1
الخميس 24 كانون الأول 2020 ساعة 21:56

حسن لإسلام تايمز: الرد على اغتيال سليماني آتٍ لامحال، وسيكون مدوياً

زهراء أحمد
حسن لإسلام تايمز: الرد على اغتيال سليماني آتٍ لامحال، وسيكون مدوياً
وفي مقابلة خاصة لموقع اسلام تايمز تحدث عن مكانة القائد سليماني في صياغة الأمن القومي الإيراني، ووجود حركات المقاومة في المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى تشابك العلاقات الأمنية – العسكرية مع العلاقات السياسية في المنطقة شكلت الأسباب التي وقفت وراء لعب دور سياسي من قبله.

اسلام تايمز: ماهو دور الشهيد القائد سليماني في الحرب على الإرهاب في المحور العراقي السوري وماهي استراتيجيته في التعامل مع هذا الملف الأمني المهم؟

علاء حسن: بدايةً يجب الحديث عن تنبؤ الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني حول الإرهاب التي كانت إرهاصاته بدأت تظهر قبل سنوات عديدة من بداية الحرب السورية، وكان لديه ولدى الجمهورية الاسلامية تقدير واضح عن تطور مجريات الأمور، ويمكننا القول أن ما حصل لم يكن مفاجئاً بالنسبة له. 

أما عن دوره في الحرب، فلقد كان له الدور المركزي في الحرب على الإرهاب في كل من سوريا والعراق وكان محور المقاومة بكامله على تنسيق تام معه في كل خطواته وتحركاته وعملياته، بمختلف الجهات والدول التي شاركت في الحرب على الإرهاب في سوريا والعراق. 

كانت استراتيجية الحاج قاسم تتمحور حول نقطتين جوهريتين، الأولى محاصرة الإرهاب في قواعده، وأماكن تواجده تمهيداً للقضاء عليه، وذلك منطلق من نظرة استراتيجية تقول أن الإرهاب المذكور يتوسع، وليس له حدود خصوصاً مع وجود بيئات مؤاتية للفكر التكفيري وللفكر المعادي للمنظومة القائمة في كل دول المنطقة. 

والنقطة الجوهرية الثانية، كانت تتمثل في أن مواجهة الإرهاب يجب أن يتم من خلال أبناء الدولة والمناطق التي يتواجد فيها الإرهاب، من أجل خلق بيئة مقاومة ودرع متين، يمنع إعادة نهوض الإرهاب من جديد. وهذه الفكرة بالمناسبة هي عكس وجهة النظر الأمريكية التي تعتمد على الاحتلال وعلى الإعتماد على قوات مرتزقة، وقد رأينا فشل التجربة الأمريكية في حروبها الأخيرة في المنطقة ونجاح التجربة المقاومة في النقطة المقابلة. 

اسلام تايمز: برأيك كيف استطاع القائد قاسم سليماني التنبؤ لما سيحصل؟ 

علاء حسن: بطبيعة الحال وراء الحاج قاسم دولة كبيرة متعددة الأجهزة والمؤسسات، فيها الأجهزة الأمنية والإستخبارية وفيها مراكز الدراسات والأبحاث، التي ترصد السياق السياسي والأمني في المنطقة وكل نقطة تحول تحصل. لكن هناك ميزة أخرى، وهي شبكة العلاقات التي بناها الحاج قاسم بجهده ومن خلال تحركاته المكوكية، ولقاءاته الدائمة مع مختلف الجهات المتعاونة والصديقة وهذا ما سمح له بتكوين صورة واضحة.

فالحاج سليماني منذ بدايات عمله العسكري حيث تسلم قيادة لواء وهو بعمر الثانية والعشرين، لم يكن من الأشخاص المحبين للمكاتب، فكان دائم الحركة والتجوال، يجري اللقاءات والجولات الميدانية ويتطلع عن كثب على مجريات الأمور. 

