وكانت عدة مدن تونسية شهدت أواخر يناير/كانون الثاني احتجاجات شعبية بسبب سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية وقد ضاعفت من هذه الأزمات تداعيات جائحة فيروس كورونا التي تضرب العالم.
وقال العلوي في حوار مع موقع "
إسلام تايمز"، عن رؤيته لاستئناف الاحتجاجات الشعبية في تونس وإمكانية حرفها عن مسارها الصحيح، "إن الاحتجاجات تعبر عن مطالب شعبية عادلة وتنسجم مع القانون والدستور، وقد رفعت مطالب مشروعة أعترف بها رئيس الدولة ورئيس الحكومة نفسه، وقد حدثت بعض التجاوزات من طرف عدد قليل من المحتجين بسبب الاستخدام العنيف والمفرط للقوة ضد المحتجين وهو عبرت عنه العديد من المنظمات الحقوقية التونسية والدولية".
وأبدى تخوفه من حدوث تدخل أجنبي في الأوضاع الداخلية في تونس، وقال "لكن هذا لا يخفي التخوفات في تونس من خطر التدخل الأجنبي في الأوضاع الداخلية، ومنها خاصة ما يشير إلى تورط دويلة الإمارات والنظام السعودي في تأجيج الأوضاع، والدفع بالتجربة الديمقراطية الناشئة في تونس نحو الفشل".
وعن إمكانية حدوث صراعات داخلية في تونس وتدخل السعودية والإمارات في تلك الاضطرابات، قال الأكاديمي التونسي "طبيعي أن تكون الدولة في تونس مهددة من طرف قوى إقليمية ودولية خاصة وأن الأهداف التي قامت عليها الثورة تمثل تهديداً للمصالح الأجنبية، ورفضا لسياسات التبعية والإلحاق والاستعمار الجديد كما انتصارها لسرادة الدولة واستقلال القرار الوطني دون ارتهان لأي إملاءات أجنبية".
وأضاف "والانتصار لحق الشعوب في الحرية ورفض ومقاومة الظلم والفساد، ومساندة قضايا التحرر في العالم وأولها القضية الفلسطينية، كل ذلك يمثل تهديداً غير مسبوق لقوى الاستكبار، لذلك سعت أطرافاً عدة امبريالية وصهيونية إلى التدخل أصالة ومباشرة، أو عبر وكالائها في المنطقة (السعودية والإمارات وتركيا وقطر)، أو عبر أدواتها الوظيفية المتمثلة في الجماعات الإرهابية والتكفيرية ".