0
الاثنين 4 كانون الأول 2023 ساعة 09:30

75 عاماً من الجرائم في فلسطين بأسلحة الأمريكية

75 عاماً من الجرائم في فلسطين بأسلحة الأمريكية
بعد عملية حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أعربت الحكومة الأمريكية مرارا وتكرارا عن دعمها الصريح للكيان الصهيوني وأرسلت بسرعة مساعدات طارئة لهذا الكيان، وتشمل هذه المساعدات صواريخ اعتراضية لنظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي وقذائف مدفعية وصواريخ موجهة بدقة وطائرات مقاتلة، إضافة إلى نشر حاملة طائرات في البحر الأبيض المتوسط ​​وإرسال بضعة آلاف من مشاة البحرية لمساعدة المحتلين في حال اتساع نطاق الحرب، وإيفاد مستشارين عسكريين واستخباراتيين إلى تل أبيب، وتخصيص 14 مليار دولار من المساعدات العسكرية، كانت هذه من بين الإجراءات التي اتخذتها واشنطن لدعم المحتلين في حرب غزة.

إن العلاقات الاستراتيجية بين أمريكا والكيان الصهيوني لم تنشأ بين عشية وضحاها، بل إن هذه العلاقات هي نتاج عدة عقود من الدعم الثابت لتل أبيب حتى يصبح لهذا الكيان القدرة على التهديد والردع في المنطقة، ولا تتعلق هذه المساعدات بفترة الأزمة فقط، بل إن المعطيات الجديدة تكشف أبعادا أخرى لدور الأسلحة الأمريكية في قتل وتهجير الفلسطينيين.

ويعود دعم واشنطن للكيان الصهيوني إلى تأسيسه عام 1948، وتدعي واشنطن أنها تدعم هذا الكيان بسبب الأهداف الإستراتيجية المشتركة والالتزام المتبادل بالقيم الديمقراطية.

وفي هذا الصدد، كتبت مجلة أكسيوس في تقرير لها الخميس، أن واشنطن قدمت بين عامي 1950 و2022 أكثر من 70 ألف نوع من الأسلحة ل"إسرائيل"، بما في ذلك مقاتلات ومركبات برية وصواريخ وقنابل، وحسب تحليل وسائل الإعلام هذه لقاعدة بيانات "معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام"، فإن "إسرائيل" هي أكبر متلق للمساعدات المالية العسكرية الأجنبية الأمريكية، ومعظم هذه المساعدات يأتي على شكل حزم أسلحة.

وقال إلياس يوسف، الخبير في عمليات نقل الأسلحة الأمريكية في مركز ستيمسون، لمجلة تايم في وقت سابق من هذا الشهر: "يمكننا أن نقول بثقة إن الأسلحة الأمريكية تستخدم على نطاق واسع في العمليات الإسرائيلية الحالية في غزة".

هذا فيما أعلنت وسائل الإعلام بعد أسبوع من بدء عملية اقتحام الأقصى أن الولايات المتحدة تقوم بتحميل ونقل قنابل GBU وGBU31 إلى الأراضي المحتلة من قواعد العديد في قطر وقبرص واليونان وألمانيا.

وتعتبر القنابل المذكورة من أكثر أنواع الذخيرة تدميراً التي تم استخدامها لتدمير المناطق السكنية والبنية التحتية في غزة، ولذلك فإن حجم الأضرار الكبيرة في غزة يعود أيضًا إلى استخدام هذا النوع من الأسلحة.

مساعدات عسكرية بمئات المليارات من الدولارات

في السنوات الـ 75 الماضية منذ تأسيس الكيان الصهيوني المزيف، أنفقت حكومة الولايات المتحدة مليارات الدولارات لتعزيز الأسس الضعيفة والمهتزة لهذا الطفل غير الشرعي في الشرق الأوسط.

وفقًا لبيانات خدمة أبحاث الكونجرس، بحلول عام 2023، وفقًا للتقديرات، قدمت الولايات المتحدة لتل أبيب 158.8 مليار دولار على شكل مساعدات مختلفة، والتي، بعد تعديلها حسب التضخم، ستصل إلى 260 مليار دولار، منها 114.4 مليار دولار مساعدات عسكرية واقتصادية. 34.4 مليار دولار كمساعدات اقتصادية، بينما خصصت مساعدات لبرامج الصواريخ بقيمة 10 مليارات دولار.

