هدد أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الجمعة، بأن وقت إطلاق سراح الأسرى الصهاينة في المقاومة قد بدأ ينفد.
وفي إشارة إلى العدد الكبير من الضحايا في صفوف الأسرى الصهاينة، قال أبو عبيدة: لقد حذرنا مرات عديدة من خطورة وضع أسرى العدو الموجودين في المقاومة، لكن القيادة الإسرائيلية تجاهلت ذلك، وقام الصهاينة بإصابة أو قتل عدد كبير من الأسرى، عن قصد أو عن غير قصد.
وأضاف أبو عبيدة: أسرى العدو في وضع صعب بسبب هجمات الكيان الصهيوني، إنهم ليسوا في حالة جيدة، ونحن نحاول حمايتهم، وحمل المتحدث باسم القسام الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن المجاعة في غزة.
ويوجد حاليًا حوالي 120 أسيرًا صهيونيًا في أيدي حماس، بعضهم من الرعايا الأجانب، وبعضهم قتل أو أصيب جراء هجمات الجيش الإسرائيلي.
ولا توجد حتى الآن إحصائيات دقيقة لعدد القتلى والجرحى من الأسرى، لكن - كما وصف القسام- يظهر أن وضع الأسرى ليس جيداً جداً وإذا لم تتم مساعدتهم قريباً فليس من الواضح ما هو المصير الذي ينتظرهم.
إنذار نهائي للمتطرفين في تل أبيب
ويمكن اعتبار تصريحات أبو عبيدة حول وضع الأسرى الصهاينة بمثابة إنذار ورسالة تحذيرية خطيرة لحكومة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو المتطرفة، التي تماطل في التوقيع على اتفاق مع حماس رغم الجهود الإقليمية لوقف الصراعات في غزة وتبادل الأسرى.
ويعتبر نتنياهو وأصدقاؤه شروط حماس للإفراج عن جميع السجناء الفلسطينيين مفرطة، وقد اقترحوا مؤخراً خطة لإطلاق سراح عدد أقل من السجناء الفلسطينيين مقابل زيادة عدد أيام وقف إطلاق النار في غزة، وكانت حماس قد أعلنت في وقت سابق إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين كشرط لإطلاق سراح السجناء الصهاينة، لكن حكومة نتنياهو لم توافق حتى الآن على هذا الطلب.
وحسب الأوضاع التي ذكرها أبو عبيدة عن الحالة الجسدية للأسرى الصهاينة، يبدو أن هؤلاء الأشخاص لا يستطيعون الاستمرار في العيش لفترة طويلة، لأن الوضع الصحي والغذائي في غزة كارثي للغاية والأسرى محرومون من هذه المرافق تماما مثل الفلسطينيين ما يهدد حياة الصهاينة، وبما أنه لا يتم إرسال سوى القليل من المساعدات إلى غزة، فإن الجوع والمجاعة منتشران في هذا القطاع المحاصر، والسجناء ليسوا في وضع جيد.
وفي مثل هذا الوضع البائس للأسرى الصهاينة، يتطلع نتنياهو إلى بدء عملية برية واسعة النطاق في رفح، وهو المكان الوحيد الذي تدخل إليه المساعدات الأجنبية إلى غزة من الحدود المصرية، وإذا بدأت هذه الهجمات، فإما أن يموت الأسرى من الجوع أو نقص المرافق الصحية، أو يموتون أو يقتلون في هجمات جيش الاحتلال.
وفي الأيام الأخيرة، زاد المجتمع الدولي وحتى الولايات المتحدة الضغوط على تل أبيب للموافقة على وقف إطلاق النار والكف عن خطط الهجوم الضخم في رفح، لكن نتنياهو رفض في اتصال هاتفي مع جو بايدن مطالب واشنطن، وقال إنه مع الطلبات التي يمليها العالم لن نوافق ولن نسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، لقد قال نتنياهو إنه سيقاتل حتى النصر الكامل، وهذا يشمل عملاً قوياً في رفح.
وتشير الدلائل إلى أن قرار حكومة نتنياهو بمهاجمة رفح برا هو قرار خطير، وهذه المعركة قد تستمر لأسابيع أو أشهر، وستكون مكلفة على الأسرى الصهاينة.
وفي هجمات الأشهر الخمسة الماضية، قُتل العشرات من الأسرى الصهاينة في هجمات للجيش، وليس من المستبعد أن يموت بقية الأسرى أيضاً في رفح.
في غضون ذلك، يبدو أن إعلان قائد كتائب القسام عن الوضع الأحمر للأسرى سيزيد من حدة الضغوط الداخلية، وخاصة من أهالي الأسرى، على حكومة الحرب.
وفي الأشهر القليلة الماضية نظمت عائلات الأسرى تجمعات احتجاجية وطالبت بوقف الحرب في غزة وعودة أسراهم، لكن نتنياهو لا يستجيب لطلب المواطنين الإسرائيليين ويواصل الحرب لمنع انهيار حكومته والبقاء في السلطة لبضعة أيام أخرى، لذلك، ومع تحذير القسام بشأن وضع الأسرى، ستشتد أيضاً الاحتجاجات الداخلية ضد حكومة نتنياهو، لأنها تعتبر المتطرفين مسؤولين عن قتل اقربائهم.
ويريد الكيان الصهيوني الضغط على حماس من خلال تنفيذ هجوم بري في رفح وإجبارها على التراجع عن شروطها، لكن قادة المقاومة الفلسطينية قالوا إنه طالما استمرت الحرب في غزة فإنهم سيواصلون القتال ضد العدو المحتل، وبالتالي فإن اللجوء إليه لن يجدي نفعاً مع تكتيكات الحرب.
وفي هذا الصدد أكد أبو عبيدة في كلماته الأخيرة أن الوضع الميداني بعيد عما يعلنه الصهاينة، والمقاومون يضربون العدو بقوة ميدانيا ويقاتلون في كل أنحاء غزة بمختلف التكتيكات والأسلحة المناسبة.
ومن ناحية أخرى، تحاول حماس، من خلال تحذير حكومة نتنياهو بشأن وضع الأسرى، إجبار "إسرائيل" على الموافقة على اتفاقات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بمشاركة قطر ومصر، لأن هناك عدداً من المواطنين الأمريكيين ودول أخرى بين الأسرى، وكلام أبو عبيدة هو بمثابة إنذار لأمريكا لإنقاذ الأسرى من خلال الضغط على المتطرفين الصهاينة قبل فوات الأوان، وإلا فإن مسؤولية قتل الأسرى تقع على عاتق المحتلين.
وعلى الرغم من القرارات الدولية بوقف الهجمات ضد الفلسطينيين، يواصل الكيان الإسرائيلي هجماته على قطاع غزة ويمتنع عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء المأساة الإنسانية.
إذا بدأت الهجمات البرية في رفح قبل شهر رمضان المبارك، فإن الأسرى الصهاينة لن يسلموا من جرائم جيش الاحتلال، والأسرى الذين اخفتهم قوات القسام لمدة خمسة أشهر حتى لا يتعرضوا للأذى، سيستقبلهم قادة تل أبيب المتطرفون بالموت.