خصوصاً بعد عشر أعوام من التوترات والصراعات في المنطقة وانتشار الحركات الإرهابية، اضافة الى الخلافات والقطيعة بين بعض الدول في المنطقة والاصطفافات المحورية، ومواضيع حساسة أخرى ترتبط بالاقتصاد والاستثمار المتبادل بغرض تنشيط العلاقات البينية بين هذه الدول التي شابت علاقتها في السابق الكثير من التوتر والخلافات حول قضايا سياسية وأمنية واقتصادية ويعدّ هذا المؤتمر مكملاً للمؤتمر السابق بين العراق ومصر والأردن الذي يراه البعض محاولة غربية يُدفع إليها العراق عبر الكاظمي الذي يسوّق نفسه عراباً للحل والتوازنات في إقليم ملتهب يستعد لمزيد من الصراعات والمواجهات.
وفي مقابلة خاصة لوكالة
إسلام تايمز في بغداد، أشار الخبير الاستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي الى أن تنسيق المواقف بين العراق من جهة وبين دول المنطقة من جهة أخرى سيؤسس الى توازنٍ جديد.
واعتبر الشريفي أن تسوية الازمة والخلاف بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والسعودية سيشكل خط شروع لتحقيق توافق إقليمي.
وهنا نص المقابلة كاملة:
إسلام تايمز: هل يريد العراق العودة الى دوره الإقليمي كلاعبٍ أساسي وفعال في المنطقة؟
أحمد الشريفي: في الحقيقة، إن تنسيق المواقف بين العراق من جهة وبين دول المنطقة من جهة اخرى سيؤسس الى توازن جديد. هذا التوازن يحقق استقراراً ليس استقراراً اقليمياً فحسب، انما استقراراً دولياً، على اعتبار تسوية الكثير من الملفات التي لا تتعلق في الأزمات الإقليمية بقدر ما هي تقاطعات في الرؤى والتوجهات والمتبنيات لدول كبرى كالصين وروسيا من جهة، واميركا وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى.
اذاً هناك دور أساسي إقليمي سيؤسس لإقليمية دولية جديدة سيحقق الامن الاقليمي في نفس الوقت، وسيشكل ضمانة للأمن والسلم الدوليين. وهذه هي المرتكزات الاساسية التي على أساسها تكتسب المنظمات الدولية الشرعية الدولية، بوصفها جزءاً لا يتجزأ من تهدئة الاوضاع وإسكات الصراعات وتقاطع المصالح، وتحقق المصلحة العليا التي تمهد الى السلم والأمن الدوليين. فاذاً العراق وباقي دول المنطقة سيؤسسون الى حالة توافق ايجابية جداً.
إسلام تايمز: هل يستطيع هذا المؤتمر تذويب الخلافات وتقريب وجهات النظر بين الدول خصوصا بين السعودية وايران ومصر وتركيا؟
أحمد الشريفي: هذا المؤتمر لن يذهب فقط الى تذويب الخلافات، بل سيحقق قاعدة مشتركة تقترب فيها وجهات النظر والمصالح وتتشكل كتلة اقليمية قائمة على تبادل الادوار اقتصادياً وأمنياً وعسكرياً، وسيؤدي هذا التكامل تلقائياً الى تحقيق الأمن الإقليمي بالتعاون المشترك، وهذا التعاون المشترك بحد ذاته ضمانة لعدم اندلاع أزمات اقليمية.
إسلام تايمز: ما هو السبب الاساسي في عدم دعوة سوريا رسمياً الى المؤتمر واعتذار العراق من القيادة السورية؟
أحمد الشريفي: فيما يتعلق في سوريا لا زالت تشكل بشكل أو بآخر مسار تقاطع في وجهات النظر لمستقبل سوريا وطبيعة وشكل النظام السياسي فيها لعدم وجود على اقل تقدير توافق محلي واقليمي، فضلاً عن التوافق الدولي لذلك سيصار الى إشراك سوريا في المرحلة القادمة بعد انجاز قضية التسوية لمستقبل سوريا السياسي، لاسيما وان سوريا كموقع جغرافي مهم وحيوي في ما يتعلق بالإطلالة على حوض بحر المتوسط وجعلها جسراً يقرب بين التوازانات الدولية بين كل من روسيا بوصفها حليفاً استراتيجياً، وبين الولايات المتحدة التي لديها المصالح فيما يتعلق بالاطلالة البحرية على حوض المتوسط، والتكامل مع منظمة غاز شرق المتوسط التي تديرها. فاذاً سوريا حاضرة ولكن هناك نقطة خلاف على مستقبل سوريا فقط.
إسلام تايمز: هل سنشهد مؤتمرات مشابهة بالمنطقة لتبريد الأجواء وحل المشاكل التي تعاني منها خصوصاً، وان المنطقة فيها تطورات واحداث وملفات كبيرة مثل اليمن وتونس وأحداثها وغيرها؟
أحمد الشريفي: المنطقة في الحقيقة تعاني من مشاكل كثيرة، ولكن في تقديري أن تسوية الازمة والخلاف بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والسعودية سيشكل خط شروع لتحقيق توافق إقليمي، هذا التوافق ليس فقط لحل الازمات والمشاكل، بل سينقل المنطقة الى معادلة جديدة تكون فيها المنطقة جزءاً من المصالح الدولية. ومعنى ذلك تدفق الاستثمار والتعامل في مجال الطاقة بشقيها الغاز والبترول، فإيران دولة فاعلة ومنتجة ومصدرة للغاز والبترول، والسعودية كذلك فالتقارب والتوافق فيما بينهما سيؤسس الى منطقة آمنة مستقرة ومزدهرة. علماً ان هنالك مسإلة يجب أن نشير اليها، ان التفاوض سيكون هو العنصر الاساسي الذي على أساسه تنتزع المصالح وتحدد المسارات وتبنى مرتكزات جديدة لمنطقة الشرق الأوسط، عبر التسوية الايرانيةـ السعودية الى منطقة رخاء واستقرار.
والمعطيات تشي الى أن هناك توافق قريب جداً لحل الازمات العالقة بشكل كلي بينهما، وهذه تشكل إحدى البشائر لرفع المعاناة عن الجمهورية الاسلامية شعباً ودولة، وكذلك عن منظومة التحالفات، بمعنى أن أزمة لبنان في القريب العاجل ستحل، وتعود لبنان الى دولة من دول الاستقرار والازدهار، وكذلك بالنسية الى العراق وسوريا .
ونحن أمام تسوية إيجابية جداً حضرت فيها الدبلوماسية العقلانية والواعية لإيران التي تشكل محركاً هاماً لجميع المسارات. وغداً سنشهد خط شروع لبداية علاقات دولية جديدة في منطقة الشرق الأوسط، تشكل منعطفاً هاماً في تاريخ المنطقة.
فهل سيتمكن العراق من خلال المؤتمر إلى تعزيز علاقاته مع دول الجوار وتحسين الأوضاع الإقتصادية التي تعصف بالبلاد إضافة إلى ملف الإرهابيين وفقدان الأمن والأمان؟