لقد تم بناء قناة السويس لتكون بمثابة اختصار للسفن المسافرة من موانئ أوروبا وأمريكا إلى جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا وقارة أوقيانوسيا، حتى لا تضطر إلى تجاوز القارة الأفريقية أو نقل البضائع والسلع براً.
وتعتبر قناة السويس أحد المصادر الرئيسية لدخل النقد الأجنبي لمصر، وقد حققت القاهرة أرباحاً كبيرةً من هذا الممر البحري، وحسب بعض المصادر، فإن الربح السنوي للحكومة المصرية من هذه القناة لا يقل عن 6 مليارات دولار.
وبشكل عام، يمكن القول إن قناة السويس هي أسرع ممر ملاحي بين آسيا وأوروبا، حيث تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، ونحو 12% من التجارة البحرية في العالم تتم عبر هذه القناة، وهذا الوضع زاد من أهميته.
إن أهمية قناة السويس وعائداتها المرتفعة، جعلت الکيان الصهيوني يبحث عن إنشاء قناة اكتشاف جديدة من أجل تحقيق أرباح كبيرة، ولهذا السبب يبحث عن إنشاء قناة "بن غوريون" وإزالة قناة السويس.
وإذا تمكن الصهاينة من إنشاء هذه القناة البحرية، فإن السفن ستدخل خليج العقبة بعد دخولها خليج عدن والمرور بمضيق باب المندب، ووصولها إلى البحر الأحمر بدلاً من المرور عبر الخليج وقناة السويس، وبعد ذلك ستدخل قناة بن غوريون (إنشاء قناة من خليج العقبة إلى قطاع غزة)، وتصل أخيرًا إلى البحر الأبيض المتوسط.
وفي وقت سابق، أظهرت الأخبار والمعلومات التي تم الحصول عليها، أن هذا المجرى البحري يمر شمال قطاع غزة، لكن حسب مصادر مطلعة ميدانياً، فقد تم إنشاء هذا المعبر بشكل مختلف، حيث يحاول الکيان الصهيوني مع احتلاله الكامل لقطاع غزة، إنشاء هذه القناة من الجهة الجنوبية لقطاع غزة، بهدف ضرب عدة عصافير بحجر واحد.
وحسب مصادر ميدانية فإن جهد وإصرار الکيان الصهيوني على احتلال جنوب قطاع غزة، والضوء الأخضر المحتمل من الأمريكيين، ينبغي البحث عن سببه في بناء قناة بن غوريون التي ستدر ما لا يقل عن 20 مليار دولار الدخل السنوي للصهاينة.
ومن العوامل التي تجعل دخل الصهاينة من هذه القناة البحرية يتضاعف، هو طبيعة قناة بن غوريون البحرية ذات الاتجاهين، في حين أن قناة السويس هي طريق ذو اتجاه واحد، وهذا الموضوع يجعل الوضع معقداً وصعباً على الحكومة المصرية.
والصهاينة يعلمون جيداً أن إنشاء هذه القناة البحرية، يتطلب احتلال قطاع غزة بشكل كامل، ولهذا السبب، يحاولون احتلال هذه المنطقة بشكل كامل، وضمها إلى الأراضي المحتلة الأخرى، وتوطين المواطنين الفلسطينيين قسراً في صحراء سيناء بمصر.
حالياً، تم تهجير أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني من شمال ووسط قطاع غزة إلى الجنوب ومنطقة رفح، ويحاول التحالف الغربي العبري العربي بقيادة الصهاينة والأمريكيين، إدخالهم إلى صحراء سيناء المصرية من جهة المعبر الحدودي.
يعتزم الکيان الصهيوني فتح الطريق أمام إنشاء قناة بن غوريون من خلال تقسيم قطاع غزة إلى ثلاثة أجزاء، الشمال والوسط والجنوب، وجمع المواطنين الفلسطينيين في منطقة رفح، ويضعف أيضًا جماعات المقاومة مثل حماس والجهاد الإسلامي إلى حد كبير، كما أن هذا الممر البحري يمثل تحديًا أيضًا للحكومة والاقتصاد المصريين، وبالتالي، علينا أن ننتظر لنرى هل تعارض القاهرة هذه الخطة، أم توافق عليها بصمت وخضوع