0
الجمعة 9 تشرين الأول 2020 ساعة 17:03
عمر معربوني:

هذه الحملات تندرج ضمن الإستهداف المستمر لفريق المقاومة

هذه الحملات تندرج ضمن الإستهداف المستمر لفريق المقاومة
وأشار في حديث خاص لوكالة اسلام تايمز ان المفاوضات ستمكّن لبنان من توفير أجواء يمكن وصفها بتثبيت هدنة ما، ستشجع الشركات على البدء بعمليات الحفر أقله في المساحات خارج النزاع موضوع المفاوضات خصوصاً أن الحقول تحتوي أكثر من بئر في الحقل الواحد، وهو ما يمكن ان ينعكس على لبنان إيجاباً في الأبعاد الاقتصادية.

وهنا نص المقابلة كاملاً

إسلام تايمز: مع اعلان الرئيس نبيه بري التوصل الى التفاهم على إعلان إطار للتفاوض حول ترسيم الحدود يحضر هذا الملف بقوة على طاولة النقاش والتقييم والذي يهدف مرة للإيحاء بأن المفاوضات ستكون تخلياً عن خيار المقاومة أو اعترافاً بكيان الاحتلال أو انخراطاً في التطبيع ما رايك؟

عمر معربوني: كل ما حصل حتى اللحظة هو اعلان عن الوصول الى إطار عام لإتفاق ببدء مفاوضات غير مباشرة قد تطول او تقصر لترسيم الحدود البحرية والبرية لأراضي لبنان وفلسطين المحتلة من قبل الكيان الصهيوني ، وهو إعلان جاء بعد عشر سنوات من التواصل والإجتماعات بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية تولاها الرئيس بري بشكل أساسي، وقد جاء الإعلان عن اطار الإتفاق في ظروف سياسية محلية وإقليمية معقدة ، وكان طبيعياً برأيي أن يتم العمل على الإستثمار في البعدين السياسي والإعلامي من قبل خصوم الرئيس بري والمقاومة ، على الرغم من موافقة كل القوى السياسية اللبنانية على بدء مفاوضات غير مباشرة بوساطة أميركية وبرعاية الأمم المتحدة، وهو أمر حصل بين لبنان كدولة والكيان الصهيوني اكثر من مرّة منذ العام 1949 حين تمّ توقيع إتفاق الهدنة بين لبنان والكيان الصهيوني .

أما بخصوص الحملات الإعلامية التي تستهدف الإعلان عن اتفاق الإطار وتشويه مضامينه فهي حملات تندرج ضمن الإستهداف المستمر لفريق المقاومة بسبب الإنقسام الحاصل منذ سنوات طويلة .

إسلام تايمز: كخبير عسكري واستراتيجي ما هي الزاوية الإستراتيجية لأهمية مباشرة التفاوض؟

عمر معربوني: في الواقع يمثل الذهاب الى مفاوضات غير مباشرة مطلباً لبنانياً لارتباط الأمر ببعد سيادي لبناني، يمكن في نهاية المفاوضات أن يحقق للبنان مسألتين :

1- المسألة الأولى ترتبط بتحديد نهائي لخطي الحدود البرية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة .

2-مباشرة لبنان بتلزيم عمليات الحفر والإستخراج في الحقول التي تعتبر الآن موضع نزاع أوجده أساساً الجانب الصهيوني، عندما تم ترسيم الحدود البحرية بين قبرص وكيان العدو، وساهمت فيه حكومة السنيورة حيث وقعت في خطيئة متعمدة باعتماد النقطة رقم "1" لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص التي تُفقد لبنان 860 كلم مربع وهو ما نتج عنه ما يسمّى لاحقاً " خط هوف ".

ومن المفيد هنا أن نذكر أن لبنان استطاع فرض شرط أساسي وهو الإنطلاق في عملية الترسيم من النقطة "23" البحرية وتلازم الترسيم بين الحدود البرية والبحرية اعتماداً على "40" نقطة برية من رأس الناقورة حتى قرية الغجر .

وهذا يعني البدء من جديد ببحث الترسيم وليس انطلاقاً ممّا هو قائم ويسميه الكيان "ادعاءات لبنان".

إسلام تايمز: هل ستطرح كل من أمريكا وإسرائيل شروطاً عديدة خلال جلسات التفاوض، كسلاح حزب الله، والصواريخ الدقيقة، ونطاق عمل قوات الطوارئ الدولية؟

عمر معربوني: من ضمن الشروط التي تمّ التوصل اليها لبدء المفاوضات غير المباشرة عدم طرح أية قضايا أخرى كالتطبيع وسلاح الحزب، واقتصار المفاوضات غير المباشرة على نقاش القضايا التقنية التي سيتولاها من الفريق اللبناني مجموعة من الضباط والتقنيين برئاسة العميد الركن الطيار بسام ياسين وضمن آليات سبق اعتمادها وهي على شكلين :

1- إما نصب خيمة نصفها في الأراضي اللبنانية يجلس على طاولتها الفريق اللبناني، ونصفها الآخر في الأراضي الفلسطينية ويجلس على طاولتها الفريق الصهيوني ويجلس الوسيط الأميركي والراعي الأممي على خط الحدود .

2- أو وجود الفريق اللبناني في غرفة في الأراضي اللبنانية والفريق الصهيوني في غرفة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يتنقل بينهما الفريق الأممي لنقل اراء ووجهات نظر الفريقين وهو على الأرجح ما سيتم اعتماده .

تبدو الأمور في الشكل تافهة بنظر البعض لكنها في المضمون تعبير عن عدم اعتراف لبناني بكيان العدو، وعدم الخروج عن أطر الإتفاقيات السابقة التي حصلت سواء ترسيم الحدود البرية التي قادها حينها من الجانب اللبناني العميد أمين حطيط بعد اندحار القوات الصهيونية من معظم الجنوب اللبناني وبقائها في مزارع شبعا وقرية الغجر .

وهنا قد يسأل البعض عمّا اذا انسحب الجيش الصهيوني من الأراضي المحتلة لإحراج الحزب والدولة اللبنانية والضغط لنزع سلاح الحزب يمكن الإجابة ببساطة ان السلاح مرتبط ب "استراتيجيات دفاعية" هي شأن لبناني داخلي، يتم الإتفاق من خلالها على كيفية التعاطي مع السلاح ، علماً ان هذا السلاح بات جزءاً من محور إقليمي في مواجهة الهيمنة الأميركية والعدو الصهيوني والإرهاب، وأي بحث الآن هو تجاوز للوقائع والمنجزات بما يرتبط بالتحولات الكبرى على مستوى الإقليم التي كان الحزب فريقاً اساسياً في صناعتها .

إسلام تايمز: هل هناك انعكاسات إيجابية (للمفاوضات) في الوقت الراهن على اقتصاد لبنان أم أن العملية ستطول؟

عمر معربوني: في المباشر ستمكّن عملية البدء بمفاوضات غير مباشرة لبنان من توفير أجواء يمكن وصفها بتثبيت هدنة ما، ستشجع الشركات على البدء بعمليات الحفر أقله في المساحات خارج "النزاع" موضوع المفاوضات خصوصاً أن الحقول تحتوي أكثر من بئر في الحقل الواحد، وهو ما يمكن ان ينعكس على لبنان إيجاباً في الأبعاد الاقتصادية المختلفة، ولكنه انعكاس يبقى برأيي جزئياً اذا لم تعتمد الدولة اللبنانية خيارات متنوعة في العلاقات الاقتصادية، وسيُبقي لبنان داخل المربع الحالي ولن يؤدي الى أي تطور اقتصادي نوعي .

مع الإشارة الى ان الذهاب الى مفاوضات غير مباشرة في ظل الضغوط الأميركية الهائلة يمثل مناورة سياسية ذكية ومرنة، من قبل لبنان للتخفيف من حدّة الضغوط اقله في الوقت الحالي .
رقم : 891117
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
طوفان الأقصى حرر العقول
22 تشرين الثاني 2024
إخترنا لکم