0
الأربعاء 20 آذار 2024 ساعة 10:41

محاولات هوكشتاين إنقاذ الکيان ‘‘الإسرائيلي‘‘ من الضربات المدمرة لحزب الله

محاولات هوكشتاين إنقاذ الکيان ‘‘الإسرائيلي‘‘ من الضربات المدمرة لحزب الله
وبينما تركز العديد من الأنظار على محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة والوقت المحتمل للإعلان، فإن بعض المراقبين يشعرون بالقلق من فتح جبهة جديدة على الحدود الفلسطينية المحتلة مع لبنان.

وأعلن هوكشتاين بعد وصوله إلى لبنان، أن إعلان وقف إطلاق النار في غزة لا يعني بالضرورة وقف الصراعات على الحدود اللبنانية، وقد زادت التحركات اللوجستية والعمليات الهجومية للجيش الإسرائيلي ضد القواعد الاستراتيجية للمقاومة، من التكهنات حول احتمال هجوم الکيان على جنوب لبنان.

من ناحية أخرى، أعلنت المقاومة اللبنانية أيضاً أنه (انطلاقاً من استراتيجية توحيد الساحات)، مع وقف الحرب في قطاع غزة، سيوقف حزب الله أيضاً عملياته العسكرية في الجبهة الشمالية.

وحسب تقرير الجزيرة، أعلن نجيب ميقاتي رئيس وزراء لبنان، أنه تلقى اقتراح هوكشتاين لحل النزاع بين الکيان الصهيوني ولبنان، ووفقاً لتقرير العربية، يرى نجيب ميقاتي أن عودة الاستقرار طويل الأمد إلى الحدود الجنوبية، يتطلب انسحاب الکيان الإسرائيلي من الحدود اللبنانية، وإنهاء احتلال الکيان الصهيوني للأراضي اللبنانية.

خلال الأشهر الخمسة الماضية، قرّر حزب الله، تماشياً مع مصلحة هذا البلد العربي وفصائل المقاومة في غزة، عدم السماح للحرب بالانتشار داخل لبنان، إلی جانب بدء صراع متحکم فيه مع الکيان، وإن استشهاد أكثر من 245 من مقاتلي حزب الله وهم في طريقهم للدفاع عن القدس، هو شهادة على التزام المقاومة اللبنانية بالدفاع عن غزة، وفي الوقت نفسه حماية مصالح الحكومة والشعب في لبنان.

لقد طالب هوكشتاين في خطته المقترحة، بانسحاب قوات حزب الله إلى عمق 8 كيلومترات من الحدود المشتركة، وتمركز الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة في هذه المنطقة، ومن ناحية أخرى، ستتعهد واشنطن بأن الجيش الإسرائيلي لن يشن هجوماً برياً على جنوب لبنان.

وتأتي مراجعة هذه الخطة من قبل كبار المسؤولين في بيروت وتل أبيب، في حين أنه خلال لقاء عاموس هوكشتاين مع يوآف غالانت وزير الحرب الإسرائيلي، تحدث الأخير مرةً أخرى عن الخيارات الدبلوماسية والعسكرية المطروحة على الطاولة في تصريحات ذات وجهين.

وزعم غالانت، بصفته عضواً في مجلس الوزراء الوطني للطوارئ، أن تل أبيب ملتزمة بالمفاوضات السياسية للتوصل إلى نقطة اتفاق بشأن الحدود الشمالية، لكن تصرفات حزب الله تجعل هذا الکيان أقرب إلى اتخاذ قرار بمهاجمة لبنان.

لقد صدرت مثل هذه التصريحات عن هذا المسؤول الصهيوني الرفيع المستوى، في حين تزايد نطاق الهجمات الإسرائيلية في عمق الأراضي اللبنانية بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، حيث إن النبطية وصيدا وبعلبك من المدن اللبنانية التي استهدفتها مقاتلات ومدفعية الجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى إلحاق أضرار بمناطق عسكرية مدنية، واستشهاد مواطنين عاديين.

على سبيل المثال، استشهد أربعة مدنيين أثناء قصف منطقة "خربة سلم" السكنية، ومن بين الإجراءات الأخرى المسببة للتوتر التي قام بها الکيان الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، تكثيف الهجمات الهادفة ضد القادة الميدانيين لحزب الله، والمواقع العسكرية في المناطق الحدودية.

وفي الـ 9 من آذار أيضًا، قال قائد "القيادة الشمالية" للكيان الصهيوني في اجتماع مع المنسقين الأمنيين لمستوطنات الجليل الغربي على حدود لبنان، إننا (الکيان الإسرائيلي) نعمل باستمرار على تعزيز الاستعدادات للهجوم على لبنان.

وبعد بضعة أيام فقط، خاطب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، غالانت رداً على هجمات حزب الله، ودعا إلى بدء الحرب مع لبنان.

