وقال في مقابلة خاصة لموقع اسلام تايمز ان قادة العدو كانوا يعتقدون أن لبنان مستعد للتنازل بسبب الأزمة الإقتصادية الخانقة التي يمر بها، ففوجئ العدو بثبات الوفد المفاوض وحجته القانونية.
وهنا نص المقابلة:
اسلام تایمز : ما هي أهم نقاط الخلاف في مفاوضات الترسيم مع العدو الصهيوني؟
الياس فرحات: تجري المفاوضات وفقاً لإتفاق الإطار الذي أعلنه الرئيس بري، والذي عقد بين لبنان والعدو الإسرائيلي والولايات المتحدة والأمم المتحدة، والذي يضع مرجعية للمفاوضات وهي القانون الدولي لاسيما قانون البحار .
وتقدم الوفد اللبناني بمقاربته وفقاً للقانون، وهي أن نقطة الأساس التي تعتمد لرسم حدود المنطقة الإقتصادية الخالصة ،هي ملامسة نقطة الحدود البرية لمياه البحر، وعدم أخذ تأثير ”صخرة تخليت “ وهي على بعد ١٨٠٠ متراً جنوب الحدود الدولية و٦٠٠ متراً في البحر. عندها يمر خط الترسيم في منتصف حقل كاريش الإسرائيلي .
العدو الإسرائيلي يريد أن يعتمد ما سمي ”بخط هوف“ نسبة الى الوسيط الأميركي فريدريك هوف وهو يقتطع من المسطح المائي اللبناني لصالح العدو من دون أي سند قانوني .
اسلام تايمز: هل العدو الصهيوني جاد فعلاً في إنجاح مفاوضات الترسيم، أم انه يريد ان يجعلها مدخلاً لفتح حوار مباشر مع الدولة خصوصاً بعد دعوة وزير الطاقة الصهيوني الرئيس ميشال عون للقاء مباشرة في دولة أوروبية لحل نقاط الخلاف؟
الياس فرحات: يتضح من تصريحات قادة العدو أنهم كانوا يعتقدون أن لبنان مستعد للتنازل بسبب الأزمة الإقتصادية الخانقة التي يمر بها، ففوجئ العدو بثبات الوفد المفاوض وحجته القانونية وفوجئ معهم الوسيط الاميركي الذي انتقل الى مفاوضة رئيس الجمهورية علهم يحصلون على تنازلات منه، إلا أن الرئيس عون أكد للوفد الاميركي دعمه لمواقف الوفد المفاوض.
اسلام تايمز: لماذا برأيك أجلت الولايات المتحدة جلسة المفاوضات الأخيرة، وهل هناك تغير في توجه الأمريكيين في قضية الترسيم؟
الياس فرحات: يبدو أن الولايات المتحدة تريد فرض ضغوط سياسية واقتصادية وعقوبات على لبنان، ومسؤولين لبنانيين من أجل دفع لبنان الى تليين موقفه والاستجابة لطرح الولايات المتحدة. ولا يبدو أن هناك إذعاناً لبنانياً، بل إن رئيس الجمهورية يصر على حق لبنان المكرس في القوانين الدولية ولا نية لتنازل لبنان أبداً.
اسلام تايمز: هل يسعى العدو الصهيوني للحصول على مكاسب أمنية خصوصاً في صراعه مع لبنان مقابل إبداء مرونة في التفاوضات؟
الياس فرحات: حاول العدو الإسرائيلي استغلال المفاوضات غير المباشرة من أجل تحقيق مكاسب سياسية وأمنية، وذلك بفرض مظاهر تطبيع ولقاءات مباشرة بين الوفدين ومحاولة بحث تدابير أمنية أو تعاون بيئي. فكان الوفد اللبناني يقظاً، اذ أفشل جميع محاولات استغلال المفاوضات وحرفها عن موضوعها الأساسي، أي ترسيم الحدود نحو قضايا أخرى.