حيث إنّ الأداء الموحد للمقاومة في مواجهة العدوان خلال كل الحروب السابقة على غزة، يؤكد أن وحدة فصائل المقاومة في الميدان هي أحد عوامل صمود الشعب الفلسطيني وانتصار مقاومته، وما تجدر الإشارة اليه أن الالتفاف الشعبي حول المقاومة، يشكل الدرع الحامي، والسند والظهير لها وهي تواجه آلة الحرب الإسرائيلية.
نعم يمكن القول بكل وضوح إن المسألة المهمة التي يجب التوقف عندها هي ان "اسرائيل" الان في حالة رعب، واصبحت محاصرة بالصواريخ من كل الجهات، من الجنوب من قطاع غزة، ومن الجولان ومن العراق من الحشد الشعبي، وايضا من جنوب لبنان، وقد ثبت فشل قببها الحديدية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن قوى المقاومة الفلسطينية اليوم أصبحت تملك قوة الردع في كل حي ومنطقة من نابلس وفي كل مخيم في جنين مع كل اقتحام وهجوم لقوات الاحتلال على المخيمات، فقوات الاحتلال ترى نفسها محاصرة من قبل أبطال المقاومة الفلسطينية... اضف الى ذلك العمليات البطولية التي اصبحت تظهر بشكل يومي ضد قوات الاحتلال وترعب جنوده وكيانه، وها هي مجموعة "عرين الاسود" شكلت معادلة الرعب في قلوب جنود الصهاينة.
ويرى الكثيرون أنه مع دخول العقد الثامن لكيان العدو أصبحت القناعة لدى شعب فلسطين والكثير من شعوب المنطقة أكثر رسوخا بتحرير فلسطين، وهو أمل وطموح يقترب أكثر فأكثر من التحقق في ضوء التحولات التي تشهدها المعادلات على ارض فلسطين والمنطقة.. ومن أبرز التحولات على أرض فلسطين، صمود قطاع غزة بمقاومته وشعبه، رغم كل الظروف القاسية ومزاياه الجغرافية والديمغرافية... حيث استطاع أن يفرض على قيادة العدو أن تأخذ بالحسبان تكلفة أي مواجهة بالمستوى الذي أنتج ندية ومستوى من الردع.وفي الضفة لم تنجح اسرائيل في اجتثاث المقاومة بل استطاعت الاخيرة أن تفرض نفسها على العدو الصهيوني الزائل وبذلك يؤكد الشعب الفلسطيني، مرة بعد أخرى، تصميمه على المضي في طريق التحرير الذي أصبح أكثر قرباً من أي وقت مضى.
المقاومة الفلسطينية تحذر الكيان الغاصب
من الواضح أن السنوات القادمة ستكون عصيبة على الكيان الصهيوني إذا ما فكر الكيان الصهيوني بالقيام بأي حماقة ضد قطاع غزة أو ضد المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، وخاصة أن الحكومة الجديدة التي تم تشكيلها موخراً داخل الكيان الصهيوني تُعاني من أزمات كبيرة فقد سبق وأن خرجت العديد من المظاهرات ضد الحكومة الجديدة التي يقودها نتنياهو، المظاهرات التي خرجت اتهمت الحكومة الجديدة بالتطرف وحسب ما جاء وتم التطرق اليه من قبل وسائل الإعلام الصهيونية أن نتنياهو يقود "اسرائيل" إلى الهاوية.
في السياق نفسه فقد أكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، أنها كانت أصحاب اليد العليا والضربة الأخيرة خلال معركة ثأر الأحرار ولم تسمح أبداً للاحتلال بالاستفراد وتحقيق مراده، وأفشلت سياسة المجرم الأرعن بنيامين نتنياهو بتحقيق أهدافه من خلال سياسة الاغتيالات، فقد شددت الغرفة المشتركة ، على أن "هذه المعركة أثبتت وستثبت قادم الأيام أن الاغتيالات والجرائم لم تزد شعبنا ومقاومتنا إلا عنفوانا وعنادًا وإصرارًا على سحق عنجهية المحتل."جاء ذلك، خلال كلمة له في المهرجان المركزي "ثأر الأحرار" الذي اقامته حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة وجنين ولبنان وسورية تأبيناً لشهداء العدوان الأخير على غزة .
وأكدت الغرفة، أن المقاومة وسرايا القدس أثبتت قدرتها على الصمود والثبات وتحقيق ما وعدت به أمام حرمة الدم الفلسطيني وكان الرد واضحاً في القدس وتل أبيب وفي كل مغتصبات العدو وحصونه، وما تكتم عنه العدو أضعاف أضعاف ما بدا عبر شاشات التلفزة ووسائل الإعلام، وحذرت ، العدو من أي عملية اغتيال أو حماقة، فنحن عند وعدنا وعهدنا بالرد بكل قوة في عمق العدو وبشكل موحد وبلا أي تردد، وقد خبرنا العدو جيداً.ودعت، كل الأحرار في العالم بالوقوف عند مسؤولياتهم أمام قضية الأمة المركزية فلسطين وتوجيه كل الطاقات وتسخير كل الإمكانيات من أجل دحر الاحتلال الجاثم على أرضنا فلسطين فلا استقرار ولا أمن ولا أمان لشعوب المنطقة طالما استمر الاحتلال لفلسطين.