إن سلسلة التطورات المذكورة أعلاه، تعزز الاحتمال بأن الکيان الصهيوني يخطط لشن هجوم بري على جنوب لبنان، في حال التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة وفشل جهود هوكشتاين.

ويرى الخبراء أن مقاومة لبنان والکيان الإسرائيلي حاولا عدم تجاوز الخطوط الحمراء الاستراتيجية على شكل "صراع محدود"، بينما وجّها ضربات تكتيكية للطرف الآخر، لكن مسلسل العدوان الإسرائيلي في الأيام الأخيرة، يظهر رغبة تل أبيب في تغيير الخطوط الحمراء، والوصول إلى نقطة "الحرب الشاملة" مع المقاومة اللبنانية.

وفي الوقت الذي نشرت فيه هذه التكهنات في العلن، أعلن بعض المسؤولين المطلعين في البيت الأبيض، أن تقديرات استخباراتية تشير إلى احتمال تخطيط الجيش الإسرائيلي لمهاجمة جنوب لبنان في الأشهر المقبلة.

والجانب الآخر من أزمة غزة، هو محاولة حكومة نتنياهو إطالة أمد الحرب والبقاء في السلطة، ووفقاً لآخر استطلاعات الرأي التي نشرتها القناة 13 الإسرائيلية، فإن حلفاء نتنياهو سيفوزون بمقاعد أقل بكثير من قوى المعارضة.

حيث إن الأحزاب المتصدرة لاستطلاعات الرأي، هي ائتلاف حزب الوحدة الوطنية بزعامة بيني غانتس بـ 39 مقعداً، يش عتيد بقيادة يائير لابيد بـ 12 مقعدًا، إسرائيل بيتنا بزعامة أفيغدور ليبرمان بـ 9 مقاعد، حزب "راعام" العربي بزعامة منصور عباس بـ 5 مقاعد، حزب ميرتس بـ 4 مقاعد، وحزب القائمة المشتركة بزعامة أيمن عودة بـ 4 مقاعد.

على الجانب الآخر، فإن حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو بـ 17 مقعداً، شاس بزعامة أرييه درعي بـ 9 مقاعد، القوة اليهودية بقيادة بن غفير بـ 9 مقاعد، يهدوت هتوراة بقيادة جولدكنوف والصهيونية الدينية بزعامة سموتريتش بـ 47 مقعداً، ليس لديهم في الوقت الحالي أي فرصة للفوز في الانتخابات المقبلة في الأراضي المحتلة.

وعلى هذا الأساس، من أجل البقاء في السلطة، قد يسعى نتنياهو وحلفاؤه إلى فتح جبهة جديدة في الحدود الشمالية، وصدّ المقاومة، واحتلال الشريط الحدودي الجنوبي للبنان، مع مواصلة الهجوم البري على جنوب غزة (رفح).

وبمعنى آخر، من أجل التأثير على الرأي العام، ينوي نتنياهو كسب ثقة الرأي العام للکيان الإسرائيلي من خلال تحقيق إنجازات كبيرة في الميدان.

وفي الـ 12 من آذار، أعلن مصدر مقرب من حماس في مقابلة مع سكاي نيوز، أن هناك تنسيقات ميدانية بين حزب الله وحماس للمرحلة المقبلة من الحرب، لكن القرار النهائي فيما يتعلق بالحرب في لبنان ليس بيد السنوار! وتشير مثل هذه التصريحات إلى أن نتنياهو قد يتخذ قرارات مختلفة فيما يتعلق بالجبهة الشمالية، بغض النظر عن التطورات الجارية في غزة.

إن وضع التطورات الراهنة في شرق البحر الأبيض المتوسط، ​​يمكن أن يتحول إلى حرب إقليمية شاملة، وإذا اشتدت الاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، فمن غير المرجح أن تقتصر هذه الأزمة الجديدة على حدود لبنان وفلسطين المحتلة.

کما أن أداء وسلوك شبكة المقاومة في العراق وسوريا واليمن خلال أزمة غزة، هو بمثابة تذكير بأنه إذا كانت لدى الکيان الإسرائيلي خطة جادة لإضعاف حزب الله، فيجب عليه أن يكون مستعداً لتصعيد التوترات على جبهات مختلفة، على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي بدء العمليات البرية للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، إلى توسيع نطاق الصراعات إلى أراضي الجولان المحتل.

والآن، علينا أن ننتظر ونرى ما إذا كان هوكشتاين لديه القدرة على خلق تسوية دبلوماسية بين حزب الله والكيان الصهيوني، أو ينبغي علينا أن نكون مستعدين لحرب أخرى في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
رقم : 1123747
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
طوفان الأقصى حرر العقول
22 تشرين الثاني 2024
إخترنا لکم