وأضاف مطلق المطيري، إذا عدنا إلى السابع من أكتوبر، عندما دخلت الجماعات الفلسطينية الأراضي الإسرائيلية وبدأت الحرب على غزة بعد ذلك، أراد الحوثيون المشاركة في النضال الفلسطيني لخلق الشرعية لأنفسهم في النضال ضد "إسرائيل" ولإرساء الشرعية في الصراع ضد "إسرائيل"، فهم يطلبون دعم الدول العربية ويعتنقون الإسلام ويقولون إنهم يقاتلون من يحارب الإسلام.
وطرح أستاذ جامعة الملك سعود هذا السؤال، نريد أن نفهم ماذا تريد واشنطن؟ إذا كانت تريد مساعدة "إسرائيل" على الانتصار فقد فشلت في هذا الأمر، وإذا أرادت حماية السفن الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر، فقد فشلت مرة أخرى، ونحن ننشر تقريراً لصحيفة نيويورك تايمز، وهو أشبه بتبرير استخباراتي منه بتقرير صحفي، يذكرنا بأن الحوثيين ما زالوا يحتفظون بـ 75% من ترسانتهم العسكرية.
ويؤكد هذا التقرير أن الأهداف العسكرية في اليمن متحركة، إذ هاجمت الولايات المتحدة 30 هدفًا فقط في اليمن، شملت مركبات أو أهدافًا بسيطة أخرى، ما الذي تبحث عنه أمريكا؟ هل تريد تأسيس مرحلة جديدة في هذا المجال وهذه المعركة؟ ولهذا السبب نأى الكثير من حلفائها عنها حتى لا يدخلوا في هذه المغامرة الدموية لأمريكا ضد أسلحة الحوثيين، التي تعادل أسلحة أمريكا وقوة أمريكا، وتكتسب مبررا أكبر للقتال.
وهنا أيضاً نذكر بكلام السفير الأمريكي السابق في صنعاء، الذي قال إن واشنطن أعطت الحوثيين ما يريدونه، وهو الحرب ضد أمريكا، وهذا الصراع يخلق الشرعية التي يعمل الحوثيون الآن في إطارها، وقد حصلوا على تنازلات في مجال الرأي العام ودعم وترسيخ الشرعية، وقدموا أنفسهم كممثل للحق العربي في الدفاع عن المقدسات.
وقال الدكتور مطلق المطيري إن أمريكا، بدلا من أن تسعى لمساعدة "إسرائيل"، تعمل انطلاقا من أهدافها واستراتيجيتها، التي تريد أن تلعب مرة أخرى دورا في المنطقة، وتحقق إنجازات استراتيجية وعسكرية في المنطقة، لكن هذه الإنجازات سببت الكثير من الخسائر حتى لأمريكا، لقد ارتكبت أمريكا خطأً استراتيجياً في العراق وأفغانستان، والآن ارتكبت خطأً في أوكرانيا، فأمريكا لم تتعلم من أخطائها الماضية، وتريد أن تكررها، ويعتقد المحللون أن سبب قوة إيران وذكائها السياسي هو أنها تستغل الخطأ الاستراتيجي الأمريكي في المنطقة.
فهل تريد أمريكا أن تهدي من تسميه العدو الإيراني هذا الخطأ الاستراتيجي؟ في بداية الحرب على غزة، تم اقتراح الهجرة القسرية إلى مصر أو الأردن، لكن هاتين الدولتين رفضتا مثل هذا الأمر حفاظا على سيادتهما، وأعتقد أن ارتكاب هذه الأخطاء عزز قوة هؤلاء القادة (أنصار الله) وجعلهم مؤثرين ليس فقط داخل اليمن بل حتى خارج اليمن، لقد قدمت أمريكا أفضل مساعدة للحوثيين، وكان أفضل انتصار للحوثيين هو مواجهتهم الحالية مع أمريكا.