الراشد بين إن الشهيد سليماني كان يتميز بخصال متعددة ولها أبرزها هو "التواضع الجم والشديد في تقبيل رؤوس المرابطين في الصفوف الأمامية في ساحات القتال دون أن ينتظر البروتكولات الرسمية ليؤدي الجميع له التحية كقائد عسكري، ولم يراه أحد أن يهتم بالأنواط والنياشين التي يتفاخر بها جميع القادة العسكريين في العادة خاصة".
وقال في مقابلة موسعة مع موقع "
إسلام تايمز" بمناسبة قرب حلول الذكرى السنوية لاغتيال الشهداء القادة (الجنرال سليماني والقائد أبو مهدي المهندس "أما الميزة الآخرى التي كان يتفرّد بها الشهيد الحاج قاسم هو أنه كان صادقاً ومخلصاً، ولم يكن من ذوي الطموح لكي يصل من خلال إنجازاته لمنصب أو للحصول على شيء من المغانم والمكاسب الشخصية. فلم يهتم بالرتب العسكرية وإغراءات الموقع بقدر ما كان فكره وروحه وكل كيانه يعمل في خدمة المبادىء والقيم الحقة التي آمن بها".
وبشأن علاقة القوى السياسية البحرينية بالشهيد سليماني، أوضح قائلاً "معظم قوى المعارضة السياسية في البحرين تعرف الحاج قاسم سليماني كأحد الشخصيات المهمة والمؤثرة في الجهاد والمقاومة، وقد إقتربت منه اكثر عندما أعلن وصرح عن مواقفه الإيجابية الداعمة للثورة الشعبية في البحرين".
ولفت القائد في المعارضة البحرينية إلى أن "الشهيد سليماني ترك أثراً عميقاً في نفوس جميع عشاق الحرية والشرف والكرامة في العالم، وأصبحت بفضل دمائه الزكية قيمة وفكر وثقافة المقاومة عابرة للقارات وأصبح فارساً ونجماً متلألئاً لجميع عشاق الحرية والشرف والكرامة في كل بقاع الأرض".
وإلى نص المقابلة
السؤال الأول: ما مدى معرفة البحرينيين بالحاج قاسم سليماني؟ وكيف كانت علاقتهم به قبل استشهاده؟
معظم قوى المعارضة السياسية في البحرين تعرف الحاج قاسم سليماني كأحد الشخصيات المهمة والمؤثرة في الجهاد والمقاومة، وقد إقتربت منه اكثر عندما أعلن وصرح عن مواقفه الإيجابية الداعمة للثورة الشعبية في البحرين. أما شعب البحرين فله إرتباط خاص بالثورة الإسلامية في ايران وله تقدير وإحترام لسماحة السيد قائد الِثورة الإسلامية وللقادة الميدانيين الذين يقودون معركة الشرف والكرامة ميادين العزة. ولن ينسى شعب البحرين الموقف التاريخي للحاج الشهيد قاسم سليماني عندما أطلق موقفه الواضح والحاسم للدفاع عن آية الله الشيخ عيسى قاسم وتحذيره للنظام الخليفي بعدم المساس به عندما فرضوا الحصار والإقامة الجبرية عليه في منزله. ونجزم بأن لموقفه الأثر الحاسم لعدم الإعتداء بأي شكل على سماحته.
أما بعد شهادة الحاج قاسم الدامية على إثر الجريمة النكراء البشعة التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية فإن حادثة إستشهاده شكل صدمة عنيفة لدى شعب البحرين الذي خرج بصورة عفوية للتنديد بجريمة الإغتيال وإستنكارها وذلك مباشرة بعد تأكيد خبر إستشهاد الحاج قاسم. وكانت ردة فعل عفوية عبر فيها شعب البحرين عن موقفه الحاسم والواضح تجاه عملية الإغتيال.
كما أصدرت معظم قوى المعارضة السياسية في البحرين بيانات خاصة حول حادثة جريمة قتل الحاج قاسم وأعلنت دعمها الكامل لخيارات الرد التي سوف تتخذها الجمهورية بقيادة سماحة الإمام الخامنئي ”حفظه الله تعالى“.
السؤال الثاني: ماذا كان رد فعل الشعب البحريني على اغتيال الحاج سليماني في ظل القيود التي فرضها آل خليفة بهذا البلد؟ هل لديك أي ذكريات عن هذا؟
كلمة حق يجب أن تقال في صدد الحديث عن ردود الأفعال الشعبية التي حدثت بعد حادثة قتل الشهيد الحاج قاسم، بأن شعب البحرين ودون أن ينتظر كثيراً ومنذ اللحظات الباكرة لفجر يوم ٣ يناير/كانون٢ خرج بصورة عفوية بعد صلاة الفجر في مسيرات منددة بالجريمة كأول ردة فعل تم تسجيلها عملياً على حادثة إغتيال الشهيد. ففي الوقت الذي كان الجميع تحت الصدمة والبحث عن مصادر تلو المصادر لتأكيد الخبر كان أهل البحرين يجوبون الشوارع في مسيرات وتجمعات عفوية إستنكرت الجريمة وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف عمليات الإغتيال السياسي وإحترام مبادىء السيادة في دول العالم، وقد خرجت هذه المسيرات رغم الظروف الأمنية الشديدة التي يعيشها شعب البحرين حيث تفرض سلطات القمع الخليفية القبضة الحديدية على الأوضاع وإجراءات قمعية للتجمعات والمسيرات.
