معن بشور لـ"اسلام تايمز": لا يمكن للحكومات المطبعة مع إسرائيل شطب حق العودة وتهويد القدس
وبين الرئيس المؤسس للمنتدى القومي للعربي معن بشور في حوار مفصل مع مراسلة موقع إسلام تايمز: إن "الكيان قائم منذ تأسيسه على ارتكاب المجازر والجرائم بحق الشعب الفلسطيني وكل أبناء أمتنا العربية والإسلامية، وهو يعتمد في سياسته هذه سياسة المستوطنين الأوروبيين في أمريكا".
وأضاف المفكر والاعلامي اللبناني بشور: إن "صور الفظائع لا تنتهي، لكن من أكبر الفظائع هو أن احداً لم يحاسب مرتكبيها، وان كل دعاوى حقوق الانسان التي يتشدق بها المسؤولون في واشنطن وعواصم الغرب قد تبخرت إزاء جريمة بحجم جرائم العصر الكبرى".
وفي معرض حديثه عن بنود صفقة القرن، قال: "بالتأكيد ان أحد أهم أهداف "صفقة العار " المعروفة "بصفقة القرن " هو شطب حق العودة لأن هذا الحق، كما القدس، هو جوهر القضية الفلسطينية، وشطب حق العودة ليس هدف صفقة القرن فحسب، بل أنه أيضاً هدف كل المشاريع والأحلاف والاتفاقات المماثلة".
وتابع: "إلا أن "حق العودة" هو حق مقدس لدى الشعب الفلسطيني وكافة أبناء الأمة، بل هو حق مقدس عند المقاومة التي يتعاظم دورها وتأثيرها يوماً بعد يوم وتتحول الى رقم صعب في المعادلة الإقليمية والدولية".
وفيما يلي نص الحوار
السؤال الأول: هل لك ان تكشف لنا عن فظائع جرت في صبرا وشاتيلا أثناء المجزرة؟
ج : فظائع الصهاينة في مجزرة صبرا وشاتيلا في 16/9/1982 هي أكثر من ان يتسع لها جواب في مقابلة، بل تتطلب كتاباً كاملاً أو حتى مجلداً كاملاً، وهذا ما فعلته المؤرخة القديرة الدكتور بيان نويهض الحوت في كتاب خصصته للمجزرة.
ما بالنسبة لي فرغم وجودي في بيروت أثناء المجزرة، لكن لم يتح لي فرصة معاينة نتائجها مباشرة، بل تولى الامر أخوة لي في جهاز الدفاع المدني فيما بات يعرف بجمعية شبيبة الهدى الذين كانوا أول الواصلين الى المخيم بعد المجزرة، وأول من ساهم في كشفها للأعلام الأجنبي، وأول من نقل جثث الشهداء الى المدافن، وقد أخذت شهادتهم مكانة خاصة في كتاب الدكتورة بيان الحوت.
يروي لي رئيس الجمعية الآن الأخ مأمون مكحل، والذي كان رئيساً لجهاز الدفاع المدني يومها، أن زميله زياد برجاوي نقل شهيداً من أحد أزقة المخيم وقد جرى اقتلاع رأسه عن جسده، وانه قد شاهد مع رفاقه لدى دخول المخيم سيدة حامل أخرج الجنين من بطنها بسكين، وأن عشرات الشهداء قد وضع تحت أجسادهم قنابل جاهزة للأنفجار وقد عمل الجيش اللبناني يومها على تفكيكها، كما رأوا عشرات الجثث المنتفخة التي عملوا على نقلها بجرافات، ناهيك عن قتل المجرمين للقطط والكلاب وللخيول التي تستخدم في عربات نقل الكاز كشكل من أشكال التسلية مساءً بعد أن يفرغوا من قتل البشر نهاراً.
صور الفظائع لا تنتهي، لكن من أكبر الفظائع هو أن احداً لم يحاسب مرتكبيها، وان كل دعاوى حقوق الانسان التي يتشدق بها المسؤولون في واشنطن وعواصم الغرب قد تبخرت إزاء جريمة بحجم جرائم العصر الكبرى.
