وأعلنت "اليونيفيل" في بيانٍ أنّ مقرها العام في الناقورة رقم 1-31 تعرّض، صباح اليوم، للمرة الثانية خلال 48 ساعة لانفجاراتٍ عدّة، الأمر الذي أدّى إلى إصابة جنديين من قوات حفظ السلام بعد وقوع انفجارين بالقرب من برج مراقبة، وتم نقل أحد الجرحى إلى مستشفى في صور، بينما يتلقى الثاني العلاج في الناقورة.
وأضاف البيان أنّ "عدة جدران انهارت في أحد مواقعنا قرب الخط الأزرق في اللبونة عندما تحركت جرافة إسرائيلية في اتجاه محيط الموقع وقصفت دبابات إسرائيلية قرب موقع الأمم المتحدة".
وتابع بيان "اليونيفيل": "ظل جنودنا في الموقع في اللبونة وتمّ إرسال قوّة رد سريع تابعة لنا لمساعدة الموقع وتعزيزه بعدما استهدفته الآلية الإسرائيلية".
كما أكّد البيان أنّ هذه الحوادث تضع قوات "حفظ السلام" التابعة للأمم المتحدة في خطرٍ شديد للغاية، مشيرةً إلى أنّ "ما حدث يمثّل تطوراً خطيراً ونؤكد ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام مبانيها في جميع الأوقات".
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتداءاتها المتكررة على مقار قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل"، التابعة للأمم المتحدة في جنوبي لبنان، الأمر الذي أدّى إلى إصابة 4 جنود لـ "اليونيفيل" خلال 24 ساعة، ما أثار موجه تنديد أوروبية بالاعتداءات الإسرائيلية.
وفي هذا الصدد أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الجمعة، أنّ الاعتداء الإسرائيلي على قوات "اليونيفيل" جرم مستنكر من قبل لبنان.
وشدد على "أننا متمسكون بحقنا وأرضنا، وأكدنا مراراً في المحافل الدولية تمسّك لبنان بالقرار 1701"، مشيراً إلى أنه تقدم بطلب إلى مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار بوقف إطلاق النار.
كما شدد على ضرورة وقف إطلاق النار، وأنه على الجيش اللبناني إثبات دوره في تعزيز الأمن على الحدود الجنوبية.
ودعا "كل المسؤولين والقوى الوطنية لأن نتحمّل معاً مسؤولية الصمود والإنقاذ وحماية مجتمعنا وبلدنا".
وذكر ميقاني أنه يوجد نحو 595 مدرسة تستقبل النازحين في مختلف المناطق اللبنانية، مشيراً إلى أنّه يتم العمل على تهيئة مزيد من مراكز الإيواء.
وأضاف أنه لم يصل إلى لبنان أي مساعدة نقدية، وستكون هناك شفافية كاملة بشأن آلية تلقي المساعدات وتوزيعها.
بدورها، دانت وزارة الخارجية اللبنانية الاستهداف الممنهج والمتعمد الذي يقوم به "الجيش" الإسرائيلي لقوات "اليونيفيل". وقالت إنّ هذه الهجمات المتكررة ضد قوات "حفظ السلام" تؤكد مرة أخرى استباحة "إسرائيل" للشرعية الدولية.
في هذا الإطار، قالت الخارجية اللبنانية إنه "لا يمكن فصل هذه الاستهدافات عن المحاولات الإسرائيلية المتكررة والمتواصلة لتقويض مهمة اليونيفيل"، وأنه لا يمكن فصل ذلك أيضاً عن عرقلة عملية التجديد السنوية لولاية "اليونيفيل"، وإلغاء التفويض الدولي الممنوح لها.
وطالبت الوزارة مجلس الأمن والمجتمع الدولي والدول المساهمة في مهمة "اليونيفيل" بالدعوة إلى فتح تحقيق بالموضوع، وإلى اتخاذ موقف حازم وصارم من هذه الاعتداءات.
كما رأت أن عدم ردع "إسرائيل" وعدم وضع حدّ لانتهاكاتها سيسمح لها بالتمادي في هجماتها على "اليونيفيل"، وسيبعث برسالة خاطئة ستكون لها تبعات خطيرة على مهمات الأمم المتحدة لـ"حفظ السلام" حول العالم.
وبدورها أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، الجمعة، أنها استدعت سفير إسرائيل في باريس بعد هجوم جديد للجيش الإسرائيلي على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، علما أن فرنسا مشارك رئيسي فيها.
وقالت الخارجية في بيان إن "هذه الهجمات تشكل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي وينبغي أن تتوقف فورا"، مضيفة "على السلطات الإسرائيلية ان تقدم تفسيرا. بناء عليه، استدعت فرنسا اليوم سفير إسرائيل في فرنسا إلى وزارة أوروبا والشؤون الخارجية".
وزارة الخارجية الروسية أعربت عن "غضبها من القصف الإسرائيلي لليونيفيل في لبنان"، وطالبت بالكف عن الأعمال العدائية تجاههم.
من جهتها، أعربت وزارة خارجية الصين عن قلقها وإدانتها للهجمات الإسرائيلية على "اليونيفيل" في جنوب لبنان.
كما رأت وزارة خارجية النرويج أنّ تعرض "اليونيفيل" لإطلاق النار من قبل القوات الإسرائيلية هو "أمر خطير للغاية".
بدوره، دعا رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز المجتمع الدولي إلى وقف بيع الأسلحة لـ"إسرائيل"، ودان الهجمات التي تنفذها القوات الإسرائيلية على بعثة الأمم المتحدة في لبنان.
بدوره، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإطلاق النار على موقع قوات "اليونيفيل"، وأشار إلى أنه "أوضحنا لإسرائيل أنه لا يمكن التسامح مع هذا الحادث"، مشيراً إلى أن الاعتداء يشكل انتهاكاً للقانون الدولي.