وعليه، فإن السؤال الآن الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان ميقاتي لديه القدرة على تشكيل حكومة وما إذا كانت الأجواء الداخلية اللبنانية ستسمح لميقاتي بالاستمرار في الحكومة. وحول مسألة تكليف رئيس للوزراء في لبنان ومآلات الأزمة السياسية في لبنان أجرى موقع "الوقت" حواراً مع الخبير في شؤون غرب آسيا مجيد قنادباشي.
نجيب ميقاتي يتمتع بخبرة جيدة في السياسة اللبنانية
وحول انتخاب "نجيب ميقاتي" رئيساً مكلفا لتشكيل الحكومة، يرى قنادباشي أن تشكيل حكومة جديدة في لبنان ضرورة ملحة وأساسية للدولة اللبنانية، ولا شك أن جميع التيارات السياسية متفقة على ان مفتاح تجاوز الأزمة السياسية في بيروت سيكون من خلال هذه الانتخاب الجديد. قد يكون انتخاب رئيس وزراء جديد خطوة إيجابية في حل الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في هذا البلد.
بعد الجمود السياسي خلال الأشهر القليلة الماضية، يمكن اعتبار تكليف رئيس لتشكيل الحكومة خطوة إيجابية وصحيحة. اذ يمكن لنجيب ميقاتي، بالنظر إلى تجاربه السابقة في السياسة والاقتصاد، اتخاذ الإجراءات المناسبة في هذا المسار. إن أهم ضرورة لرئيس الوزراء المكلف هو اختيار أعضاء الحكومة بما ينساب الأوضاع.
هناك إجماع نسبي على تشكيل حكومة جديدة
وردا على سؤال حول مدى حظوظ نجيب ميقاتي في تشكيل حكومة جديدة، قال الخبير في شؤون غرب آسيا: في الوضع الراهن، تتمتع معظم التيارات السياسية بمرونة كبيرة في مناقشة تشكيل الحكومة، ولكن هناك بعض التيارات تابعة لجهات أجنبية، مثل السعودية، ليسوا قلقين بشأن المستقبل السياسي للبلاد ويضعون مصالحهم الحزبية على جدول الأعمال.
وعليه فإن القضية المهمة في الوضع الراهن هي أنه بالنظر إلى أن جميع التيارات السياسية باتت تعتقد أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو تشكيل حكومة جديدة، على الأقل في الوقت الراهن يبدو أنه ستكون هناك معارضة لا بأس بها لتشكيل حكومة جديدة. ورغم كل المؤامرات والعقبات المرتقبة، يبدو أن نجيب ميقاتي سينجح في تشكيل الحكومة.
الخروج من أزمة عدم وجود حكومة قد يكون النتيجة الأهم لرئيس الوزراء نجيب ميقاتي
وبشأن احتمال تكرار التجارب التاريخية الماضية في فشل رؤساء الوزراء المكلفين، قال: بداية، يجب الانتباه الى ان إلى أن ميقاتي ليس سياسياً عديم الخبرة بالتطورات في لبنان. فهو يدرك المشاكل والعقبات الموجودة في لبنان، وقد قبل مسؤولية رئيس الوزراء في ضوء هذه القضايا.
كما تجدر الإشارة إلى أن لبنان يمر بمرحلة انتقالية وتسود فيه ظروف خاصة. في الوضع الراهن، لا يمكن التكهن بدقة بهذا الموضوع، لكن المهم أن لبنان لن يدخل مرحلة عدم وجود حكومة من أجل الحفاظ على الأقل على النظام السياسي في هذا البلد. عدم وجود حكومة في غرب آسيا وشمال أفريقيا خسارة كبيرة لا يمكن تعويضها ويجب التعامل معها على محمل الجد.
سعد الحريري يسعى للحفاظ على نفسه في مركز السلطة
وفي تقييمه لتصريحات سعد الحريري الذي اعلن سابقاً أنه لن يشارك في أي حكومة، لكنه الآن يدعم نجيب ميقاتي، يرى أنه يجب النظر في قضيتين بشأن مواقفه. الأولى، أظهر سعد الحريري عبر السنوات الماضية أنه ليس لديه اي إرادة مستقلة، وأن الجهات الخارجية هي التي تديره في اتخاذ قراراته. أي أنه يتحرك ويمارس السياسة بضوء أخضر خارجي.
الثانية، يرجح الحريري الاحتفاظ بمنصبه كرئيس لتيار المستقبل والحفاظ على نفوذه السياسي على المستوى السيادي العام على أي مصالح وطنية كبرى. فالحريري لم يتخذ ابدا القرارات في ردود فعله على أساس المصلحة والإرادة العامة. وهو الآن يسعى وراء احتمالية المصالح الاقتصادية وكذلك الحفاظ على مكانته السياسية الخاصة من خلال دعم ميقاتي.