مسيرة حتى الرمق الأخير
يعترف الإسرائيليون أكثر فأكثر أن القضاء على الحركة المقاومة "غير ممكن"، وعندما سئل محللون إسرائيليون عن تقارير تشير إلى هروب السنوار من قطاع غزة، أوضحوا: "على الرغم من وجود تقارير عديدة حول احتمال هروبه، إلا أن دراستنا الشاملة لشخصيته تؤكد أنه سيبقى وسيواصل مسيرته حتى النهاية"، لأن السنوار لن يهرب ولن يستسلم، وهذا ليس رأي شخص واحد، بل وجهة نظر العديد من الخبراء –ومن ضمنهم إسرائيليون- الذين درسوا شخصيته جيدًا، وخاصة أن "إسرائيل"، في نهاية المطاف، لن تصل إلى السنوار، ولن تحقق أهداف الحرب الإرهابية ، وقد وعد السياسيون الجمهور الإسرائيلي في بداية الحرب بالقضاء على حماس، لكن يتضح الآن تدريجيًا أن هذا الهدف لا يمكن تحقيقه خلال العملية الحالية.
وتُحمّل تل أبيب السنوار مسؤولية الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على المستوطنات والقواعد العسكرية جنوب فلسطين المحتلة، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واختطاف عشرات الأسرى إلى قطاع غزة، ومنذ ذلك التاريخ، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، ما أسفر عن وفاة عشرات الآلاف من الضحايا، أغلبهم أطفال ونساء، وفقًا لبيانات فلسطينية وأممية، هذا الأمر أدى إلى مثول "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
ويظهر هذا القائد الفلسطيني، الذي يبلغ من العمر 61 عامًا، أنه قد تحدى تصنيفات البعض في "إسرائيل" الذين وصفوه بأنه "رجل ميت"، بعد مرور نحو ثلاثة أشهر ونصف من بداية الحرب، ولم يبق السنوار على قيد الحياة فقط، بل حقق أيضًا انتصارًا سياسيًا جديدًا، وفي هذا السياق، فإن شخصا مثل السنوار يعرف كيف يفك رموز الإسرائيليين بشكل جيد للغاية، ولقد فهم قادة حماس بشكل أساسي تمامًا الانقسامات في الكيان، وبالتالي ضعفها، ولكنهم أيضًا يفهمون حقيقة أنه لمحاربة جيش أقوى بكثير من حيث الوسائل والرجال، من الضروري اللجوء إلى أسلحة مختلفة، بما في ذلك الرهائن، وكل عملية إطلاق سراح للأسرى هي بمثابة تذكير بهذا النصر في نظر الرأي العام الفلسطيني.
قوة استثنائية
لا شك أن السنوار، الذي اعتقلته "إسرائيل" في عام 1989 وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، أظهر قوة استثنائية في مواجهة القصف الإسرائيلي الذي أسفر عن مئات الضحايا في قطاع غزة، لأن السنوار، زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، استفاد من صمود حركته وقوة التحالف الفلسطيني في وجه القوة العسكرية الإسرائيلية، ما جعله الشخصية المحورية في التفاوض بشأن اتفاقية الهدنة، وخاصة أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، بقيادة زعيمها يحيى السنوار، أظهرت قوة استثنائية وصمودًا أمام القصف الإسرائيلي العنيف الذي أسفر عن عشرات آلاف الضحايا.
وهذا الصمود والقوة الفلسطينية أجبرا "إسرائيل" على قبول التفاوض، حيث أصبح السنوار الشخصية المحورية في هذه العملية في متناول تفاصيل اتفاقية الهدنة والتفاوض على إطلاق الرهائن والسجناء الفلسطينيين، حيث إن يحيى إبراهيم السنوار، قائد مجاهد وشخصية بارزة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قوة استثنائية ويظهر صمودًا أمام الهجمات الإسرائيلية، وُلد في مخيم خان يونس للاجئين في غزة عام 1962، وقضى معظم حياته في السجون الإسرائيلية، حيث قضى 24 عامًا خلال مراحل شبابه، كما أن السنوار يعتبر قضية الأسرى جزءًا أساسيًا من مواقفه، ويتحدث بتصريحات صريحة تظهر قوته واستمراريته في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وفي سياق مواجهة التهديدات الإسرائيلية، يُؤكد الواقع على تقديرات الإسرائيليين للسنوار باعتباره شخصية قوية وتهديدًا صريحًا للاحتلال، وفي الوقت نفسه، أثبت المقاومون للعالم قوة واستمرارية المقاومة الفلسطينية برغم التحديات التي تواجهها، ودائمًا ما تذكر تصريحات السنوار باستعداد حماس للاستمرار في مواجهة "إسرائيل" وتحدي تحركاتها، ما يبرز الفشل الإسرائيلي والتوترات الداخلية التي تواجهها.
وإن تصريحات المسؤولين والمحللين الإسرائيليين تحمل دلالات ضعف وقلق من تصاعد القدرة العسكرية لحماس، ويُشدد كثيرون على أن المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك حماس، أصبحت قوة رادعة للغاية، وأن الهجمات الإسرائيلية لم تنجح في كبح عزيمتها، مع استعداد الشعب الفلسطيني للتحدي والمقاومة في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، ويستشهدون بدعوة رئيس حماس في قطاع غزة التي أكدت استعداد الشعب للتصدي لأي اعتداء، وقد شهدت معركة "طوفان الأقصى" هزيمة عسكرية ومعنوية غير مسبوقة للكيان الإسرائيلي، ما أثر بشكل كبير على القوات الإسرائيلية والساحة السياسية في فلسطين، وقد تكبدت "إسرائيل" خسائر كبيرة، ما قد يؤدي إلى تغييرات في المشهد السياسي.
النتيجة، حاولت أجهزة الأمن الإسرائيلية جمع معلومات حول يحيى السنوار وزعيم كتائب "القسام"، وخططت لمحاولة الإمساك به، لكنها فشلت في ذلك، وفي النهاية، معركة "طوفان الأقصى" أثبتت قدرة حماس على مقاومة "إسرائيل" وكشفت عن ضعف الكيان الصهيوني، ويحيى السنوار، رئيس حماس في قطاع غزة، أظهر قدرته على التصدي للكيان الإسرائيلي وإظهار قوته في مواجهة العمليات البطولية، مع تأكيد السنوار على فشل خطة الاحتلال يبرز استمرار النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتأكيده على ضعف الكيان الصهيوني، ويعتبر الشباب الفلسطيني قوة مستمرة في نضالهم لتحرير أرضهم واستعادة مقدساتهم، رغم محاولات الاحتلال إرهابهم واستخدام القوة العمياء ضدهم.