وهنا نص المقابلة
1.بمناسبة ذكرى يوم القدس العالمي هل تعتقد أن القضية الفلسطينية لازالت القضية المركزية، ام أنها تراجعت في هذه المرحلة ؟
- رغم محاولات تغييب القضية الفلسطينية عن الساحات العربية مازالت تفرض نفسها كقضية مركزية للشعوب العربية ولبعض النخب العربية، رغم ان بعض الانظمة تراجعت أو تخلت عن القضية الفلسطينية . ولكن مازالت القضية الفلسطينية مركزية لانها ليست قضية رغبات أو أهواء أو تمنيات ، بل هي واقع مفروض على الساحة العربية من جهة أنها مؤثرة على جميع المسائل المطروحة في العالم العربي، ولا يستطيع احد من العالم العربي أن يتخلى عن القضية الا من باب التمنيات او الرغبات لأن الاحتلال الإسرائيلي والعدوان الإسرائيلي والاطماع الإسرائيلية مازالت موجودة، ومازالت تلعب دوراً محورياً. من هنا الرد الحقيقي يأخذ بعين الاعتبار القضية الفلسطينية كقضية مركزية لأنها هي التي تؤثر على الساحة العربية وعلى السياسات العربية رغم تخلي البعض عنها. لذلك هي قضية مركزية بالواقع الاستراتيجي وبالواقع الحياتي للمنطقة العربية وهي قضية وجودية تفرض نفسها على الجميع .
2.هناك من يصور أن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع اسلامي يهودي ويحاول تحييد المسيحيين واخراجهم من دائرة المواجهة، على الرغم من ممارسات العدو المتكررة ضد المسيحيين ما هو ردك؟
-البعض يحاول تغييب المسيحيين ويحاول إعطاء الصراع انه صراع يهودي اسلامي لأسباب متعددة من جهة هناك تصور في الغرب حول تأكيد أو ترويج لمقولة طرحت في الولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان صراع الحضارات، وهذه النظرية الغربية الصهيونية، الهدف منها تصوير الصراع بأنه صراع حضارات، بمعنى انه هناك حضارة مسيحية يهودية في الغرب، وهناك حضارة إسلامية في الشرق وان الهدف من هذا الصراع هو تغييب المسيحيين من الشرق، ومحاولة تهجيرهم من المنطقة العربية، لأنهم شهود على أن هناك تعايشاً حقيقياً وتعاوناً حقيقياً ومشاركة حقيقية بين الإسلام والمسيحية . وهذا الواقع يتناقض مع المخطط والاطماع الاسرائيلية ودور إسرائيل في المنطقة التي تحاول ان تظهر ان الصراع هو ضد الإسلام وضد الحضارة الإسلامية.
وذلك يتطلب سلخ المسيحيين الشرقيين من واقعهم وتهجيرهم وتصوير الموضوع وكأنه صراع ديني، وكأنه موضوع صراع ديني بين الإسلام واليهودية مما يجلب المسيحيين والغرب بشكل عام إلى الحاضنة وإلى الموقع الإسرائيلي الصهيوني. لذلك هذه المحاولات هو الهدف منها جر الغرب الى دعم إسرائيل بأي شكل من الأشكال، وذلك يتطلب إخراج المسيحين من هذه الدائرة وهذا ما يحصل عندما يكون هناك احتلال إسرائيلي او نفوذ إسرائيلي فالمطلوب من الجميع التنبه من هذا الموضوع لأن له أبعاد في المخططات الأمريكية الاسرائيلية.
3. موجات التطبيع الأخيرة لبعض الانظمة العربية هل ستؤثر بالسلب على القضية الفلسطينية ؟
- موجات التطبيع الأخيرة هي بالتأكيد مؤثرة وتدعم بطريقة غير مباشرة إسرائيل، ولكن على المدى البعيد سيكون له مردود عكسي وبدأ يظهر في الغرب. وعندما لا تكون إسرائيل مهددة كما يحاول البعض أن يصور ستخسر جزءاً كبيراً من الدعم الغربي لها، كما أن ذلك سيضعف العصبية الصهيونية. لذلك... فهذا سلاح ذو حدين من جهة يؤثر على المعنويات وعلى المناخ العربي وتراجع دعم القضية الفلسطينية وإنشاء علاقات واستثمارات مع العدو الاسرائيلي ومن جهة فإن ذلك سيؤثر على الدعم الغربي على إسرائيل، فهذا الدعم يأتي عندما تكون إسرائيل في خطر فعلي .
4. ماهو تحليلك للاوضاع الاستثنائية الداخلية التي يمر فيها الكيان الاسرائيلي من خلال الاحتجاجات والفوضى والتظاهرات. هل هناك أزمة حقيقية أو انها حالة وقتية؟
- الأحداث التي يشهدها الكيان أثبتت انه مؤقت وهو زائل مهما طال احتلاله للأرض، لأنه لا يقوم على محور طبيعي. والنقطة الأساسية هي ان إسرائيل ككيان مغتصب يعاني من أزمة وجودية بدأ الإسرائيلي يشعر بها ويعبر عنها، انه يعيش بكيان مؤقت لن يستمر إلى الأبد، وان هذا الكيان له نقاط ضعف داخلية بدأت تظهر من خلال التناقضات التي تظهر داخل إسرائيل بين اتجاهات متعصبة متطرفة وعنصرية ، وبين اتجاهات ترفع شعار تقدمية وليبرالية والدفاع عن الحقوق.
وتبين أن إسرائيل في الحقيقة غير متماسكة بالإضافة إلى التناقضات العرقية بين يهود شرقيين وغربين وتناقضات مادية وارباك بين الجيش الإسرائيلي والتعبئة ، وازدياد الشعور بين الإسرائيليين أنفسهم انهم لا يستطيعون الاستمرار إلى الأبد بهذا الكيان، كما زالت دولة الفرنج من الشرق إسرائيل ستزول وتزداد الكتابات داخل إسرائيل بين اليهود والصهيونية حول الخطر الوجودي الذي يهدد إسرائيل وبأنها لا تستطيع أن تستمر بهذا النمط وبهذا الأسلوب وبهذه الطريقة. وطبعاً كلما ازدادت المقاومة وكلما ازداد الوعي العربي، كلما ازدادت إمكانية اشعار الإسرائيليين بأنهم بخطر حقيقي وخطر وجودي ولايستطيعون ان يستمروا إلى الأبد على أرض لا يملكونها.