والقنابل السامة والرصاص على الفلسطينيين المحتجين على الأعمال القمعية للصهاينة في أريحا وقرى سلفيت المحيطة بها في الضفة الغربية.

وقال الدكتور هيثم الحضري مدير مستشفى الحسين في بيت لحم؛ تستهدف قوات الأمن الصهيونية الفلسطينيين بشكل مباشر في منطقة الرأس والصدر، وهذا أمر مهم نشهده هذه الأيام.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن أكثر من 260 فلسطينيا قد استشهدوا وجرح 3200 في الضفة الغربية منذ بداية طوفان الأقصى.

وقالت أماني سراحنة المسؤولة الإعلامية في نادي الأسير الفلسطيني، إن الاحتلال الصهيوني اعتقل نحو 3500 أسير فلسطيني في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الجاري.

وأدى تزايد شعبية حماس في الضفة الغربية بعد إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين إلى زيادة الاستياء من السلطة الفلسطينية.

وكتبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: كان إطلاق سراح السجناء سبباً في تعزيز شعبية حماس في الضفة الغربية، حيث تفاقمت سنوات من الإحباط تجاه السلطة الفلسطينية، بينما حماس وغيرها من الجماعات المسلحة هي الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها لحمايتهم.

وقال عصمت منصور الخبير في قضايا الكيان الصهيوني في رام الله: إن الإنجازات الكبيرة التي حققتها المقاومة في مواجهة المحتلين وتبادل الأسرى زادت من شعبية ودعم المقاومة في الضفة الغربية، وهذا يدل على أن مقاومة وتضحيات المقاتلين الفلسطينيين تحظى برضا الشعب الفلسطيني، وهذا الدعم واضح في الضفة الغربية.

كما أثارت شعبية حماس المتزايدة في الضفة الغربية قلق المسؤولين الأمريكيين، وقال مارك وارنر، رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكي: أطلب من شركائنا الإسرائيليين الإفراج عن بعض الممتلكات المحجوبة التابعة للسلطة الفلسطينية، حتى قبل السابع من تشرين الأول (أكتوبر) كنت قلقاً من أن تتوقف قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية عن العمل وأن تدخل الضفة الغربية في فوضى حقيقية وتنفتح جبهة أخرى أمام "إسرائيل".

ويبلغ عدد الموظفين الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين يتقاضون رواتبهم من السلطة الفلسطينية أكثر من 180 ألف موظف، منهم نحو 40 ألفاً من القوات المسلحة، وبسبب عرقلة الكيان الصهيوني تسليم عائدات الضرائب وتقليص المساعدات الدولية للسلطة الفلسطينية، لم يتلق هؤلاء الموظفون الإداريون والأمنيون رواتبهم منذ أشهر.

إن الوضع الاقتصادي السيء الذي تعيشه قوات الأمن التابعة لمنظمات السلطة الفلسطينية، وصرامة وضغط وعنف الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، قد يجبر هذه القوات، غير الراضية عن الوضع الاقتصادي السيئ، إلى الرحيل والانضمام إلى فصائل المقاومة في الضفة الغربية.

وقال ليميس فرج، الخبير في الشؤون الاقتصادية في جامعة بيرزيت (الضفة الغربية)، إن السلطة الفلسطينية استخدمت موضوع توظيف ودفع رواتب الموظفين الإداريين والقوات الأمنية كأداة لتحقيق أهدافها السياسية والتنظيمية، والآن فهي تواجه مشكلة التمويل، مع العلم أن الاستياء بين القوات الأمنية العاملة في السلطة الفلسطينية بلغ ذروته.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن البيت الأبيض يشعر بالقلق أيضا بشأن الوضع في الضفة الغربية، وكان وزير الخارجية أنتوني بلينكن، خلال رحلاته إلى رام الله، يطلب دائما من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اتخاذ إجراءات أكبر لاستعادة السلام والاستقرار في الضفة الغربية. 

إن عدم فعالية السلطة الفلسطينية في منع عمليات الشباب الفلسطيني ضد قوات الاحتلال في الضفة الغربية وتشكيل جماعات ومجموعات مقاومة جديدة مثل جماعة عرين الأسود، دفع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني إلى التشدد تجاه السلطة الفلسطينية حيث يشعران بخيبة أمل من عدم قدرة محمود عباس على كبح جماح الفصائل المسلحة، ويبدو أنهم وعلى الأرجح سيتخلون عن الطبقة الحاكمة الحالية من منظمات الحكم الذاتي.

وحسب استطلاع أجراه مركز فلسطين للمسح وأبحاث السياسات في رام الله، فإن معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية يعتقدون أن تأسيس الجماعات الإسلامية مثل حماس والجهاد الإسلامي ومشاركتها في الكفاح المسلح ضد الكيان الصهيوني كان أفضل شيء حدث للشعب الفلسطيني منذ عام 1948، ويعتبرون منظمة الحكم الذاتي منظمة فاسدة وقمعية.

لذلك، إذا طالب فلسطينيو الضفة الغربية بإجراء انتخابات، فمن المرجح أن تفوز القوى الموالية لحماس والجهاد الإسلامي كما حدث في عام 2005، وبينما ينصب كل اهتمام مجلس الوزراء الحربي الصهيوني على الحرب ضد غزة، فإن الوضع في الضفة الغربية يصبح أكثر تعقيداً يوماً بعد يوم.
رقم : 1102107
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم