وقال عبد الستار في مقابلة خاصة مع موقع "
إسلام تايمز"، فيما يتعلق بتعاون بعض الدول العربية مع إسرائيل، "لا شك إقدام بعض الدول العربية على التحالف مع العدو الاسرائيلي كان له أهداف واضحة ومعروفة ولم تعد خافية على أحد، وهذه الفكرة ربما بدأت مع زيارة جورج دبليو بوش الابن إلى المملكة العربية السعودية في عام 2004 وإنه هو الذي بدأ بالتبشير بهذه المرحلة وإن هذا الأمر هو مطلب أسياسي للولايات المتحدة أن يكون هناك اتفاقاً مع العدو الاسرائيلي".
وأضاف "لذلك ربما كان الهدف الثاني هو محاصرة إيران وجعلها هي العدوة بدلاً من إسرائيل، لذلك رأينا أن هذا السيناريو المتواصل منذ هذه الزيارة التي قام بها بوش الأبن إلى السعودية رأينا بعد ذلك الكثير من الأحداث الكبيرة التي كانت من المفترض أن تؤدي إلى هذا المسار مبكراً، لكن هذه الخطوات لم تنجح باعتبار أن المقاومة في لبنان أفشلت عملية استغلال اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبعد ذلك حرب 2006 وبعدها ما حدث ما يسمى بالربيع العربي".
ونبه المحلل السياسي اللبناني إلى أن "كل هذه المحطات كانت محطات مفصلية لأخذ هذه الدول العربية إلى التحالف مع إسرائيل، بعد أن فشلت هذه الخطط التي رُسمت استيعن بما هو موجود ومتعارف عليها أن عملية السلام التي بدأت تأخذ بعض الدول العربية التي إقامة هذه الاتفاقيات مع العدو الاسرائيلي، والواضح أنهم يريدون إدخال إسرائيل إلى عمق المنطقة في الخليج لكي تكون على تماس مباشرة مع الإيرانيين".
وتابع إلى أن "الخطوات التي قامت بها بعض الدول العربية فجر الخلاف الكبير في المنطقة وربما ستكون الساحة اللبنانية احد أهم المحطات والساحات التي سينفجر فيها هذا الصراع بشكل كبير؛ لأن الموضوع اللبناني غير مفصول عن هذا الصراع الذي بدأته الولايات المتحدة والسعودية في الدخول الى الواقع اللبناني من خلال الأزمة الواقعة، والآن مع استقلال رئيس الحكومة اللبنانية مصطفى أديب ربما سيفتح الباب واسعاً أمام هذا النوع من المواجهات ما بين حلفين أسياسيين في المنطقة، حلف المقاومة الذي تدعمه إيران بشكل واضح، وحلف الاستسلام والجنوح مع العدو الاسرائيلي والذي تقوده المملكة العربية السعودية من خلف الستار".
واعتبر فيصل عبد الستار إلى أن دولاً مثل الامارات والبحرين باتت في الواجهة وربما هناك بعض الدول التي ستسير على خطى الإمارات والبحرين، والسودان هي المرشح التالي الذين يقيمون علاقات مع العدو الاسرائيلي.
وأشار إلى أن "الأمور مفتوحة على أكثر من احتمال وطبعاً نحن بانتظار ما ستؤي إليه المواجهة المفتوحة بين إيران والولايات المتحدة، وما ستفضي اليه الانتخابات الأمريكية في الأسابيع القليلة المقبلة، ربما الآن من الصعوبة التكهن كيف سيكون المشهد السياسي بالمنطقة، إلى أن تتضح حقيقة النتائج في الانتخابات الأمريكية".
وأكد على أن "المواجهة مفتوحة في أكثر من ساحة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق ربما ستكون عسكري وسياسي ولن يكون هناك تراجع من محور المقاومة، وهذا المناخ العربي الاسرائيلي لن يكون مقبولاً ومهمته الأسياسية إنهاء المقاومة".
وفيما يتعلق بمصير القضية الفلسطينية في ظل التحالف العربي مع إسرائيلي، قال "لابد من الإشارة إلى أن ما يجري فضلاً عن محاصرة المقاومة وإيران بل أيضاً يريد أن ينفذ مندرجات صفقة القرن، بمنعى أنه يريد شطب والقضاء على القضية الفلسطينية من الذاكرة والوجدان، ويهدف أيضاً إلى توطين الفلسطينيين الذين هم خارج فلسطين، كما أنه سيقزم القضية الفلسطينية إلى أن تصبح قضية لا تعني إلا جزءاً من الفلسطيين في الداخل المحتل، وصفقة القرن هي أحد أهم الأهدف التي تسعى إليها الولايات المتحدة عبر اتفاقيات السلام مع بعض الدول العربية والبقية تأتي".
وعن خطورة هذه المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية في القضاء على المقاومة وثقافتها في نفوف الشعوب الأمم بالمنطقة، بين فيصل عبد الستار "في تقديري أن هذا الأمر لن يتحقق بأي شكل من الأشكال له القدرة الإنجاح على مثل هذه الخطة، لكن يكون في وسع الولايات المتحدة أن تنجح مثل هذه الخطة، كما أن العدو الاسرائيلي لن يكون بمقدروه القضاء على المقاومة او محاصرتها، وخصوصاً في الموضوع اللبناني، لأن المقاومة اللبنانية أقوى بكثير بما يظنه البعض وأقوى من كل هذه المؤامرات، وما يدبر ليس بالأمر السهل، هناك خطورة في إيقاع لبنان بالفتن لمحاصرة المقاومة في الداخل".