وحسب موقع "بيزنس إنسايدر"، فإن الولايات المتحدة زودت "إسرائيل" بما لا يقل عن 16 نوعا من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات في عام 2023، رغم أنه لم يتم تحديد العدد الدقيق ونوع الأسلحة، ولذلك، مارس بعض المشرعين الأمريكيين ضغوطًا على البيت الأبيض ليكون أكثر شفافية بشأن المساعدات المقدمة ل"إسرائيل".

وأعلن البنتاغون أنه لن يحد من توفير الأسلحة المقدمة من قبل الجيش الإسرائيلي، على الرغم من أن الحكومة الأمريكية طلبت من "إسرائيل"، حسبما ورد، تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، حيث يغطي التمويل العسكري الأجنبي الأمريكي حاليًا حوالي 16% من ميزانية الدفاع الإسرائيلية، ما يشير إلى مستوى كبير من المساعدات للكيان.

وبسبب علاقاته الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، فإن لدى الكيان الصهيوني الفرصة لاستخدام جميع الأسلحة الحديثة والمتطورة لهذا البلد، ولهذا الغرض، كان الكيان الصهيوني أول حليف لأمريكا في العالم يستخدم مقاتلة إف-35، التي تمثل الجيل الخامس من أقوى الطائرات المقاتلة وأكثرها تطوراً، واشترت "إسرائيل" حتى الآن 50 طائرة من هذا النوع بأموال دافعي الضرائب الأمريكيين، ودخلت 36 منها إلى الأراضي المحتلة حتى الآن.

وفقًا لوزارة الخارجية، اعتبارًا من أكتوبر 2023، وقعت الولايات المتحدة 599 صفقة مبيعات عسكرية أجنبية مع "إسرائيل" بقيمة 23.8 مليار دولار، بما في ذلك طائرات F-35، ومروحيات CH-53K، وناقلات التزود بالوقود الجوي KC-46A، والذخائر الموجهة بدقة، كما وقع الجانبان أيضًا على العديد من اتفاقيات التعاون الدفاعي الثنائية، بما في ذلك اتفاقية المساعدة الدفاعية المتبادلة (1952)، اتفاقية الأمن العام للمعلومات (1982)؛ اتفاقية الدعم اللوجستي المتبادل (1991)؛ واتفاقية وضع القوات (1994).

ومنذ عام 2011، استثمرت الولايات المتحدة أيضًا أكثر من 8 ملايين دولار في برامج تدمير الأسلحة التقليدية في الضفة الغربية لتحسين الأمن الإقليمي والإنساني من خلال مسح وتطهير حقول الألغام غير المتنازع عليها، وفقًا لقناة سكاي نيوز.

ورغم أن الكيان الصهيوني لا ينشر تفاصيل الأسلحة التي يستخدمها ضد فصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني، إلا أنه يبدو أن معظم هذه الأسلحة أمريكية الصنع، وخاصة مقاتلات "إف-16" التي استخدمت على نطاق واسع ضد الفلسطينيين ولبنان وسوريا في العقدين الأخيرين، والآن يعود تفوق تل أبيب الجوي أيضا إلى امتلاك مقاتلات أمريكية متطورة.

شكل جديد من المساعدات العسكرية

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة دعمت المحتلين منذ الأيام الأولى لتشكيل الكيان الصهيوني، إلا أن هذه المساعدة اتخذت في العقود الثلاثة الماضية شكلاً جديدًا، وحسب الجزيرة، فإنه منذ عام 1999، تم تحديد حجم المساعدات الأمريكية ل"إسرائيل" من خلال "مذكرات تفاهم" بينهما لمدة 10 سنوات، وذلك لأن مذكرات التفاهم، مثل المعاهدات، ليست اتفاقيات ملزمة قانونًا ولا تتطلب تصديق مجلس الشيوخ الأمريكي، كما أنها تسمح للكونغرس بتقديم اعتمادات تكميلية، وحتى في الظروف الاستثنائية مثل الحروب بتقديم حزم مساعدات إضافية، مثل حزمة الـ 14 مليار دولار الأخيرة الموضوعة على مكتب الكونجرس.

