ولا يتحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي عادة عن حقيقة الضربات الموجعة التي تلقاها من المقاومة الفلسطينية في صفوف أفراده كما لم يتم حتى الآن التطرق إلى خسائر الجيش الإسرائيلي في الأنفس والعتاد، رغم ما تنشره حركات المقاومة إن كان في غزة أو لبنان من أدلة بالصوت والصورة، تشير بوضوح إلى أن أعدادًا كبيرة ستعود لكيان الاحتلال الاسرائيلي في توابيت أو في سيارات إسعاف.
وفي الوقت الذي يستمر فيه جيش الاحتلال عملياته العدوانية في غزة و جنوب لبنان، لن يتوقف إحصاء قتلاه وجرحاه، رغم رغبة قيادات الجيش في إخفاء الأرقام الحقيقية أو تقليلها، واكتفائه بذكر القليل القليل، لكن المقاومة الفلسطينية واللبنانية تؤكد أن ما يعلن عنه لا يعكس حقيقة ما يجري على الأرض، خصوصًا مع مقاطع الفيديو التي يتم نشرها وتظهر تحقيق إصابات مباشرة في الجنود والآليات.
انتحار بسبب الاستدعاء للخدمة
في سياق التخبط بين جنود الاحتلال قالت قناة "كان" الإسرائيلية إن جندياً في الاحتياط في جيش الاحتلال أقدم على الانتحار، بعد أن استُدعي إلى الخدمة في وحدته.
وشهد كيان الاحتلال حالات مماثلة، خلال الشهور الماضية، إذ كشفت صحيفة "هآرتس" انتحار 10 ضباط وجنود إسرائيليين، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدد منهم انتحر خلال المعارك في مستوطنات غلاف غزة يأتي ذلك في وقت تتحدث تقارير إسرائيلية وغربية عن مشاكل كثيرة يعانيها الجنود في الاحتياط في جيش الاحتلال، وبينها الإرهاق والإعياء وفقدان وظائفهم. والأهم، أنهم لم يعودوا قادرين على الغرق أكثر في حربَي غزة ولبنان.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية "نقصاً هائلاً يواجهه الجيش الإسرائيلي في عدد المقاتلين"، بحيث تم استدعاء بعضهم أكثر من 4 مرات.
وسبق لموقع "المونيتور" الأميركي أن أشار، في تقرير، إلى نقص تشهده "إسرائيل" في عدد جنودها بعد عام من الحرب. وقال الموقع إنه بعد مرور أكثر من عام على الحرب، "أصبح الجنود في الاحتياط في الجيش الإسرائيلي منهكين، بحيث يكافح الجيش لتجنيد جنود في الوقت الذي فتح جبهة جديدة في لبنان".
أرقام وواحصاءات
كانت صحيفة إسرائيل هيوم العبرية قد تكلمت في بيانات وصلت لها من وزارة جيش الاحتلال، أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تتوقع زيادة بنسبة 172% في عدد المتضررين نفسيا بحلول عام 2030، وزيادة بنسبة 61% في عدد المعاقين في الجيش الإسرائيلي، وأن تصل ميزانية قسم إعادة التأهيل، التي بلغت 3.7 مليار شيكل في عام 2019، إلى ما لا يقل عن 10.7 مليار شيكل في عام 2030.
فيما تشير بيانات قسم تأهيل الجنود المعاقين إلى استقبال أكثر من ألف جندي مصاب بجروح خطيرة شهريًا بسبب الحرب المستمرة، إضافة إلى حوالي 530 مصابًا من الحروب السابقة.
تتوقع زيادة بنسبة 172% في عدد المتضررين نفسيا بحلول عام 2030، وزيادة بنسبة 61% في عدد المعاقين في الجيش الإسرائيلي، وأن تصل ميزانية قسم إعادة التأهيل، التي بلغت 3.7 مليار شيكل في عام 2019، إلى ما لا يقل عن 10.7 مليار شيكل في عام 2030.
