برلماني تونسي لـ"إسلام تايمز": الحكام المطبعين مع إسرائيل لن يجنوا إلا غضب شعوبهم

وقال النائب زهير مخلوف في حوار مع مراسلة موقع "إسلام تايمز"، إن "تعتقد بعض الأنظمة أن اقتصادها هشّ ولا يمكن أن يصمد أمام الأنواء العالمية المهيمنة وخاصة العنجهية الأمريكية كما يعتقدون أن بقاءهم في كراسيهم هو رهين إثبات الطاعة والولاء للإدارة الأمريكية التي هي بمثابة الأم الراعية للكيان الصهيوني و الداعمة له والضامنة لبقائه".

وأشار النائب التونسي إلى أن التطبيع الذي أقامه بعض حكام البلدان الخانعين الموالين لن يجني لشعوب هذه البلدان إلا التخلف والتأخر والدمار كما أن الحكام لن يجنوا من وراء ذلك إلا غضب شعوبهم وغضب جيرانهم الممانعين والمقاومين وسينخرطون بذلك في لعبة المحاور.

وفيما يلي نص الحوار:

إسلام تايمز: بأي ثمن باهظ اصطفت بعض الأنظمة العربية لبيع المبادئ الإسلامية والقومية والوطنية للأعداء؟

النائب زهير مخلوف: تعتقد بعض الأنظمة أن اقتصادها هشّ ولا يمكن أن يصمد أمام الأنواء العالمية المهيمنة وخاصة العنجهية الأمريكية كما يعتقدون أن بقاءهم في كراسيهم هو رهين إثبات الطاعة والولاء للإدارة الأمريكية التي هي بمثابة الأم الراعية للكيان الصهيوني و الداعمة له والضامنة لبقائه ،وهم بذلك  وخوفا على كراسيهم وتململ شعوبهم فقد انجرّوا وانحازوا لفكرة نيل الدعم الخارجي من خلال إرضاء الأمريكان الذين يشترطون عليهم دائما التطبيع كعربون ولاء وثقة بهم وضمانا لبقائهم في سدّة الحكم، و لأنهم خونة ومرتهنون ولا يملكون مشروعية انتخابية أو شعبية أو نضالية أو تاريخية فقد ساروا قدما في مسار التطبيع اللعين الذي لن ترضاه شعوبهم.

إسلام تايمز: هل يمكن وصف تطبيع العلاقات بأنه عودة مباشرة للاستعمار إلى الدول المطبعة؟
النائب زهير مخلوف: إن التطبيع الذي أقامه بعض حكام البلدان الخانعين الموالين لن يجني لشعوب هذه البلدان إلا التخلف والتأخر والدمار كما أن الحكام لن يجنوا من وراء ذلك إلا غضب شعوبهم وغضب جيرانهم الممانعين والمقاومين وسينخرطون بذلك في لعبة المحاور والاصطفافات التي قد تذهب باستقرارهم و استقرار دولهم و استقرار ثبات موقفهم السيادي على أراضيهم وقراراتهم الوطنية المستقلة وهو ما يُعدّ بداية تخلّ مفضوح عن السيادة الوطنية و الاستقلال الحقيقي.

إسلام تايمز: كيف ترى مستقبل الدول المطبعة خاصة منها في شمال أفريقيا؟
النائب زهير مخلوف: باستثناء المغرب التي طبعت رسمياً فإن بقية البلدان لن تطبع مع هذا الكيان الغاصب مهما كانت الإكراهات والإغراءات و التهديدات، فالشعوب بالمرصاد والانتخابات قد تطيح بكل المطبعين، ورغم أن المغرب قد خطى خطوات في هذا الاتجاه، إلا أن هذه الخطوات ستلقى أبراجاً ومنصات وحواجز ومضادات جماهيرية وشعبية ومدنية قد تعرقل أي تقدّم لها في اتجاه التطبيع الكامل الذي سيبقى من وجهة نظري تطبيع سياسي فحسب.