وحددت مذكرة التفاهم الأولى للمساعدات الأمريكية للكيان الصهيوني من 1999 إلى 2008 بمبلغ 21.3 مليار دولار، ثم في مذكرة التفاهم الثانية التي غطت الفترة من 2009 إلى 2018 تمت زيادتها إلى 30 مليار دولار، وبلغت هذه المساعدات ذروتها في مذكرة التفاهم الثالثة في الفترة من 2019 إلى 2028، والتي تقرر خلالها إرسال مساعدات عسكرية بقيمة 3.3 مليارات دولار سنويا، وبالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص 500 مليون دولار سنوياً لبرامج الدفاع الصاروخي، بإجمالي 33 مليار دولار، ولذلك، خصص الكونغرس نحو 3.8 مليارات دولار ل"إسرائيل" في موازنة 2023، ما يشير إلى أن المساعدات الأمريكية لحليفتها آخذة في الارتفاع.

تشمل المساعدات الأمريكية ل"إسرائيل" الكميات المطلوبة من الأسلحة، ومعدات القيادة والسيطرة، والاتصالات، والاستخبارات، والمراقبة، وجمع المعلومات الاستخبارية، وكلها من شأنها أن تمكن "إسرائيل" من مواجهة دولة واحدة أو أكثر ضمن تحالف عسكري معادٍ.

مشروع الصواريخ هو جزء مهم من التعاون العسكري

وتعد مشاريع الدفاع الصاروخي الأمريكية الإسرائيلية المشتركة من أبرز المشاريع التي يدعمها الكونجرس بقوة، وحسب التقديرات الأميريكية الرسمية، فقد بلغ حجم الدعم لهذه المشاريع خلال الفترة من 1946 إلى 2023، نحو 10 مليارات دولار، توزعت على 3 مشاريع رئيسية، ومن هذا الرقم، نحو 4.5 مليارات دولار لتطوير نظام "هايتس" المضاد للصواريخ، وأكثر من 2.4 مليار دولار لتطوير وتمويل كيان الدفاع الجوي الصاروخي "مقلاع داود"، ونحو 2.9 مليار الدولارات كانت مخصصة لتطوير نظام "القبة الحديدية" المضاد للصواريخ، ويغطي هذا الدعم شراء بطاريات القبة الحديدية والصواريخ الاعتراضية وتكاليف الإنتاج المشترك والصيانة العامة.

وفقًا لمعهد ستيمسون، استثمرت الولايات المتحدة أيضًا أكثر من 8.6 مليارات دولار بين عامي 2006 و2023 في برامج الدفاع الصاروخي الأمريكية الإسرائيلية المختلفة، بما في ذلك المنصات طويلة المدى مثل السهم 1 ومقلاع داوود 2، ومن ناحية أخرى، نشرت أمريكا أيضًا نظام الرادار "X-band" في الأراضي المحتلة، والذي لديه القدرة على كشف صواريخ العدو وكذلك تزويد الطائرات المقاتلة من طراز F-35.

وحسب يورونيوز، فإن مشروع قانون الميزانية الحكومية الذي وقعه بايدن عام 2022 خصص 500 مليون دولار لتطوير القبة الحديدية و72.5 مليون دولار للتعاون بين واشنطن وتل أبيب في مواجهة الطائرات دون طيار وكشف الأنفاق، وأجرت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني العديد من التدريبات والمناورات العسكرية، وكان أكبرها في كانون الثاني/يناير 2023.

وحسب "تي آر تي عربي"، فإن إجمالي المساعدات الأمريكية ل"إسرائيل" منذ قيامها يبلغ، حسب التقديرات، نحو 318 مليار دولار، منها 225 مليار دولار مساعدات عسكرية، وتمنح الحكومة الأمريكية حليفتها إسرائيل 3.3 مليارات دولار سنويا كدعم عسكري، وهو ما يمثل 55% من إجمالي المساعدات الخارجية الأمريكية.

كما أدرج موقع "المكتبة الافتراضية اليهودية" جزءًا من المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة للكيان الصهيوني.، وفقًا لذلك، في عام 2013، تم شراء وقود الطائرات من طراز JP-8 ووقود الديزل والبنزين الخالي من الرصاص بقيمة 2 مليار دولار، وفي عام 2014، 600 صاروخ AIM-9X-2 Sidewinder Block II مقابل 544 مليون دولار، وفي عام 2015، حوالي 14500 ذخيرة هجوم مباشر مشترك JDAM والمعدات ذات الصلة مقابل 1.8 مليار دولار، 2016 بيع معدات دفاع فائضة 8 مروحيات SH-60F Sea Hawk مقابل 300 مليون دولار، 2017 بيع 13 مدفعًا بحريًا عيار 76 ملم ودعمًا فنيًا 440 مليون دولار، عام 2018 نمر 240، وحدات طاقة ناقلة جنود مدرعة ومعدات ذات صلة 238 مليون دولار، 2019 طائرات التزود بالوقود الجوي KC-46A بقيمة 2.4 مليار دولار، ووقود الطائرات JP-8، ووقود الديزل والبنزين الخالي من الرصاص لعام 2020 بقيمة 3 مليارات دولار، وطائرات التزود بالوقود الجوي KC-46A 2.4 بقيمة مليار دولار، وفي عام 2021 بيع فائض المعدات الدفاعية 8 مروحيات SH-60F Sea Hawk مقابل 300 مليون دولار. بالإضافة الى 3.5 مليارات دولار، وهذه هي من بين المساعدات التي أرسلتها واشنطن لحليفتها في العقد الماضي.