وأظهرت الإحصاءات أن 35% من الجنود المعاقين في الحرب الحالية يعانون من صدمات نفسية، بينما يواجه 37% إصابات في الأطراف، وتعود 68% من هذه الإصابات إلى جنود من قوات الاحتياط. كما أن 51% من هؤلاء الجنود تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، في حين أن 31% تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عامًا.
استنزاف و تآكل
وتوافقت القراءات للمحللين العسكريين والمسؤولين الأمنيين على أن أعداد الجرحى بصفوف الجنود والضباط، التي تعتبر غير مسبوقة خلال أكثر من عام من الحرب المتواصلة، تسهم في استنزاف قوة الجيش الإسرائيلي وتآكل قدراته الاحتياطية، الأمر الذي يضعه أمام تحديات صعبة خصوصاً بعدما دخلت المعارك البرية مع حزب الله على الحدود اللبنانية على خط القتال.
ورجحت القراءات أن استمرار القتال على جبهات متعددة سيعمق من أزمة قوات الاحتياط، مع الارتفاع المتواصل في حصيلة الجرحى، والإعاقات بصفوف الضباط والجنود، وهو الأمر الذي يثقل كاهل المؤسسة الأمنية والجيش الإسرائيلي، الذي لن يكون بمقدوره الحسم، وبالتالي قد تجد إسرائيل نفسها في حرب استنزاف طويلة الأمد.
وفي قراءة لأعداد الجرحى والمعاقين من الجنود والضباط في صفوف الجيش، فأن هذه الأعداد الكبيرة تستنزف قدرات وقوات جيش الاحتلال وخاصة قوات الاحتياط، وهو ما يدل على عدم وجود جاهزية مسبقة في كيان الاحتلال والقوات البرية للمواجهة القائمة اليوم مع حزب الله
محاولات لإخفاء الحقيقة
لطالما أثبت كيان الاحتلال الاسرائيلي على عدم جرأته عن الكشف عن حقيقة قتلاه و جراه على أرض المعركة في محاولة لتكريس الحرب الإعلامية بأن جيشه جيش لا يقهر لكن رجال الله على الأرض بددوا زؤف هذه الادعاءات التي باتت مكشوفة للجميع.
نقص في القوات وجنود لايستجيبون للالتحاق
يشير الواقع الذي يعيشه جنود الاحتلال على الأرض لصعوبة كبيرة وذلك بحسب وسائل إعلام إسرائيلية كانت قد تحدثت عن "نقص هائل يواجه الجيش الإسرائيلي في عدد المقاتلين"، حيث تكشف البيانات عن انخفاض في عدد المجنّدين القتاليين، بينما تعدّ الحكومة إعفاءً للقطاع الحريدي، في حين أنّ "الجيش يحتاج إلى 7000 مجنّد على عجل".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن بيانات، إنّه "كان هناك، في السنوات الأخيرة، انخفاض متوسط بنسبة 1% سنوياً في العدد الإجمالي للمقاتلين الذكور".
وبحسب البيانات، فإنّ 33%، أي 1 من كل 3 رجال ملزمين بالتجنيد، لم يصلوا إلى قاعدة التجنيد في السنوات الأخيرة"، فيما تسرّب 15% في أثناء الخدمة، ولم يدخلوا إلى التشكيل الاحتياطي على الإطلاق".
كما "قفز عدد المستفيدين من الإعفاء لأسباب طبية ونفسية من 4% إلى 8% ، فيما يعدّ هذا البند هو الأكثر شيوعاً للتسريح في أثناء الخدمة".
ووفقاً لمعطيات شعبة القوة البشرية، "هناك 18 ألفاً من جنود الاحتياط مقاتلين، و20 ألفاً من الإسناد القتالي المسجّلين كجزء من حجم قوة الاحتياط لوحدات الجيش الإسرائيلي، ولا يلتحقون عند استدعائهم".