وقال الشريف وهو رئيس جمعية عشاق تونس الثقافية، ورئيس اتحاد العالم الإسلامي للتصوف في حديث لموقع "
إسلام تايمز": "نفوذ الكيان الصهيوني في الدول الأفريقية حقيقة مؤلمة وبعض الدول حققت نسب نمو بسبب مساعدة العدو الصهيوني لهذه الدول اقتصادياً والتركيز خاصة على الفلاحة ومعلوم أن آخر ضربة سددها وكانت مؤلمة وقاسية هي التطبيع مع السودان والتركيز على الجانب الفلاحي لتوفر عدد كبير من الفلاحيين في السودان. وهذا العدد الكبير يعني قرابة 140 مليون كيلو متر مربع سوف يمكن العدو الصهيوني من تأمين أمنه الغذائي وأيضاً السيطرة على الجانب من الأمن الغذائي العالمي".
واضاف الشريف: "ان العدو الصهيوني وعبر نفوذه في الدول الأفريقية له أهداف كثيرة من بينها خنق مصر ومحاصرتها الذي هو يدعم سد النهضة في اثيوبيا والآن يخنقها من جهة السودان وقد يقول قائل أن مصر ربما بعد اتفاقية كامب ديفيد تغير موقفها، نقول إن العدو الصهيوني يعلم جيداً أن الشعب المصري وجيشه عدو له وأن الدولة المصرية ليس لها مكان غير الأمة العربية الإسلامية وموضعها وموقعها مهم جداً وذلك هو دورها التاريخي والمستقبلي".
الصهاينة يدعمون الإرهاب في أفريقيا
وبين الشريف إلى أن العدو الصهيوني وعبر نفوذه في الدول الأفريقية يقوم بدعم الجماعات الإرهابية في مال أو الصومال.
وقال: "لذلك تقييمي أن هناك خطر كبير في هذا النفوذ للعدو الصهيوني وأن دول المغرب العربي لم تتجه إلى أفريقيا بالشكل المناسب حتى الصين في منافستها لإسرائيل، ولكن العدو الصهيوني لديه وجود قوي وهو من المؤكد يدعم المجموعات الإرهابية سواء في أفريقيا الوسطى أو في مالي أو الصومال الأيادي الصهيونية ظاهرة وواضحة هنالك".
التطبيع خطأ استراتيجي
وفيما يتعلق بقيام بعض الدول الخليجية في التطبيع مع إسرائيل، قال الناشط والمفكر التونسي: إن مثل هكذا قرارات وخطوات خطأ استراتيجي".
وأکد:"بالنسبة إلى بعض الدول العربية التي قامت بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، هذا الأمر خطأ استراتيجي كبير وفخ وقعت فيه هذه الدول ونتمنى أن تصحو من ذلك وتتصرف بشكل أكثر عقلانية".
وعن موقف تونس، قال الشريف: "بالنسبة لتونس سياستها داعمة لفلسطين والشعب التونسي محب للدولة الفلسطينية وشعبها وكذلك منظماتها العريقة خصوصاً الاتحاد العام التونسي للشغل والموقف الرئاسي واضح من ذلك، وقال الرئيس قيس سعيد ذات مرة:(أن التطبيع خيانة) وهذا الموقف الذي نراه من تونس صحيح أن ليس هناك ردات من تونس على تلك الدول المطبعة باعتبار أن تلك القرارات شأن داخلي لتلك الدول، لكن الموقف التونسي موقف ايجابي وجيد".
العلاقات مع سورية يجب أن تعود
بالنسبة لعودة العلاقات مع سوريا، قال الدكتور مازن الشريف: "هناك حسابات وضغوطات تمنع ذلك نحن مع إعادة العلاقات مع سوريا، وقد سافرت شخصياً إلى دمشق عام 2018 ضمن وفد علمائي والتقيت الرئيس السوري بشار الأسد وحاضرنا هناك، واعتقد أنه يجب أن تعود هذه تلك العلاقات، ولكن هذا يحتاج لفترة من الزمن لتعافي تونس وأخذها بزمام قرارها في بعض المسائل التي ورطت فيها مثل شبكات التسفير التي تمثل نقطة سوداء غامضة بالنسبة للجانب الرسمي".
وعند سؤاله عن وجود عامل جيواستراتيجي أقنع النظام الصهيوني بالتسلل بين الدول الأفريقية، أجاب الشريف: "هناك خطة قوية جدا ينفذونها وهم نجحوا في ذلك إلى حد الآن".
وفي ختام المقابلة وسؤاله عن تقييمه لاستراتيجية المقاومة في الشرق الأوسط وإمكانية تكرار هذه التجربة لمنع الصهاينة من النفوذ في الدول الأفريقية، قال رئيس اتحاد العالم الإسلامي للتصوف: "بالنسبة المقاومة في الشرق الأوسط لديها استراتيجيات واضحة إلى هذه اللحظة وبالنسبة للوضع الافريقي الوضع مختلف، ليست الدول الأفريقية لديها قدرات العسكرية ولا يمكن أن نفكر بطريقة إقامة مجموعات مسلحة وهذا الأمر معقد وله خصوصياته، وأرى أن الدول الافريقية نفسها التي تقف بعيداً عن التطبيع مثل المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر يمكن أن يكون هناك دور تعديل يمكن أن يخلص الدول الأفريقية من العدو الصهيوني، لأن الأخير ساهم في تطوير بعض الدول؛ لكنه هو نظام متآمر سوف يدمر تلك الدول بعد دعمها".