السؤال الثالث: ما هو أثر المدرسة الفكرية للحاج سليماني بعد استشهاده في أوساط البحرين؟
لقد ترك الشهيد الحاج قاسم أثراً عميقاً في نفوس جميع عشاق الحرية والشرف والكرامة في العالم، وأصبحت بفضل دمائه الزكية قيمة وفكر وثقافة المقاومة عابرة للقارات وأصبح فارساً ونجماً متلألئاً لجميع عشاق الحرية والشرف والكرامة في كل بقاع الأرض.
ونستطيع أن نجزم بأن شهادته الحمراء الدامية أحدثت تحولاً تاريخياً مهماً على مستوى جميع الشعوب التي تعاني من الظلم والإضطهاد والإستعمار، وبدأت ثقافة المقاومة تحتل مواقع الصدارة في فكر الأحرار والشرفاء في العالم.
السؤال الرابع: ما هو سر تأثير الحاج قاسم سليماني على القلوب على الرغم من أنه قضى جل حياته خلف السواتر وفي ساحات المواجهة؟
لم يكن الشهيد الحاج قاسم مجرد عسكري عادي نال شرف الشهادة في خنادق المواجهة الساخنة، أو مجرد منظر وصاحب نظريات في المقاومة والجهاد والنضال للدفاع عن الشرف والحرية والإستقلال وإنما كان قائداً وملهماً ترجم في حياته معاني العطاء في سوح المجابهة بصورة عملية وتفرّد في تميزه بالحضور الميداني الواسع، وبصدقه وإخلاصه في جميع المعارك التي خاضه من أجل الدفاع عن القيم والثورة الإسلامية.
رغم أنه ضابط كبير وله رتبته العسكرية لكن أدهشني بعد شهادته أنهم بحثوا في كل مكان ليجدوا له صورة خارج السواتر في المكاتب أو ما يظهر برستيج المنصب لكنهم لم يجدوا له صورة واحدة لذلك، وكل ما شاهدوه هو صوره وهو يجول بين المقاتلين في ساحات المواجهة وهو يقود ميدانياً عمليات الدفاع عن الشرف والكرامة.
السؤال الخامس: ما الذي ميّز الحاج سليماني في مسيرته عن الآخرين؟
الذي ميّز الشهيد الحاج قاسم في مسيرته عن الآخرين هو إنه كان ترابياً متواضعاً بكل ما تعنيه الكلمة فهو ينحني بتواضع جم وشديد لتقبيل رؤوس المرابطين في الصفوف الأمامية في ساحات القتال دون أن ينتظر البروتكولات الرسمية ليؤدي الجميع له التحية كقائد عسكري، ولم يراه أحد أن يهتم بالأنواط والنياشين التي يتفاخر بها جميع القادة العسكريين في العادة خاصة اولئك التي تحققت على أيديهم بعض الإنتصارات الساحقة في جبهات القتال. ويأخذهم بريقها حتى نهاية حياتهم حتى ولو أنهم لم ينجزوا إلا إنتصاراً واحداً. أما الشهيد الحاج قاسم فقد قضى جل حياته في جبهات القتال ولأكثر من 40 عاماً وفي أكثر من موقع وجبهة مواجهة دون أن يغادرها إلا ليحط رحاله في موقع شرف آخر يقود فيه المجاهدين والمقاتلين للدفاع عن الكرامة والأوطان.
أما الميزة الآخرى التي كان يتفرّد بها الشهيد الحاج قاسم هو أنه كان صادقاً ومخلصاً، ولم يكن من ذوي الطموح لكي يصل من خلال إنجازاته لمنصب أو للحصول على شيء من المغانم والمكاسب الشخصية. فلم يهتم بالرتب العسكرية وإغراءات الموقع بقدر ما كان فكره وروحه وكل كيانه يعمل في خدمة المبادىء والقيم الحقة التي آمن بها.
وكانت الشهادة هي طموحه وتطلعه الكبير، ولم يكن أي شيء آخر. كان ينتهز كل فرصة تجمعه في أي محفل مع الآخرين إلاً ويطلب منها الدعاء له بالتوفيق لنيل وسام الشهادة. وكان يبكي كثيراً عندما يفقد أخاً وزميلاً شهيداً في معركة من المعاركة ليس عاطفة تجاه شهيد أو رحيل صديق أو رفيق درب وإنما جزء من حرار بكائه أنه كان يطمع بالشهاد ولم ينالها.
هكذا تمّيز بأخلاقيات رهيبة في حياته رمزها البذل والعطاء في سبيل الله والرغبة في لقائه وكان الله تعالى قد رزقه هذه الشهادة كما كان يتمنى بعد 40 عاماً من التفاني والإخلاص.
السؤال السادس: ما أثر فكرة المقاومة على الثورة البحرينية؟
لقد كرّست شهادة الحاج قاسم فكر المقاومة ليس في البحرين وإنما في جميع شعوب العالم الطامحة للحرية والإستقلال والتي تعاني من الظلم والإضطهاد والإستعمار. واصبح رمزاً ومشعلاً يستضىء به جميع الأحرار والشرفاء في العالم.