وفي هذا السياق، أشار مصدر عسكري، إن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" سيطروا على مديريات بيحان وحريب بعد معارك خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.
ولفت ذلك المصدر العسكري اليمني إلى أن سقوط هاتين المديريتين يشكل تهديدا لجبهات الدفاع الاولى لقوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته عن مدينة مأرب، موضحا أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله"، تمكنوا من قطع خطوط امداد بعض الجبهات وباتوا يسيطرون ناريا على جبهة "الجوبة" جنوب غربي مأرب. واستمراراً لكل هذه الانتصارات الميدانية، أعلنت القوة الصاروخية التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" قبل عدة أيام استهداف شركة ارامكو النفطية في العاصمة السعودية الرياض بغارات جوية نفذتها ست طائرات مسيرة، ضمن عملية نوعية استهدفت العمق السعودي.
وعقب كل هذه الهزائم التي مُنيت بها المملكة والتي أثرت سلباً على اقتصادها المترنح، أعلنت الرياض قبل عدة أيام عن مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في اليمن والخروج بماء الوجه من المستنقع اليمني. ولقد جاءت المبادرة السعودية للسلام في اليمن لتمثل محاولة من الرياض للخروج من المستنقع اليمني، ولكنها أيضاً تشكل مسعى لإبراء الذمة أمام الغرب الذي بات يلومها على الحرب التي تبدو بلا نهاية.
واستمرارا للجهود السعودية للخروج من المستنقع اليمن بماء الوجه، ذكرت العديد من التقارير أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" عقد اجتماع مع مستشار الأمن القومي الأمريكي، "جيك سوليفان" قبل عدة أيام لبحث الأزمة اليمنية. وحول هذا السياق، أعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، مساء يوم الأربعاء الماضي، تفاصيل لقاء ولي العهد "محمد بن سلمان" و"جيك سوليفان" مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض. وحسب التقرير، عقد الاجتماع مساء يوم الاثنين الماضي، وبحث الجانبان العلاقة الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن وسبل تطويرها في كافة المجالات، فضلا عن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأكد ولي العهد السعودي خلال اللقاء على مبادرة الرياض المزعومة لإنهاء الأزمة اليمنية. وزعم أن هذه خطة تتضمن حلاً شاملاً للأزمة اليمنية تحت إشراف الأمم المتحدة.
وحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أعلن ولي العهد السعودي أيضا دعمه لوصول سفن تحمل منتجات نفطية إلى ميناء الحديدة اليمني وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي لوجهات محددة.
كما ادعى "بن سلمان" أنه يؤيد بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية على أساس ثلاثة مبادئ: المبادرة الخليجية، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، ومؤتمر الحوار الوطني الشامل. وفي المقابل، اعلن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، أن واشنطن تؤكد الالتزامها التام بالدفاع عن السعودية ضد كل التهديدات التي تتعرض لها، وكرر المزاعم المتكررة لواشنطن والتحالف السعودي، والتي تتمثل في الإدعاء بأن بعض هذه الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة هي بدعم من إيران.
كما أيد "جيك سوليفان" مزاعم "بن سلمان" عن حل سياسي لإنهاء الأزمة اليمنية. وشكك الجانبان في نوايا صنعاء مؤكدين أهمية مشاركتهما السخية في المفاوضات السياسية مع الحكومة اليمنية المستقيلة برعاية الأمم المتحدة.
وعلى نفس هذا المنوال، يقول موقع "ريسبونسبل ستاتكرفت" الأمريكي إن الحاجة إلى إجراء محادثات جادة لإنهاء الأزمة في اليمن ازدادت إلحاحاً مؤخراً لدى الأمريكيين، وذلك بعد التعديل ذي الصلة الذي تقدم به النائب الأمريكي "رو خانا" على قانون تفويض الدفاع الوطني الأمريكي والذي وافق عليه مجلس النواب الأمريكي، الجمعة 24 سبتمبر/أيلول. ويقتضي تعديل "خانا"، في حال إقراره، إنهاءَ كل أنواع الدعم الأمريكي للأعمال العسكرية السعودية في اليمن، ويشمل ذلك إيقاف دعم الصيانة والتزويد بقطع الغيار للقوات الجوية السعودية، التي تعد ثلاثة أرباع طائراتها أمريكية الصنع. ويشير النجاح في تلك المساعي إلى استياء الكونغرس من تواطؤ الولايات المتحدة المستمر في الحرب السعودية على اليمن.
وبحسب الموقع فإنه ليس من المستبعد أن "سوليفان" ذكّر ولي العهد والمسؤولين السعوديين بأن "بايدن" جاد بشأن البيان الذي أدلى به خلال خطابه الأول فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وهو أن الولايات المتحدة عازمة على إنهاء أي دعم للعمليات العسكرية السعودية الهجومية في اليمن، ومنها مبيعات الأسلحة ذات الصلة. كما يشير تقرير الموقع إلى أن "سوليفان" كان مطالَباً بالتوضيح للسعوديين أنهم إذا أرادوا الحفاظ على دعم الولايات المتحدة، فعليهم السماح بدخول الوقود إلى ميناء الحديدة والتوقف عن تعطيل دخول السلع الأساسية الأخرى. كما يجب على السعوديين أيضاً السماح بإعادة فتح مطار صنعاء الدولي.
الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية، شنت على رأس تحالف عربي غربي صهيوني تدعمه الولايات المتحدة، عدوانًا عسكريًا على اليمن وفرضت حصارًا بريًا وجويًا وبحريًا في 26 أبريل 2015، بدعوى أنها كانت تحاول إعادة الرئيس اليمني المستقيل إلى السلطة.
ولم يحقق العدوان العسكري أيا من أهدافه المزعومة، واكتفى بقتل وجرح عشرات الآلاف من اليمنيين وتشريد الملايين وتدمير البنية التحتية للبلاد ونشر المجاعة والأمراض المعدية بين أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب. وفي الختام يمكن القول، إن السعودية وفي حين لم يعد امامها مفر سوى الاعتراف بالهزيمة في الحرب التي فرضتها على اليمن منذ ست سنين، تسعى ومنذ فترة ليست بقصيرة الى الخروج من مستنقع حرب اليمن بشكل يحفظ لها ماء وجهها مع الحصول على ادنى المكاسب المتوخاة. كما ان السعودية تصر على الحيلولة دون تشكيل حكومة تتحلى بتوجهات سياسية ومبادئ اسلامية اصيلة بالقرب من حدودها الجنوبية.
وفي الختام يمكن القول إن هذه الزيارات المكوكية الغربية والأمريكية لإقناع أطراف النزاع في اليمن للجلوس على طاولة المفاوضات وايجاد حل سلمي للأزمة اليمنية ما جاءت إلا بعدما تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية من تحرير معظم أراضي اليمن وتنفيذه للعديد من الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة داخل العمق السعودي، الأمر الذي أثقل كاهل الاقتصاد السعودي وتسبب بحدوث أزمة مالية في الميزانية الحكومية السعودية ولهذا فإن دول تحالف العدوان تبحث لها الان عن مخرج ينقذها من المستنقع اليمني الذي غرقت وخسرت الكثير من جنودها وأموالها فيه، وخاصة أن العديد من الدول الغربية أعلنت خلال الايام الماضية عن نيتها إيقاف بيع الاسلحة للرياض وابو ظبي بسبب الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي الإماراتي في اليمن وتخلي إدارة "جو بايدن" الجديدة عن الرياض.