وقال عباس بو صفوان في حوار موسع مع موقع "
إسلام تايمز"، إلى أن "السعودية في الطريق إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، لكنها تفضل أن تقوده من الخلف، فالإمارات والسعودية هما في المقدمة الآن، والسعودية تشجع في الواقع كل الدول العربية وغيرها على التطبيع، لأن هذا سوف يسهل لها العبور بإخراج العلاقات السرية مع إسرائيل إلى العلاقات العلنية".
وأشار إلى أن "هذا التطبيع يعكس أيضاً إنفصال الحكومات الخليجية عن القطاعات الشعبية ومن ناحية أخرى يعكس مدى التردي في التنسيق العربي والخليجي فقد دمرت السعودية والإمارات مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية".
التطبيع موجة ضد إيران
وبشأن سؤاله عن تحليله لقرار حكومة البحرين بتطبيع العلاقات مع النظام الصهيوني وتداعياته، أوضح بوصفوان إن "هذا التطبيع الآن جرى موجه ضد إيران وهذا الكلام قالته السلطات البحرينية بشكل واضح، وبالتالي من دون شك هذا الأمر يزرع ويزيد موجة التوتر في منطقة الخليج الملتهبة أصلاً، المنطقة في الأساس تعيش الحرائق والآن هذا عنصر إضافي للمشاكل".
وبين إنه "يجب أن لا ننسى أن كيان الاحتلال كان يشعر بأنه محاصر من حزب الله اللبناني وقوى المقاومة على الحدود مع فلسطين المحتلة، الآن الإسرائيليون قدموا إلى الخليج بالتالي ينبئ عن معركة محتدمة مع الأسف الشديد تكون البحرين والإمارات ساحة لهذه المعركة وبالتالي سيكون الضرر كبير على الأمن الإقليمي في المنطقة".
وتابع المعارض البحريني "كما أود أن أشير أن ما جرى في 15 سبتمبر الماضي في البيت الأبيض، البحرين لم توقع معاهدة سلام وإنما وقعت إتفاق نوايا والآن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) الذي زار البحرين في نهاية سبتمبر الماضي، يعمل على وضع بنود الاتفاقية بين البحرين وكيان الاحتلال".
التطبيع يراد من خدمة ترامب
وعن الهدف من هذا التطبيع، أوضح قائلاً "هذا الاتفاق يراد منه خدمة ترامب (الرئيس الأمريكي) وهناك قلق إماراتي سعودي بحريني من وصول جو بايدن إلى السلطة، وصول بايدن قد يستتبعه عودة أمريكا إلى الإتفاق النووي الإيراني، وهذا يذكرنا بدعوة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بأن تتقاسم كل من الرياض وطهران النفوذ في المنطقة، وهذا الأمر يزعج السعوديين، فوصول بايدين يقلق السعوديين، وبايدن سيعمل على إعادة إحياء الاتفاق النووي، كما سيعمل على علاج المشكلة الخليجية بين السعودية من ناحية وقطر من ناحية أخرى، وسيضغط بايدن على السعوديين والإماراتيين كي يعيدوا العلاقات إلى مجراها مع قطر، وهو أمر مزعج".
فوز بايدن يزعج السعوديين والإماراتيين
وتابع وهو يشير إلى مخاوف بعض الدول الخليجية من فوز بايدن في الانتخابات الأمريكية التي ستجرى في مطلع نوفمبر المقبل إن "بايدن سيضع حدوداً للعنف الذي ستسخدمه السلطات البحرينية ربما ضد المعارضة، ونعرف إن الإدارة الأمريكية دائماً ما تكون مساندة للطرف الخليفي (آل خليفة)؛ لكن ترامب أعطى الضوء الأخضر مفتوح كي تقوم المنامة كل ما تقوم به من العنف ضد المعارضين، وبايدن قد يقيد هذا العنف الرسمي".
ولفت المعارض البحريني عباس بو صفوان إن "الشيء الأخير، هو أن في البحرين هناك حركة سياسية ومدنية عريقة وهناك إصالة في الموقف من قبل الشعب البحريني وهناك قدرة على التنظيم، وبالتالي هذا مكن من بروز صوت عالي ضد التطبيع، لأن هناك حركة نضالية أصيلة وعميقة الجذور وعريقة من عشرات السنين، وهذه لديها القدرة على دعوة الشارع أن يعبر عن رأيه في رفض التطبيع، في البحرين والإمارات القمع شديد لكن الحركة السياسية في البحرين أكثر متانة وقوة من الإمارات وبالتالي تستطيع أن تعبر عن رأيها، ولو كانت الأجواء والأوضاع طبيعية لكنا قد شاهدنا عشرات آلالاف تتظاهر في المنامة، لكن هذا مع الأسف الشديد غير موجود الآن بسبب القبضة الحديدية ضد الناس".