-زيارة الفريق اول ركن الرويلي الى طهران، التي وصفها مراقبون بأنها نادرة، جاءت بعد المباحثات الهاتفية التي اجراها رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري، في ديسمبر/ كانون الاول الماضي، مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، والتي بحث فيها الجانبان، سبل رفع مستوى التعاون الدفاعي بين القوات المسلحة في ايران والسعودية.
-اتخذت ايران والسعودية، منذ فترة، خطوات على طريق التعاون العسكري بينهما، حيث أجرت السعودية مناورات عسكرية مشتركة مع دول عدة، من بينها إيران، في بحر العرب في تشرين الأول/ اكتوبر الماضي،بعد استئناف البلدين علاقاتهما في آذار/ مارس 2023، إثر اتفاق رعته الصين، بعد قطيعة دبلوماسية استمرت 7 سنوات،وهو اتفاق راى فيه المراقبون خطوة مهمة نحو تعزيز السلام والأمن الاقليميين، لما للبلدين من تاثير ونفوذ كبيرين في الاقليم.
-وكدلالة بارزة على وجود ارادة جادة في البلدين لطي صفحة الماضي، أعلن قائد البحرية الإيرانية الأدميرال شهرام إيراني، إن السعودية طلبت تنظيم مناورات مشتركة في البحر الأحمر، من دون تحديد موعد تلك المناورات.الامر الذي سيحرم القوى الاجنبية الدخيلة عن المنطقة، من تصطاد في الماء العكر، الذي اوجدته، لضرب اي تقارب بين البلدين، ولتعقيد اتخاذ اي خطوة ايجابية يمكن ان تصب في مصلحة امن واستقرار دول المنطقة وشعوبها.
-يبدو ان رياح العلاقات الايرانية السعودية لا تجري كما تشتهي سفن الثنائي الامريكي الاسرائيلي، الذ كانا يُمنّي النفس بتشكيل "ناتو عربي اسرائيلي" ، لمواجهة ايران، الا انه لم يدر بخلد هذا الثنائي، ان سقوم رئيس اركان القوات المسلحة السعودية بزيارة لايران ويلتقي بنظيره الايراني، ويبحث معه تطوير وتنمية العلاقات الدفاعية، وتعزيز التعاون الثنائي بين ايران والسعودية، الامر الذي شكل ضربة قوية لمخططات الثنائي الامريكي الاسرائيلي، لزرع الفتن واصطناع الصراعات في المنطقة، وخاصة بين البلدين الجارين والمسلمين ايران والسعودية.
-ومن الدلائل الايجابية الاخرى على تحول العلاقة بين طهران والرياض، تزامن زيارة الفريق أول ركن الرويلي الى ايران، مع الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الايراني مسعود بزشكيان و بين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، حيث اكد ولى العهد السعودي في هذا الاتصال الهاتفي، على ان العلاقات الايرانية السعودية تشهد نقطة تحول تاريخية، وجدد دعوته للرئيس بزشكيان لزيارة السعودية، فيما اكد الرئيس الايراني على رغبة طهران في تعميق العلاقات بين البلدين وتطوريها في كافة المجالات.
-يرى الخبراء، ان العلاقات الايجابية بين إيران والسعودية سيكون لها تأثير كبير على المنطقة بأكملها، كما كان للصراع بينهما تأثير كبير، باعتبارهما قوتين إقليميتين رئيسيتين، يمكنهما توجيه المعادلات الإقليمية في اتجاه يضمن مصالح الدول الإسلامية. ويمكننا حاليا تلمس اثار الموجة الايجابية التي اثارتها العلاقات بين إيران والسعودية، في المنطقة، فبالاضافة الى ان العلاقات بين دول الخليج الفارسي وبين ايران، اتجهت إلى مزيد من الاستقرار، وراينا كيف خابت مساعي امريكا، في تشكيل جبهة بين الدول العربية والكيان الاسرائيلي، ضد محور المقاومة وخاصة ايران، في ظل العدوان الاسرائيلي الامريكي المتواصل على غزة ولبنان. لذلك لم يأت توقيت زيارة المسؤول العسكري السعودي الكبير الى ايران، وفق التوقيت الامريكي الاسرائيلي، كما لم تندرج اهدافها في خانة اهدف امريكا و الكيان الاسرائيلي.