وتظهر المساعدات الأمريكية للجيش الإسرائيلي رغبة البلاد في تعزيز قوتها والحفاظ على تفوقها العسكري على الجيوش العربية لتعويض بعض نقاط الضعف التي تعاني منها "إسرائيل" بسبب صغر حجمها جغرافيا وعدد سكانها، وحتى في السنوات الأخيرة، عندما خططت الحكومة الأمريكية لبيع طائرات إف-35 إلى الإمارات وقطر، عارضت السلطات الصهيونية هذا الإجراء بشدة، ولهذا الغرض توقفت المشاورات مع العرب بهذا الخصوص.

تراكم مخزونات الأسلحة في الأراضي، الدعم العسكري الأمريكي ل"إسرائيل" يشمل تخزين معدات واشنطن العسكرية في الأراضي المحتلة حتى يتمكن الصهاينة من مطالبة واشنطن باستخدامها في حالات الطوارئ، ويقال إن هذه "المخزونات الحربية" تشمل صواريخ وعربات مدرعة وذخيرة مدفعية، وعلى مدى العقود القليلة الماضية، طلبت "إسرائيل" في مناسبتين على الأقل الوصول إلى هذه المستودعات، بما في ذلك في حرب عام 2006 ضد حزب الله وعمليتها العسكرية في غزة عام 2014، وعلى الرغم من أن حالة المخزون غير معروفة وأن إدارة بايدن استخدمت المخزون لدعم أوكرانيا، إلا أنه قد يكون مصدرًا لمساعدات إضافية ل"إسرائيل".

وتشير التقارير إلى أن شركة بوينغ قامت بالفعل بتسريع تسليم قنابلها ذات القطر الصغير التي اشتراها الكيان الصهيوني في عام 2021، وبما أن الكيان الصهيوني استخدم العديد من أسلحته في حرب غزة خلال الشهرين الأخيرين، وحسب مسؤولين في تل أبيب، فقد يستمر في الحرب لبضعة أشهر أخرى، وبالتالي مع إفراغ ترسانات هذا الكيان، وسيزداد حجم المساعدات الأمريكية للصهاينة حتى لا ينقصهم شيء في هذا المجال.

دخول أمريكا المباشر في حروب تل أبيب

إن جميع الحكومات الأمريكية، الجمهورية منها والديمقراطية، لم تدخر جهدا لدعم الكيان الصهيوني، ووقفت إلى جانب المحتلين في صراعات هذا الكيان، سواء مع فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان أو مع الدول العربية في السنوات البعيدة، وحسب قناة TRT، في الحرب الإسرائيلية العربية في أكتوبر 1973، أطلقت الولايات المتحدة جسرًا جويًا يسمى "عملية النيكل" تم من خلاله نقل حوالي 22200 طن من الأسلحة إلى تل أبيب.

وحسب تقرير "اليوم السابع"، فإضافة إلى أن أمريكا أرسلت سفنها لدعم تل أبيب في الصراعات الأخيرة في غزة، فإنها أرسلت أيضا أسطولها 4 مرات في الماضي لدعم هذا الكيان في حربه، حروب، أولها عام 1948، والثانية عام 1967، الذي شارك بشكل مباشر في تقديم خدمات التجسس والصراع، ثم في عامي 1973 و1982 سارع لنجدة حليفه.

وبالإضافة إلى الدعم المالي، تشارك الولايات المتحدة في عمليات متبادلة رفيعة المستوى مع "إسرائيل"، بما في ذلك التدريبات العسكرية المشتركة، والأبحاث العسكرية، وتطوير الأسلحة، والوصول إلى المعلومات، متجاهلة امتلاك "إسرائيل" للأسلحة النووية.
رقم : 1100167
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
طوفان الأقصى حرر العقول
22 تشرين الثاني 2024
إخترنا لکم