اسلام تايمز: الى جانب العمل العسكري للقائد سليماني كان هناك دور سياسي كبير في أكثر الملفات في المنطقة ما هي ملامح هذا الدور؟

علاء حسن: بدون شك إن مكانة الحاج قاسم سليماني في صياغة الأمن القومي الإيراني من جهة ووجود حركات المقاومة في المنطقة، ومن جهة أخرى تشابك العلاقات الأمنية – العسكرية مع العلاقات السياسية في المنطقة شكلت الأسباب التي وقفت وراء لعب دور سياسي من قبل الحاج قاسم. وقد برز هذا الدور بعد احتلال أفغانستان من قبل الولايات المتحدة وبعدها العراق، حيث كان للشهيد سليماني أدواراً كبيرة في صناعة القرارات الاستراتيجية في المنطقة. 

اسلام تايمز: استهداف الولايات المتحدة الأمريكية للشهيد القائد هل كان هدفه انتقاماً من العمليات التي قادها ضد محور الشر الأمريكي أم أنه هدف استراتيجي مهم بما يمثله من مكانه في المحور المقاوم؟

علاء حسن: وجود الحاج القاسم على لائحة الاغتيال هو أمر طبيعي نظراً لمحورية الدور الذي كان يؤديه على مختلف الأصعدة والمستويات، وبالتالي ليس غريباً أن يبادر الأمريكي إلى الانتقام منه، للضربات الكبيرة التي تلقاها منه في المنطقة.

لكن هناك جانب آخر مرتبط بالأهداف الاستراتيجية الأمريكية فهي من جهة كانت بحاجة إلى نصر معين وإلى تسليف الدول العربية المنهوبة من قبلها انجازاً يساعدها على استمرار المطالبة بالأموال التي تنهبها من هذه الدول. ومن جهة ثانية، شعرت الولايات المتحدة أن استمرار وجود الحاج قاسم على رأس قوة القدس ومتابعته الحثيثة لمحور المقاومة، سيوصل هذا المحور إلى نقطة لا يمكن بعدها التعامل معه بمنطق القوة وبالتالي يصبح خروج الولايات المتحدة من المنطقة مسألة وقت، لذلك تجاوزت الحصانة السياسية التي كانت مانعة لاغتياله وقامت بهذا العمل الاجرامي الذي شكل ضربة حقيقية لمحور المقاومة. 

اسلام تايمز: يبدو أن الجمهورية الاسلامية تسعى للانتقام من قتلة القائد سليماني في ظل حديث أية الله السيد علي الخامنئي بمناسبة ذكراه الأولى عن ”اي فرصة متاحة“ للرد.. كيف برأيك سيترجم هذا الرد؟

علاء حسن: استمرار نهج القائد سليماني هو أحد أوجه الرد، فهذا النهج لم يبن على أفراد بل على فكر وعقيدة، وبالتالي من أهم عوامل إفشال أهداف الإغتيال هو الاستمرار بهذا النهج وبقوة وهذا ما تقوم به الجمهورية الاسلامية ومحور المقاومة كله. 

لكن هذا الرد لا يعفي من توجيه صفعة للأمريكيين تكون رادعة لهم ، وتظهر قوة الجمهورية الاسلامية ومكانة الحاج قاسم. بالتالي الانتقام آت لا محال، لكن برأيي لا يمكن لأحد التنبؤ بشكل وتوقيت هذا الانتقام لاسيما أن تعقيدات الظروف الاقليمية والدولية، تمنع من التكهن بشكل الانتقام. لكن ما هو مؤكد أن الانتقام سيأتي وسيكون مدوياً وأن الإيراني ذو النفس الطويل ليس مستعجلاً لقطف إنجاز لا يكون بحجم اغتيال القائد الشهيد قاسم سليماني.
رقم : 906018
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
طوفان الأقصى حرر العقول
22 تشرين الثاني 2024
إخترنا لکم