الشعب الفلسطيني سند للمقاومة
وفي صدد الصمود للشعب الفلسطيني البطل فقد أهدت الغرفة المشتركة، هذا الإنجاز السياسي والعسكري الميداني إلى "شعبنا البطل وأسرانا ومحور المقاومة الذي ما كان إلا سنداً للمقاومة في كل محطات الصراع مع الكيان الزائل بإذن الله".وتوجهت بالتحية، إلى "وزارة الداخلية والأمن الوطني بكل مكوناتها على وقوفها الكبير بجانب شعبنا ومقاومتنا خلال معركة ثأر الأحرار كذلك التحية لوسائل الإعلام المحلية والدولية التي ساهمت بتغطية العدوان على مدار الساعة ورصد جرائم الاحتلال بحق الأطفال والمدنيين والأبرياء، واستبسلت في نشر صورة النصر للمقاومة، وكذلك التحية كل التحية لشعبنا المجاهد الثابت في كل المحطات".
وهنا لابد من الإشارة إلى أن المقاومة الفلسطينية وبمساندة شعبها قد حققت ملحمة أسطورية في نضالها ضد الكيان الصهيوني، والتحم الشعب الفلسطيني بكامل طوائفه وانتماءاته الدينية والحزبية حولها، في مشهد فريد لم تشهده فلسطين من ذي قبل، حتى في انتفاضة عام 1936مشهد سجله التاريخ في ذاكرة الأمة، وبالتأكيد سوف تبني المقاومة عليه استراتيجيتها فيما بعد، وهو أيضا مشهد لن يغيب عن ذاكرة الكيان الصهيوني، والذي سيجعله يعيش في رعب وفزع دائمين من تصدع جبهته الداخلية والتي قد تؤدي لانهياره..
خوف وقلق صهيوني
من الواضح أن الاعمال الإجرامية للكيان الصهيوني التي قد يقوم بها لن تمر مرور الكرام فالفصائل الفلسطينية في غزة سبق وأن أعلنت موقفاً واضحاً من أن ارتكاب اي حماقة قد يقوم بها الكيان الصهيوني ستكلفة كثيراً.في السياق نفسه فإن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تعتبر الاكثر تطرفاً حيث لم يمض وقت طويل على تشكيلها وقد بدأت بالاعمال والتصرفات الاجرمية بحق المقدسات وقامت باغتيال قادة المقاومة وهنا يمكن القول ان المرحلة القادمة سوف تشهد توتراً كبيراً وسوف يلقى الكيان الغاصب مقاومة كبيرة من قبل أبناء الشعب الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني حاضر دائما للدفاع عن المقدسات وللدفاع عن وطنه وارضه، وفي هذا السياق فإن المقاومة المسلحة في داخل فلسطين لن تظل مكتوفة الأيدي، فالكيان الصهيوني سيكون المسؤول الاول والاخير عن النتائج الكارثية التي سوف يتلقاها على أيدي أبناء الشعب الفلسطيني.فلقد انتصرت المقاومة الفلسطينية، باعتراف العدو الصهيوني نفسه، وعلى لسان المسؤولين السياسيين والجنرالات العسكريين، والمحللين الاستراتيجيين والسياسيين الذين كانوا يصرخون على شاشات التلفزة، خوفاً على كيانهم الذي بات أوهن من بيت العنكبوت، حيث إن الإنجازات الضخمة التي حققتها حركة الجهاد الاسلامي في الحرب قد اربكت العدو الصهيوني، فصواريخ المقاومة، التي جعلت جنوده ينامون على بطونهم، رعباً وفزعاً منها، وجعلت المستوطنين الصهاينة في المدن الفلسطينية المحتلة، يهرعون هلعا وخوفاً إلى الملاجئ يختبئون داخها، وخلت المدن من المارة والسيارات وبدت كمدن الأشباح لا يسكنها إنس ولا جان..لقد وصلت صواريخ المقاومة إلى العمق الصهيوني، وتوقفت معه كل مطارات الكيان الصهيوني والملاحة الجوية فيه تماماً..وكانت الطامة الكبري لدولة الاحتلال حينما ظهر الفشل بشكل واضح على أنظمة الدفاع الجوي للكيان الصهيوني.
في النهاية يعرف الكيان الغاصب جيداً أنه لا يملك القدرة على تدمير فصائل المقاومة وترسانات أسلحتها، وإذا ما استمر الكيان الصهيوني بالاعمال الاستفزازية فإن احتمال قيام الجهاد الإسلامي أو حركات وجماعات فلسطينية أخرى بعمليات واسعة ضد الكيان الصهيوني خلال شهر رمضان سيكلف الكيان المحتل الكثير والكثير ، وفي هذا الصدد يمكن القول وبكل وضوح أن الخوف من الانهيار من الداخل والعجز الذي ظهر بشكل جيد في لهجة تصريحات كبار المسؤولين في تل أبيب، يدل على أنهم في أسوأ لحظة في التاريخ، فقد فقدوا المبادرة داخليًاً وخارجياً، والانضباط والعمل خارج أيديهم وليس لديهم مخرج من هذا الموقف. فالكيان الصهيوني في أسوأ أوضاعه التاريخية هذه الأيام ووجود متشددين في مجلس الوزراء، إلى جانب موجة الاحتجاجات الداخلية الواسعة، سيلهب الأجواء الأمنية والسياسية في الأراضي المحتلة وهذا الوضع سيسرع من انهيار الكيان الصهيوني.