السؤال الثاني: هل تتوقع أن يقدم الكيان الصهيوني على تكرار مجازر صبرا وشاتيلا، عقب هرولة بعض أنظمة الخليج العربية نحو التطبيع مع إسرائيل ؟
ج - هذا الكيان قائم منذ تأسيسه على ارتكاب
المجازر والجرائم بحق الشعب الفلسطيني وكل أبناء أمتنا العربية والإسلامية. وهو يعتمد في سياسته هذه سياسة المستوطنين الأوروبيين في أمريكا بحق الهنود الحمر، حيث كانوا يرتكبون أفظع المجازر بحقهم بعد كل اتفاق لوقف إطلاق النار بينهم.
وعودة الى التاريخ القريب، تؤكد ان العصابات الصهيونية ارتكبت مجازر عدة بعد اتفاقات "السلام" المزعومة مع بعض الحكومات العربية، فبعد كمب ديفيد عام 1978 أرتكب الصهاينة مجازر عدة بحق الفلسطينيين واللبنانيين، وصولاً الى مجزرة صبرا وشاتيلا ذاتها... وبعد اتفاقي أوسلو ووادي عربة ارتكب الصهاينة مجازر عدة في فلسطين ولبنان أبرزها دون شك مجزرة الخليل ومجزرة قانا الأولى والثانية وغيرها..
لذلك اعتقد ان الكيان الصهيوني لن يتراجع عن فعله الإجرامي، بل على العكس سيستخدم هذه الاتفاقات للامعان في جرائمه لا سيّما ضد الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني والشعب السوري الرافض لهذه الاتفاقات.
السؤال الثالث: حق العودة يتراجع أمام صفقة القرن ، هل نتوقع تحركا شعبيا لمواجهة محاولات شطب حق العودة ؟
ج- بالتأكيد ان أحد أهم أهداف "صفقة العار " المعروفة "بصفقة القرن " هو شطب حق العودة لأن هذا الحق، كما القدس، هو جوهر القضية الفلسطينية، وشطب حق العودة ليس هدف صفقة القرن فحسب، بل أنه أيضاً هدف كل المشاريع والأحلاف والاتفاقات المماثلة.
إلا أن " حق العودة " هو حق مقدس لدى الشعب الفلسطيني وكافة أبناء الأمة، بل هو حق مقدس عند المقاومة التي يتعاظم دورها وتأثيرها يوماً بعد يوم وتتحول الى رقم صعب في المعادلة الإقليمية والدولية.
وأنا بالتأكيد من أنصار الرؤية التي ترى ان أعداء الحق الفلسطيني هم في حال تقدم تكتيكي في بعض المواقع ولكنهم في تراجع استراتيجي في المحصلة العامة، فيما محور المقاومة هو في تقدم استراتيجي ولو أضطر الى تراجعات تكتيكية هنا وهنالك، وهذه الرؤية تبناها المؤتمر القومي العربي في دورته الأخيرة في ضوء التقرير السياسي الهام الذي قدمه الأمين العام السابق الدكتور زياد حافظ، والذي رأى أيضاً ان متغيرات كبرى تقع سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي وهي ليست لصالح أعداء الأمة وعلى رأسهم الكيان الصهيوني.
وما اتفاقات التطبيع مع بعض الحكومات العربية إلا محاولة لإخفاء هذه الحقائق الساطعة ، لكنها لن تغيّر من طبيعة المشهد شيئاَ وان النظام الأمريكي بعاني من خلل بينوي عميق فيما الكيان الصهيوني يواجه مأزقاً وجودياً وقد بات عاجزاً عن ضمان أمنه بعد أن كان مسيطراً على المنطقة بأسرها.
من هنا ، فأنا أعتقد ان أحداً، لا في تل أبيب ولا واشنطن ولا في الحكومات المطبعة قادر على شطب حق العودة ولا تهويد القدس ولا إدامة الاحتلال، وإن غداً لناظره لقريب.
السؤال الرابع: هل لديكم في المؤتمر القومي صور وفيديوهات توثق لمجزرة صبرا وشاتيلا؟
ج – مجزرة صبرا وشاتيلا حصلت عام 1982، والمؤتمر القومي العربي تم تأسيسه بعد 8 سنوات أي عام 1990، لذلك لا يملك أرشيفاً لتلك المرحلة.
اما بالنسبة لي شخصياً فإن الأحداث التي جرت على لبنان قد أدت الى إتلاف وإحراق أو مصادرة أرشيفنا عدة مرات.